عندما تجلس أمام شاشة التلفزيون تغرق رغماً عنك في أخبار مسؤولينا الافاضل، وآخر مصطلحاتهم عن الديمقراطية واللحمة والسخرية من اهالي الموصل والانبار، وهناك حملة الآن تقودها محافظة الديوانية " الصامدة " شعارها لا مكان للنازحين " تماثلها دعوات مشابهة يتبناها المتطرفون.. ففي لفتة انسانية ستحفظ له، نفى جهاز الأمن الوطني في الديوانية، السماح بدخول النازحين من محافظة الأنبار، وقال صاحب النفي العميد " المؤمن " عماد الكناني أن "المحافظة لم تسمح لغاية اليوم للأسر النازحة من محافظة الأنبار بدخول الديوانية بسبب مخاوف أمنية"، فعلقت " الكافرة " منسقة الشؤون الانسانية للامم المتحدة في العراق ليز غراندي ان: "رؤية هؤلاء الناس يحملون ما تيسر ويفرون نحو بر الامان تفطر القلب".
يستذكر العراقيون، مثل جميع الشعوب المحبة للخير، ان البيوت كانت تفتح جميعا امام الغريب والفقير وصاحب الحاجة، فهل ذاك زمن ذهب ولن يعود، وهل حلت القسوة بدلا من الرحمة والرأفة، للاسف لم تعد الطائفية عيبا ولا الخراب جريمة، صار هناك آباء للانتهازية واللعب بالوطن ونسف اواصر الرحمة .
هناك عبارة جديدة امتلأت بها الفضائيات العراقية "اصحاب الاجندات" وأعتقد أن من ينظر الى وجوه مسؤولينا سيتأكد اننا لسنا بحاجة الى اجندة خارجية او مؤامرة امبريالية، فالانتهازية والطائفية والجهل أقوى من كل الاجندات، واذ لم تصدقوني اتمنى عليكم ان تسمعوا ما قاله بالامس وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي في اسباب سقوط الموصل،ففي واحدة من كبرى خبطاته " العسكرية "، قال " انه كان مشغولا بملف الانبار الامني".
وهكذا كما هداه تفكيره، فقد ضربنا عصفورين بحجر، الانبار التي زحفت عليها داعش بسبب غياب سعدون الدليمي وخروجه من الوزارة، والموصل التي ضاعت لان الوزير مشغول. الله.. الله.. تصفيق حار.. ودموع تذرف.. واسمع من ساحات العراق كلها صيحة " ما اروعك"!
لا حدود في جمهوريات الكذب والخديعة والانتهازية لأي شيء، فالمضحك أن البعض أراد من الناس أن تصدق أن انشغال سعدون بيك، شيء لم يتكرر في التاريخ، وهو أهم بكثير من السؤال عن البيانات التي اصدرها الدليمي انذاك عن اندحار القاعدة وهزيمة داعش، لكن السيد الدليمي الذي قاد وزارة الدفاع بعقلية وزارة الثقافة، ووزارة الثقافة بعقلية وزارة الدفاع كما اخبرنا ذات يوم، يعرف جيدا ان أحداً من بين 325 برلمانيا لن يستطيع ان يسأله: أين تذهب المليارات التي صرفت على وزارة الدفاع، وقواتنا الأمنية تفتقر للسلاح المتطور وللخبرات؟
والآن هل تعرفون في ظل أنباء "انشغال سعدون الدليمي " ما هو النبأ الجديد الذي خرج من العراق خلال هذه الايام؟ أنه: ارتفاع نسبة الفقر في العراق لتصل الى نحو 30،5%.
وأعتقد ان هذا المقياس لا يشمل ساسة العراق، فمعظمهم يتباهى بمدخراته في دول اوربا، ومشاريعه في لندن وأوتوا وكوبنهاكن وباريس وواشنطن وليس اخرها في عاصمته طهران.
انشغال سعدون بك
[post-views]
نشر في: 19 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عراقي
الاخ علي حسين المحترم تحية واحترام نحن على اعتاب نهاية عام على سقوط الموصل ،واللجنه لاتزال تستدعي ،أن هذه الامور هي ذوبان للحقيقه ومحاولات تركين القضيه للدورة القادمه لمجلس النواب ،هناك أمر واضح جداً ،ان أسباب سقوط الموصل هو فقدان ( القياده الميداني