ترجمة: عمار كاظم محمد يجد النشطاء المناهضون للحرب أنفسهم ضد نفس السياسيين الذي ساعدوا في انتخابهم، لكننا نجد اليوم أن هناك فقط 1500 شخص يجتمعون ضد الحرب في أفغانستان وهو ما يمثل ظلا للجماهير الغفيرة التي تجمعت إبان الحرب على العراق. حيث كان العدد آنذاك مئات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع عبر الولايات المتحدة احتجاجا على قيادة الولايات المتحدة قوات التحالف لغزو العراق.
اليوم في واشنطن تجمع المتظاهرون فيما يوصف بكونه الاحتجاج السلمي الأكبر منذ أن أعلن الرئيس أوباما إرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان حيث يخطط المنظمون لحشد 1500 شخص. تقول إحدى الناشطات « لقد تعبت الناس « بينما تكافح هي مع عدة نشطاء آخرين ضد الحرب من اجل إعادة صنع حركتهم مع اعترافهم بوجود عقبات هناك تعترض طريقهم. يقول دوبسون وهو أحد الناشطين « إننا نكافح كفاحا شديدا في الوقت الحاضر « مضيفا إن ما قلل من الجهود المبذولة ضد الحرب هو المعركة الناشبة لإصلاح قانون الرعاية الصحية والوضع الاقتصادي السيئ. يقول توم هايدن عضو مجلس الشيوخ السابق في ولاية كالفورنيا «هناك خصم جديد بالنسبة لحركات السلام» وكان توم من الذين قادوا الانتقادات ضد الحرب في فيتنام وهو ذكي في التكلم بلغة السلام محاولا أن يوصل رسالته السلمية إلى أحزاب يسار الوسط في البلاد « حيث كان هائلا في مجادلته باراك اوباما أكثر من جورج بوش وديك تشيني. يقول هايدن إن العديد من الناشطين الذين احتجوا ضد الحرب وحملوا تصوراتهم للرئيس السابق جورج بوش يمانعون ألآن من توجيه للانتقاد للرئيس الحالي باراك اوباما والذي حين كان مرشحا قدم الكثير من معارضته للحرب في العراق. وبينما كان يقود حملته الانتخابية تعهد بإنهاء الحرب في العراق بعد 16 شهرا من دخوله المكتب البيضاوي والتسلسل الزمني لخطته الآن يدعو إلى أن يكون معظم الجنود خارج العراق بنهاية شهر آب لكنه قال انه سيحتفظ بـ 50 ألفا من الجنود خلال عام 2011 لتدريب الجيش العراقي وحماية «مدنيينا المتبقين وجهودنا العسكرية» على حد قوله،هذه الخطة التي أثارت استياء النشطاء ضد الحرب. لقد كانوا غير سعيدين حينما أعلن اوباما هذا الشهر أنه سيرسل 30 ألف جندي إضافي الى أفغانستان، خطة اوباما بشأن أفغانستان لم تكن مفاجئة حيث أنه تكلم خلال حملته الانتخابية عن إرسال مزيد من الألوية القتالية هناك لكن شعروا بالخيبة على حد قول الناشط مايك برايسنر أحد المحاربين القدامى في العراق مضيفا « لقد كانت هناك فترة شهر العسل حيث اعتقد الناس اننا سوف نحصل على بعض التغيير». مجموعة برايسنر ساعدت في تنظيم احتجاج في لوس أنجلس الأسبوع الماضي ضد تصعيد الحرب في أفغانستان متوقعا أن الحركات المناهضة للحرب سوف تصبح أكثر قوة عندما يبدأ الناس بإدراك ذلك قائلاً: «ان اوباما يمثل نفس المصالح التي تمثلها إدارة بوش»، وهو يتوقع بأن الاحتجاجات سوف تتزايد وسوف ينتقل التركيز من العراق الى أفغانستان. هناك أكثر من 5000 من أفراد الجيش الأمريكي والمستخدمين المدنيين لوزارة الدفاع قد قتلوا في العراق وأفغانستان وبالنسبة للنشطاء فإن المعارضة للحرب سوف تكون أصعب بالنسبة لأفغانستان لأنها تمثل أساس القاعدة التي أطلقت هجمات الحادي عشر من أيلول. والحقيقة ان بعض الأمريكان سيجدون أن الحرب في أفغانستان «غامضة من الناحية الأخلاقية» وهو ما يؤذي الجهود المبذولة من قبل الناشطين ضد الحرب. كما يقول تود غيتلن الأستاذ في جامعة كولومبيا الذي يدرس الحركات الاجتماعية مضيفا أنه « في خلال حرب فيتنام شعر العديد من الناس اليساريين بعاطفة واضحة جدا بان تلك الحرب كانت خاطئة وغير عادلة وبدون ذلك الإيمان الراسخ فإنك لن تلقي بنفسك في حركة مناهضة للحرب». تقول جولي شاينر وهي إحدى الناشطات في مدينة نيويورك «ان المدافعين عن السلام كانوا دائما يكافحون لجعل الحرب في الخارج تبدو ذات علاقة مع الناس في الداخل»، مضيفة «ان الجهود المبذولة يجب أن تتحرك بعيدا عن المسيرات وان تستخدم تكتيكا جديدا لإظهار الارتباط بين إنفاق أمريكا العسكري والأزمة المالية فنحن بحاجة لسؤال الناس ما الذي تخلينا عنه وماذا كسبنا في مقابل ذلك وهل تلك الأشياء تتساوى فيما بينها؟. يقول القس جيمس لاوسن وهو احد الناشطين القدماء والذي لعب دورا رئيسيا في كفاح الحقوق المدنية في الستينيات «أن ما يسمى بالحركات المناهضة للحرب قد فشلت فشلا ذريعا، فنحن لم نمنع الولايات المتحدة من أن تصبح المجتمع الأكثر عسكرة في العالم فنحن لم نتوقف عن دفع دولارات ضرائبنا ولا عن الذهاب الى الجيش والحرب». تقول دوبسن إحدى الناشطات: «ان مستقبل الجهود المبذولة ضد الحرب سوف يمتلئ بانتقاد اوباما فالناس قد كافحت وقاتلت وهم يحتاجون الى دماء جديدة وعاطفة جديدة ورؤية جديدة لكن الرئيس الذي شن حملة للتغير نراه بدلا من ذلك يواصل الحرب». عن/ لوس أنجلس تايمز
الحركات المناهضة للحرب تقاتل للعودة من جديد
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:45 م