اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > اليهود اعتمدوا تاريخاً مزيّفاً

اليهود اعتمدوا تاريخاً مزيّفاً

نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 03:51 م

الكتاب: اختراع الشعب اليهودي تأليف: شلومو ساند ترجمة: ابتسام عبد الله كل شعب يعتز بأساطيره وخرافاته فأغلب الأميركيين يعتقدون أنهم ضد الأمبريالية، على الرغم من أن أجدادهم استعمروا قارة، وأبادوا تقريباً سكانها الأصليين ويتخيل الفرنسيون أنفسهم انهم منحدرون من شعب الغال على الرغم من انهم مثلنا جميعاً مهجنون ولكن الاسرائيلين يفضلون احقية السرد التاريخي ويعطونه اهمية خاصة
لانه يدافع عن حق ادعاء دولتهم بالوجود وهو يقول ان اليهود انحدروا من قبائل اسرائيل القديمة وطردوا بعد سقوط المعبد في 70 بعد الميلاد، وسمح لهم اليوم بالعودة الى وطنهم الاصلي بعد اضطهاد دام 2,000 عام. شلومو ساند، الذي يدرس التاريخ المعاصر في جامعة تل ابيب يرفض معظم هذه الادعاءات. فهو يناقش هذه المسألة بقوله أن هذا التاريخ المزعوم للشعب اليهودي قد شوّه وحرّف بإعادة تشكيله أو أنه قد أخترع في الأزمنة الحديثة ليتلاءم مع المتطلبات السياسية للصهيونية. وكتابه الذي صدر مؤخراً والذي طبع أولاً باللغة العبرية، أحدث ضجة واسعة في بلاده ولكنه يقدم على الأقل هجوماً ضد الادعاءات التي تقول أن لأسرائيل الحق المفترض للدفاع عن نفسها كمجتمع يهودي حيث غير اليهود، مثل الفلسطينيين الاسرائيليين تم تهميشهم سياسياً وثقافياً. وفي كتابه "اختراع الشعب اليهودي"، يخالف الرأي الذي يقول ان اسرائيل قد وجدت منذ آلاف الأعوام كأمّة، معتمداً أساساً على نية فرض من أن قصة العهد القديم صحيحة وسارية المفعول، من غير اعتبار للشواهد الآثارية والدلائل التاريخية الأخرى. وهو يرفض الاعتراف بأن شعباً يهودياً موحداً قد سكن في كنعان في مرحلة داود وسليمان، أو ان الانتقال من مصر أمر قد حدث كما جاء وصفه في العهد القديم. أن العهد القديم ليس قصة تسرد بل انه مكتوب. وهو يرفض الزعم المستند إلى شهادة المؤرخ اليهودي جوزيفوس في القرن الأول الميلادي، من أن اليهود أرغموا على الرحيل عن القدس بعد سقوط المعبد وان روما قد تصرفت بوحشية إزاء المهزومين، ولكنها لم تطرد ابداً جميع السكان، فهي على الأقل كانت بحاجة الى خدماتهم. أن الدليل التاريخي، كما يقول، المؤلف يظهر ان مجموعات يهودية كانت تعيش عند البحر الأبيض المتوسط ومنهم روما قبل 70 بعد الميلاد. وقد قال شيشرون متذمراً في 59 قبل الميلاد:"انتم تعرفون كم هي متعددة الجماهير، وكم هي كبيرة". ويقترح المؤلف ان هجرة اقتصادية كانت متواصلة من فلسطين بعد سقوط المعبد ولكن غالبية اليهود بقيت في اماكنها، تحولوا الى الاسلام بعد سيطرة المسلمين في القرن السابع على القدس وتواصل جهودهم فيها بعد ذلك. ان بعض الفلسطينيين اليوم ربما انحدروا من اسرائيليين قدماء اكثر من اسرائيليين في الحاضر هاجروا من روسيا. معترفاً بعدم تأكده من أمور كثيرة حدثت في القرن الأخير قبل الميلاد والقرن الأول الذي تلا ذلك، فأن المؤلف يصرف النظر عن فرضية المؤرخين الصهاينة من أن اليهود الذين ولدوا في اوروبا انحدروا من يهود طردوا من اسرائيل. وأن الكثيرين منهم كانوا على الفطرة تحولوا إلى اليهودية من خلال عدد قليل من اليهود المتعلمين. ويركز الكتاب بشكل خاص على امبراطورية الخزر، والمجتمع اليهودي الذي ازدهر في الفولغا والقوقاس فيما بين القرنين الرابع والثالث عشر، وجهزوا الحبوب لمجتمعات يهودية واسعة في اوروبا الشرقية. وتؤكد الصهيونية ان اليهود قد هاجروا من ألمانيا الى الشرق. ولا يجد المؤلف أي دليل على ذلك فيما عدا انهم يتحدثون الييدية (لهجة المانية تكثر فيها الكلمات اليهودية). ويعتقد المؤلف بدلاً من ذلك بوجود عدد من السكان المحليين اعتنقوا اليهودية. ويدّعي ان المؤرخين الإسرائيليين الجدد يرفضون دراسة تاريخ إمبراطورية الخزر بأمانة لئلا يجدوا أنفسهم في مواجهة دليل قد ينقض شرعية إسرائيل. وهو يكتب باحتقار عن الصهيونية، المأخوذة تماماً بميثولوجيا مرحلة عرقية سرمدية ويطلق المؤلف شلومو ساند وابلاً من الشتائم على خبراء علم الوراثة الاسرائيليين الذين بذلوا جهداً كبيراً في وصف "الجين اليهودي" العادي، بين المجتمعات، اليهودية المشتتة في العالم. وهو يحتقر هذا البحث، ربما لسبب ليس الأخير الذكرى المرعبة للعلماء النازيين الذين بحثوا عن الهوية الآرية المزعومة. ومن السهل التعرف على العوامل التي جعلت من كتاب شلومو ساند موضع جدل حاد فأسطورة المنفي القديم والعودة الحديثة تكمن في قلب المعتقدات الإسرائيلية والأمر لا يثير العجب من ان أناساً يفترضون ان أبواق اليشوع تنفخ تحت جدران أريحا ـ في زمن، كما يقول ساند، كانت فيه أريحا مدينة صغيرة بدون جدران. ويرثي المؤلف توق المتعصبين للتأكيد على الحقائق التاريخية للأحداث حسب ملاءمتها للسياسة الحديثة، غير اعتبار للأدلة واحتمالية حدوثها. ولا يمكن ان تدوم سمعة أي مؤرخ بريطاني حديث، ان ادعى بحقيقة جميع قصص القرون الوسطى الساحرة والتي ربما تنتمي الى أحداث تلك المرحلة أكثر من انتماء تلك القصص اليهودية الى "العهد القديم". عن الصنداي تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram