( . . ليش تطردني من العمل واني ممقصر بالشغل والدوام بس لاني طالبتك بيوميتي الي مستلمتها من ثلاثة اسابيع واني مهجر كاعد ايجار وعائلتي بحاجة للمصرف..).. كان هذا جانب من حوار مسرحي مابين شاب نازح ورب العمل في احد المعامل الاهلية بأقليم كردستان، وجاء ضمن
( . . ليش تطردني من العمل واني ممقصر بالشغل والدوام بس لاني طالبتك بيوميتي الي مستلمتها من ثلاثة اسابيع واني مهجر كاعد ايجار وعائلتي بحاجة للمصرف..).. كان هذا جانب من حوار مسرحي مابين شاب نازح ورب العمل في احد المعامل الاهلية بأقليم كردستان، وجاء ضمن مسرحية حملت عنوان (حكاية مهجر) قدمها غروب عشتار العراق لمسرح المضطهدين على احد مسارح مدينة السليمانية وضمن جولة للكروب في عدد من المحافظات التي تؤوي النازحين والمهجرين هدفها مناقشة بعض مشاكل النازحين باسلوب جديد من خلال تفاعل جمهور المتلقين مع الممثلين والخروج بتوصيات سترفع الى منظمة عالمية راعية لهذا المشروع الذي اطلق عليه (دعم الاقليات في العراق) وهي منظمة الاغاثة والتنمية الامريكية بهدف دراستها وتوظيفها في مشاريع انسانية تهدف الى مساعدة النازحين وتقديم اشكال الاغاثة لهم في محنتهم هذه وحتى يعودوا الى مناطق سكناهم الاصلية، وحظيت المسرحية بمشاركة فاعلة من قبل الجمهور الذي ضم نسبة كبيرة من النازحين فضلا عن المعنيين والمهتمين بهذا الامر في الاقليم .
ويقول مخرج المسرحية الدكتور نشأت مبارك لـ(المدى) : يعتبر عرضنا هذا الاول من نوعه في العراق لانه يعتمد على اسلوب مسرح المنبر وهو احد اشكال مسرح المضطهدين وهو مسرح تفاعلي، اي بمشاركة الجمهور للممثلين في مناقشة فكرة المسرحية وعرض حلول ومقترحات من جانبهم للاخذ بها والخروج بتوصيات وافكار من شأنها معالجة المشكلة المطروحة من خلال تبني المنظمة الراعية لهذا العمل المسرحي لهذه الحلول في مشروع إنساني يساعد النازحين في التغلب على معاناتهم ومشاكلهم منها مثلا اعادة تأهيل وتمهين بعضهم من خلال مشاريع مختلفة ومتنوعة منها دورات تمهينية وتطويرية تعقبها توفير فرص عمل بالتنسيق مع القطاع الحكومي والخاص في المجتمع المستضيف للنازحين في اقليم كردستان، وقد ناقش موضوع مسرحيتنا اليوم ( حكاية مهجر ) قصة شابين نازحين هما ( عمار و وعد ) اللذين تعرضا الى اضطهاد من قبل المجتمع ما جعلهم يفكرون بالهجرة غير الشرعية خارج البلد، وايضا ناقشت مشكلة اضطهاد شباب الاقليات في داخل البلد وخارجه، مضيفا: يتألف كروب العمل من 17 ممثلا وممثلة سيقوم بتقديم ثلاثة عروض في السليمانية اغلبها للنازحين في المدينة بعد ان قدمنا من مدينة اربيل واغلب الممثلين والفنانين في الكروب من مدينة الموصل واربيل، موضحا ان من اهم المواضيع التي تم مناقشتها مع جمهور المتلقين خلال العروض المسرحية تتعلق بتأثير البيئة المستضيفة للنازحين ومدى تأقلمهم للعيش فيها دون اي مشاكل، ومناقشة ظواهر اجتماعية طارئة بين النازحين منها اجبار الفتيات على الزواج لأن البعض يعتقد انهن اصبحن عالة في هذا المجتمع الجديد ومن الضروري تزويجهن تجنباً للمشاكل، وقد تم مناقشة تعريف الفتاة والمرأة بحقوقها وكيفية الحصول عليها حسب القانون وحث الباحثين والناشطين الاجتماعيين على زيارة النازحين ميدانيا بغية التعرف على مشاكلهم وخاصة النساء والمساعدة في حلها، وايضا تم مناقشة النزوح والهجرة خارج العراق وخسارة البلاد للعقول والنخب وخاصة الشابة منها وكيفية وضع حلول ودراسات لوقف هذا النزوح والابقاء على المكونات الاصلية في العراق ومنع تركها للبلاد، مبينا ان من بين اهم اهداف هذه العروض المسرحية ايصال رسالة للعالم وتعريف المجتمع الدولي بمعاناة النازحين والمهجرين في العراق وكيفية تقديم العون والمساعدة لهم للتغلب على مشاكلهم وحتى يعودوا لمناطقهم الاصلية بعد تحريرها وتأمينها بالكامل، موضحا ايضا ان العروض حققت نجاحا منقطع النظير بحجم المشاركة فيه وما شهده من نقاشات بناءة وهادفة حتى ان نسبة المشاركة حسب توقعاتنا كانت ستصل الى 600 شخص مستهدف بهذا العمل، الا ان عدد الحضور والمشاهدين وصل الى 1044 اي بمعدل 150 % مما توقعناه وهذا انجاز ونجاح كبير حققناه في هذا المجال والفضل يعود ايضا لما تلقيناه من مساعدة وتعاون من جانب الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في المدينة وخاصة منظمة نحو المواطنية الشبابية بكوادرها التي قدمت كل ما باستطاعتها لانجاح العروض ومديرها المحامي خالد النقشبندي الذي ابدى استعداده لتقديم الاستشارات القانونية والترافع عن القضايا والمشاكل القانونية التي تعترض شريحة النازحين في السليمانية حسب قوله .