TOP

جريدة المدى > مواقف > إعادة بناء القوّة الجوية العراقية المهيبة

إعادة بناء القوّة الجوية العراقية المهيبة

نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:47 م

ترجمة: علاء خالد غزالة يقود المقدم الطيار مصطفى كامل خليل طائرته، وهي من نوع سيسنا أي سي 208B، على ارتفاع اثني عشر قدما فوق التراب العراقي بيسر تام، حتى انه لا يكاد يرمش حينما يتعطل جهاز الرادار في تلك الطائرة. لكن المقدم خليل، الذي جمع 1300 ساعة طيران بالتحليق بطائرات مقاتلة أسرع من الصوت، سوفيتية الصنع،
هو واحد من بين العشرات من الطيارين الذين يقودون طائرات سيسنا ذات الأداء العالي، وان كانوا يحلمون بامتطاء طائرات F-16. تعرضت القوة الجوية العراقية، التي كانت ذات مرة القوة السادسة في العالم، الى ضربة قاصمة في حرب الخليج عام 1991، ومن ثم اضطرت الى إيقاف نشاطاتها كافة بعد ان فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سيطرتها على الأجواء العراقية في التسعينيات. وكان صدام قد عمل على دفن ما تبقى من طائراته المقاتلة، قبل الغزو الأميركي في عام 2003، في رمال الصحراء بغية الحفاظ عليها. وبينما تساعد الولايات المتحدة في بناء القوة الجوية العراقية قبل انسحابها من العراق، فان قنوات السيطرة على المخاطبات الجوية تتخذ لهجة عراقية بشكل متزايد، فإن من المتوقع ان يكون ذلك آخر جزء من السيادة الوطنية العراقية حتى يصبح المجال الجوي العراقي –حقيقة– عراقيا. ولكن على الرغم من الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة التي تقضي بان تنسحب هذه الأخيرة بحلول نهاية عام 2011، فان كلا من المسؤولين العراقيين والأميركيين لا يرون ان العراق سوف يكون جاهزا لحماية سمائه في ذلك الوقت، وهو منظور مقلق بالنسبة الى بلد تحيطه خمسة بلدان جارة، من بينها إيران. يقول جون ناغل، رئيس مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن: «لقد بدأ إدراكهم يتزايد بأنهم في الأول من حزيران 2012 سوف يحتاجون الى المساعدة الأميركية فيما يخص أجوائهم». ما يحتاجه العراق لحماية نفسه تمر الرؤية العراقية لقوته الجوية بحلول عام 2020، والتي تتمثل في امتلاك 350 طائرة وحوالي 20,000 عنصر جوي بكلفة تبلغ حوالي ملياري دولار في السنة، في مرحلة حرجة بسبب انخفاض أسعار النفط والذي أدى الى أزمة في الموازنة. يذكر ان القوة الجوية العراقية، التي بدأ العمل في بنائها عام 2004، تضم اقل من مئة طائرة صغيرة وسمتية وحوالي 3,200 عنصر جوي. وتستعمل طائرات سيسنا في مراقبة المتمردين المشتبه بهم وحماية منشآت البنية التحية، ولكنها سوف تؤدي الى تمكين الطائرات المقاتلة من التصدي لأية تحديات في المجال الجوي العراقي. تنظر بغداد في شراء 36 طائرة مقاتلة من نوع F-16، وهي صفقة يتوجب ان يصادق عليها مجلس الشيوخ الأميركي وقد يستغرق انجازها سنوات عدة، ولا تزال عملية حساب الأسعار جارية، لكن من المرجح ان تكلف كل طائرة مقاتلة اكثر من مئة مليون دولار، وكانت الولايات المتحدة قد منحت العراق 17 طائرة سيسنا، ولا تبلغ كلفة أيّ منها سوى جزء بسيط من كلفة الطائرة المقاتلة. بما ان العراق يخوض حربا ضد المتمردين لا ضد جيرانه، فان الهدف الآني لقوته الجوية يتمثل في تعزيز الأمن المحلي من خلال اسناد الجيش العراقي. وتقوم طائرات السيسنا، بنوعيها 208B و172 الأصغر حجما، بتنفيذ عمليات المراقبة على المتمردين المشتبه بهم وعلى حقول النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية.هناك بون شاسع بين هذه الطائرات وطائرات الميغ السوفيتية والميراج الفرنسية التي ابتاعها صدام باموال النفط بالقروض الدولية. غير ان الأسطول الجوي العراقي الحالي مهيأ من اجل اولوية آنية: مقاتلة المتمردين بدلا من مقاتلة قوات جوية أخرى. يقول العقيد الطيار البياتي، آمر السرب الجوي الثالث، والذي أمضى ثلاث سنوات في فرنسا، ابان عقد الثمانينيات، للتدريب على الطائرات المقاتلة: «ما يتوفر لدينا اليوم هو ما يحتاج اليه بلدنا، ماذا عساها ان تنفعنا الميراج في قتال الإرهابيين؟ بإمكاننا ان نرى بشكل أفضل في هذه الطائرات الصغيرة، ونبقى في الأجواء لمدة أطول». وكان البياتي قد قام بإطلاق أول صاروخ جو-ارض موجه بالليزر لأول مرة منذ نشوب الحرب، وذلك في اختبار نوعي اجري في أواخر تشرين الأول الماضي. هذا الصاروخ، وهو صاروخ هيلفاير الأميركي، مُعد لإصابة أهداف منفردة بدقة بالغة. ويمكن لثلاث من طائرات السيسنا، التي يقودها ثلاثون من طياري السرب الذي يقوده البياتي، وهو لم يشأ ان يُستخدم اسمه الكامل، ان تحمل صواريخ هيلفاير. وعلى الرغم من ان القوات الأمنية العراقية قد انجزت خطوات هائلة منذ عام 2003، فان الأمور اللوجستية تبقى هي الحلقة الأضعف، ففي قاعدة كركوك الجوية، وهي تحتوي على صواريخ هيلفاير التي تبلغ كلفة أحدها مئة الف دولار، لا يتوفر عدد كاف من البطانيات لعناصر القوة الجوية. ولم يتم انجاز طلب لسماعات الأذن الخاصة بالطيارين تم التقدم به قبل عام حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك، فان الطيارين السابقين يتفاخرون، شأنهم في ذلك شأن اقرانهم في ثقافات أخرى، بانهم قادوا يوما اكثر الطائرات تقدما من الناحية التقنية وأكثرها قدرة على التدمير في العالم. يقول الميجر في القوة الجوية الأميركية براين غريل، وهو طيار F-16 يعمل مستشاراً لدى العراقيين: «هناك نوع من الأخوة بيننا، فكما تعلم، انت تصبح شيئا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram