بمناسبة فوزها بجائزة الشارقة للابداع في دورتها السابعة عشرة ، احتفى نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين برواية (بوصلة القيامة) للكاتب هيثم الشويلي بمشاركة نخبة من النقاد والادباء. وبيّن مقدم الجلسة القاص خالد ناجي ان للجائزة غاية مادية ومعن
بمناسبة فوزها بجائزة الشارقة للابداع في دورتها السابعة عشرة ، احتفى نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين برواية (بوصلة القيامة) للكاتب هيثم الشويلي بمشاركة نخبة من النقاد والادباء. وبيّن مقدم الجلسة القاص خالد ناجي ان للجائزة غاية مادية ومعنوية وفنية يسعى اليها الكاتب ليطمئن بانه استطاع التمكن من ادواته باتجاه الابداع. مشيراً الى ان الرواية العراقية تعيش عصرها الذهبي من خلال وجود بيئة حاضنة وصالحة للانتاج الروائي، وهذا ما يؤكده الصدور المتلاحق للرواية في العراق. لافتاً الى ان الشويلي تولد 74 بكلوريوس رياضيات جامعة بغداد، وقد صدر له (للحب وجه آخر) مجموعة قصصية، ورواية (اعترافات شبه مشبوهة) والرواية المحتفى بها.
وفي حديثه ، اشار الشويلي الى ان روايته تؤرشف للألم العراقي منذ السبعينات وحتى التغيير في 2003، مفتتحاً روايته بعبارة "كل الروايات لم تكن اقرب من الحقيقة التي اصبحت شيئاً من الخيال في مملكة الجحيم." وقال: الرواية تتحدث عن رجل تشبث بالحياة بقوة مقاتل، لديه ثلاث امهات ورابعتهم الجدة. مشيراً الى ان امه الحقيقية طاردتها السلطة مع زوجها النقيب جليل، فوجدت نفسها مضطرة الى ترك وليدها بين يدي القابلة فتبنته. ولم تكن القابلة متزوجة فسجلته باسم امرأة اخرى هي زوجة أخيها، لكن الطفل كان اقرب الى والدة القابلة لكثرة انشغالها بالعمل خارج البيت فقد كانت الجدة تتولى رعايته. وفيما بعد يكتشف الحقيقة فتراوده فكرة البحث عن اهله. وبعد مرور ثلاثين سنة من المعاناة يكتشف ان والده في الاهوار، ثم يتعرض لمضايقات السلطة من دون ان يعرف ان والده كان بالاصل مطارداً. ثم يسجن مرتين ويعذب، حتى يقرر الهجرة خارج الوطن. لكنه يعود بعد سبع سنوات اشتياقاً لبلده وناسه فيلقى القبض عليه عند الحدود العراقية الايرانية.
وفي ورقتها ، اشارت اشواق النعيمي الناقدة والباحثة الى ان الرواية هي سيرة ذاتية لبطلها بصوت الأنا المشارك الذي يقدم شخصياته المسطحة مرتبطة بعلاقات ما بين الايجابية المتمثلة بأسرته والسلبية بالسلطة. وقالت: تعد الرواية سياسية بامتياز من خلال شخصية الأب النقيب جليل الذي يؤمن بحتمية التغيير ويرتبط بتنظيمات تهدف الى اسقاط النظام، لكونه رافضاً شمولية السلطة التي تفرض هيمنتها الكاملة وتجد ان استمراريتها تكمن في مبدأ التفرد وتطويع الآخر أو اقصائه. وهناك وعي سياسي شمولي يتمثل بشخصية الابن، ويقسم على مرحلتين، تكمن الأولى في البحث عن الذات، والثانية في الاصطدام بالسلطة. مشيرة الى انه يدرك حجم الظلم وجبروت الحاكم والاستخفاف بالبشر من خلال ما يتعرض له في السجن.
فيما بينت فوزية موسى غانم ، الباحثة والمترجمة ، ان حالة البؤس التي عاشها البطل سارت بشكل دائري بدأ وانتهى في النقطة ذاتها برغم مساحة الحرية التي كان متفائلاً بها بعد خروجه من السجن. مشيرة الى ان الرواية جسدت صورة عراقية واضحة المعالم لشخصيات المجتمع الطيبة والانانية، وباسلوب لغوي مبسط يمكن لأي انسان ان يصل بسهولة الى المعاني التي ركز عليها الشويلي.