TOP

جريدة المدى > كردستان > لأول مرة في العراق.. مسرح تفاعلي في السليمانية يناقش حل مشاكل النازحين

لأول مرة في العراق.. مسرح تفاعلي في السليمانية يناقش حل مشاكل النازحين

نشر في: 19 إبريل, 2015: 12:01 ص

( . . ليش تطردني من العمل واني ممقصر بالشغل والدوام بس لاني طالبتك بيوميتي الي مستلمتها من ثلاثة اسابيع واني مهجر كاعد ايجار وعائلتي بحاجة للمصرف..).. كان هذا جانب من حوار مسرحي مابين شاب نازح ورب العمل في احد المعامل الاهلية بأقليم كردستان، وجاء ضمن

( . . ليش تطردني من العمل واني ممقصر بالشغل والدوام بس لاني طالبتك بيوميتي الي مستلمتها من ثلاثة اسابيع واني مهجر كاعد ايجار وعائلتي بحاجة للمصرف..).. كان هذا جانب من حوار مسرحي مابين شاب نازح ورب العمل في احد المعامل الاهلية بأقليم كردستان، وجاء ضمن مسرحية حملت عنوان (حكاية مهجر) قدمها غروب عشتار العراق لمسرح المضطهدين على احد مسارح مدينة السليمانية وضمن جولة للكروب في عدد من المحافظات التي تؤوي النازحين والمهجرين هدفها مناقشة بعض مشاكل النازحين باسلوب جديد من خلال تفاعل جمهور المتلقين مع الممثلين والخروج بتوصيات سترفع الى منظمة عالمية راعية لهذا المشروع الذي اطلق عليه (دعم الاقليات في العراق) وهي منظمة الاغاثة والتنمية الامريكية بهدف دراستها وتوظيفها في مشاريع انسانية تهدف الى مساعدة النازحين وتقديم اشكال الاغاثة لهم في محنتهم هذه وحتى يعودوا الى مناطق سكناهم الاصلية، وحظيت المسرحية بمشاركة فاعلة من قبل الجمهور الذي ضم نسبة كبيرة من النازحين فضلا عن المعنيين والمهتمين بهذا الامر في الاقليم .

 

ويقول مخرج المسرحية الدكتور نشأت مبارك لـ(المدى) : يعتبر عرضنا هذا الاول من نوعه في العراق لانه يعتمد على اسلوب مسرح المنبر وهو احد اشكال مسرح المضطهدين وهو مسرح تفاعلي، اي بمشاركة الجمهور للممثلين في مناقشة فكرة المسرحية وعرض حلول ومقترحات من جانبهم للاخذ بها والخروج بتوصيات وافكار من شأنها معالجة المشكلة المطروحة من خلال تبني المنظمة الراعية لهذا العمل المسرحي لهذه الحلول في مشروع إنساني يساعد النازحين في التغلب على معاناتهم ومشاكلهم منها مثلا اعادة تأهيل وتمهين بعضهم من خلال مشاريع مختلفة ومتنوعة منها دورات تمهينية وتطويرية تعقبها توفير فرص عمل بالتنسيق مع القطاع الحكومي والخاص في المجتمع المستضيف للنازحين في اقليم كردستان، وقد ناقش موضوع مسرحيتنا اليوم ( حكاية مهجر ) قصة شابين نازحين هما ( عمار و وعد ) اللذين تعرضا الى اضطهاد من قبل المجتمع ما جعلهم يفكرون بالهجرة غير الشرعية خارج البلد، وايضا ناقشت مشكلة اضطهاد شباب الاقليات في داخل البلد وخارجه، مضيفا: يتألف كروب العمل من 17 ممثلا وممثلة سيقوم بتقديم ثلاثة عروض في السليمانية اغلبها للنازحين في المدينة بعد ان قدمنا من مدينة اربيل واغلب الممثلين والفنانين في الكروب من مدينة الموصل واربيل، موضحا ان من اهم المواضيع التي تم مناقشتها مع جمهور المتلقين خلال العروض المسرحية تتعلق بتأثير البيئة المستضيفة للنازحين ومدى تأقلمهم للعيش فيها دون اي مشاكل، ومناقشة ظواهر اجتماعية طارئة بين النازحين منها اجبار الفتيات على الزواج لأن البعض يعتقد انهن اصبحن عالة في هذا المجتمع الجديد ومن الضروري تزويجهن تجنباً للمشاكل، وقد تم مناقشة تعريف الفتاة والمرأة بحقوقها وكيفية الحصول عليها حسب القانون وحث الباحثين والناشطين الاجتماعيين على زيارة النازحين ميدانيا بغية التعرف على مشاكلهم وخاصة النساء والمساعدة في حلها، وايضا تم مناقشة النزوح والهجرة خارج العراق وخسارة البلاد للعقول والنخب وخاصة الشابة منها وكيفية وضع حلول ودراسات لوقف هذا النزوح والابقاء على المكونات الاصلية في العراق ومنع تركها للبلاد، مبينا ان من بين اهم اهداف هذه العروض المسرحية ايصال رسالة للعالم وتعريف المجتمع الدولي بمعاناة النازحين والمهجرين في العراق وكيفية تقديم العون والمساعدة لهم للتغلب على مشاكلهم وحتى يعودوا لمناطقهم الاصلية بعد تحريرها وتأمينها بالكامل، موضحا ايضا ان العروض حققت نجاحا منقطع النظير بحجم المشاركة فيه وما شهده من نقاشات بناءة وهادفة حتى ان نسبة المشاركة حسب توقعاتنا كانت ستصل الى 600 شخص مستهدف بهذا العمل، الا ان عدد الحضور والمشاهدين وصل الى 1044 اي بمعدل 150 % مما توقعناه وهذا انجاز ونجاح كبير حققناه في هذا المجال والفضل يعود ايضا لما تلقيناه من مساعدة وتعاون من جانب الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في المدينة وخاصة منظمة نحو المواطنية الشبابية بكوادرها التي قدمت كل ما باستطاعتها لانجاح العروض ومديرها المحامي خالد النقشبندي الذي ابدى استعداده لتقديم الاستشارات القانونية والترافع عن القضايا والمشاكل القانونية التي تعترض شريحة النازحين في السليمانية حسب قوله .

مشاهد مؤثرة ومواقف مؤلمة وحزينة الا انها لا تخلو من الأمل بحل المعاناة عرضتها فصول مسرحية حكاية مهجر خلال عروضها في السليمانية وصورت من خلالها حياة النازحين في المخيمات او المدن والقصبات في اقليم كردستان.
الفنان سليمان كلالي تقمص شخصية رب العمل الذي يستغل جهود العمال من النازحين وحاجتهم الماسة للعمل مهما كانت اجوره متدنية لسد رمق عوائلهم ، تحدث عن دوره في المسرحية بالقول: دوري يجسد شخصية رجل يمتلك معملا خاصا الا انه جشع وطماع يستغل العاملين من موظفين وعمال ولا يعطهيم اجورهم رغم عملهم الدؤوب مستغلا غربتهم وعدم قدرتهم على إيصال صوتهم للجهات المعنية، مضيفا أن ما جرى حوار بناء وتفاعل ايجابي بيني وبين عدد من المشاهدين وكانت هناك اسئلة واجوبة واضافات ومداخلات ساهمت كثيرا في توضيح الصورة للجميع وادانة الممارسات السلبية التي يقع بعض النازحين ضحية لها، وحاولنا جهد الإمكان تصوير معاناة هذه الشريحة وصولا الى حلول وافكار قد تساهم في حل هذه المشاكل والمعاناة حسب قوله. 
أما جمهور المتلقين والمشاهدين لمسرحية حكاية مهجر فقد عبروا عن اعجابهم بطريقة عرضها واشراك المشاهد ولأول مرة في مناقشة فكرة واهداف المسرحية.
وتقول المشاهدة اميرة خالد: هذه اول مرة اشاهد عرضا مسرحيا بهذه الطريقة الراقية والناجحة والتي شدت انتباه الجمهور وجعلت الحضور يفكرون بمقترحات وافكار لاغناء الموضوع المطروح من خلال هذه المسرحية ... اتمنى ان تتكرر مثل هذه المبادرات والمشاريع الانسانية الهادفة الى مساعدة الاخرين والرفع من معاناتهم من خلال تسخير الفن والمسرح لتظهر للعيان الاهداف الحقيقية للفن في خدمة الانسان ، مضيفة: انا صعدت على خشبة المسرح وشاركت كمشاهدة في هذه المسرحية بطرح اسئلة على الممثلين الذين ادلوا باجابات موضوعية كما شارك مشاهدون اخرين ايضا الى جانبي في هذا المجال وبالحصيلة النهائية خرجنا بمقترحات وعد القائمون على المسرحية والجهات الراعية لها تفعيلها على ارض الواقع كمشاريع انسانية تهدف الى مساعدة النازحين والمساهمة في رفع معاناتهم ومشاكلهم قدر الامكان حسب قولها. وجاء عرض مسرحية حكاية مهجر على مسارح السليمانية بالتعاون والتنسيق مع بعض منظمات المجتمع المدني المهتمة في المدينة ومنها منظمة نحو المواطنية الشبابية.
رئيس المنظمة المحامي خالد النقشبندي قال ان منظمته عملت بالتنسيق مع الجهات المعنية في السليمانية على تهيئة وتوفير مكان عرض المسرحية والاشراف على تنظيم وتوفير كافة المستلزمات مع توجيه الدعوات لحضور العرض الذي حضي بمشاركة كبيرة من جانب الجمهور بمختلف مستوياته حيث حضر العرض مواطنون نازحون من المحافظات الاخرى وايضا مواطنون من المجتمع المستضيف في السليمانية الى جانب عدد من المسوؤلين المحليين والناشطين في مجال حقوق الانسان والنازحين، مضيفا من خلال مناقشات فكرة المسرحية المتعلقة بمشاكل النازحين ابدت منظمتنا كامل الاستعداد لاستقبال من لديهم مشكلة او شكوى او غبن وتقديم الخدمات القانونية لهم خاصة وان المنظمة تضم عددا من المحامين ورجال القانون والناشطين في هذا المجال وهم على استعداد للمتابعة القانونية لقضايا النازحين وتقديم الخدمات لهم في هذا الجانب مجانا ودون اي لقاء مادي خدمة لهذه الشريحة العراقية المتعبة، لافتا بالقول الى ان خطوات ومشاريع المنظمة المقبلة عديدة في هذا المجال منها تنظيم معرض فني تشكيلي بعد ايام وبالتعاون مع منظمة (شار) يهدف الى دعم النازحين ورفع معنوياتهم وايضا دعم قوات البيشمركة في حربها ضد الارهاب وما حققته من انتصارات وتحرير مناطق شاسعة من قبضة تنظيم داعش حسب قوله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram