علّل محافظ الأنبار سبب ما حدث بالمحافظة مؤخرا على يد داعش بأن الأخير استعان بخلاياه النائمة ووصفها بانها في الحقيقة ليست نائمة. انا معه في هذا، اذ هيهات لو تركا القطا لنام. عمر خلايا الظلام ما نامت، لا من قبل داعش ولا بعدها. لو قدر لمهتمين رمي الكتب التي تروج لزرع الظلام وقبر الحياة على مدى مئات من السنين في نهر دجلة لردمته من المنبع الى المصب. أما اليوم وفي عصر أجهزة الاعلام الجماهيرية وثورة الانترنت فقد اصبح عدد تلك الخلايا الداعمة للإرهاب سرا او علنا، ضمنا او صراحة، يكفي لو رميته في بحر لجف.
من هنا ظن كثيرون بأن اعلام داعش قوي او انه محترف. كلا فالدواعش لهم من يشتغل لهم إعلاميا ليتركهم متفرغين للذبح والسلخ والسبي. وهذا الذي يشتغل لهم قد لا يكون منهم بل ربما من ضحاياهم، او لنقل من الذي يدعي انه يحاربهم فتجده يخدمهم من حيث لا يدري.
في الذكرى الأخيرة لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر، تحدث رئيس الوزراء مهموما. كانت يسأل ويبحث عن جواب. سأل عن معنى ان يكتب احدهم شعارا باللغة الفارسية على جدار لأحد بيوت تكريت. وسأل بصوت عال: من سيقرأ هذا الشعار ولمصلحة من؟ أيحتاج الدواعش انشط من هذه الخلية التي اوحت لدماغ صاحبها ان يخط شعاره الفارسي هذا؟
ثم ما الذي يتمناه الدواعش أكثر من ان يأتي مثقف يتهم كل سُني بانه داعشي؟ خدمة مجانية غبية تبيح للآخر بسهولة ان يتهم كل عراقي بانه صفوي وعميل. وتعال واحسب ردة فعل الطرف الآخر لتجد عدد قنوات وصحف اتهام العراقيين بالعمالة لإيران على قفا من يشيل.
قبل ان نفتش عن خلايا داعش النائمة في مناطق تواجدها علينا ان نفتش عنها في دواخلنا نحن الذين دفع أهلنا اكثر من غيرنا ثمن همجيتها.
أتعرفون من هي اهم الخلايا التي يعتمدها الدواعش في اعلامهم؟ انها تلك التي تعمل نيابة عنهم وهم "مخلين رجل على رجل." انهم: المرتشون، واللصوص، وناهبو المال العام، والذين يقبضون صفطات من الرواتب ولم يقدموا للعراق ذرة خير. ويظل في مقدمتهم، طبعا، الشتامون وأصحاب توزيع التهم الذين يسعون ليل نهار لإرضاء غرائز حفنة مدمنة من الطائفيين على حساب العراق وارواح أبنائه.
متى كانت خلاياهم نائمة؟!
[post-views]
نشر في: 20 إبريل, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
hazim
هذه هي الحقيقة. فالمتربحون من مصائب العراق من اللصوص والمخادعون واللاعبون على وتر الطائفيةهم من يسيطر الأن على الساحة السياسية وعلى الأعلام. والفضائيات مفتوحة لهم لبث السموم وبأموال الشعب المسكين وهي الان اموالهم وبإستطاعتهم شراء الذمم وتجنيد فرق لمقاتلة