اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حصان "بيكر مو"

حصان "بيكر مو"

نشر في: 20 إبريل, 2015: 09:01 م

يرفض المستر "بيكر مو الربيعي" أن يغيب عن المشهد السياسي العراقي، ليس كنائب عن دولة القانون، فهو في هذه الصفة دائم السرور والانشراح، وايضا دائم المفاجآت، وقد كتبت هنا قبل اكثر من عام عن واحدة من مفاجآته المثيرة، حين اكتشفنا ان مستشار أمننا الوطني يحمل جواز سفر بريطانيا باسم "بيكر مو"، واعتقد انكم تابعتم انذاك كيف ان مسؤولي الكمارك في واحد من المطارات الاميركية احتجزوه لساعات بعد ان شككوا في أسلوبه في استخدام جوازات سفر متعددة، في ذلك الحين اخبرنا السيد الربيعي انه كان يسافر بجواز سفر بريطاني باسم بيكر مو، وأضاف انه دخل أميركا مرات عديدة باستخدام جواز السفر هذا.
اليوم وقعت على مفاجأة جديدة من النوع الملحمي، فقد اخبرنا السيد النائب أن نازحي محافظة الانبار يشبهون إلى حد كبير "حصان طروادة"، هكذا اذن بعد تصريحات عن احقية المالكي في ولاية ثالثة ومقولات " فلسفية " من عينة "ان حاجة العراق الماسة في الفترة المقبلة الى رئيس وزراء ذي خبرة أمنية وسياسية وإدارية في شؤون الدولة يجعل اختيار المالكي لتولي قيادة الحكومة المنتخبة المقبلة امرا حتميا"، نجد انفسنا وجها لوجه مع نائب يسعى لكتابة ملحمة عراقية جديدة، وعطفا على الحتمية التاريخية التي اخبرنا بها، اقترح على السيد بيكر مو ان يجمع ملاحمه هذه ، كما الراحل هوميروس في سفر كبير ليضاف الى تاريخ الملاحم التي نعيشها منذ سنوات، وسأتوقع حظا افضل بكثير لملحمة المستر " بيكر مو"، فلا شاعر جوال سينافسه، لا في البلاغة ولا في الفكر، مع الاعتذار بالتأكيد للسادة اسامة النجيفي وصالح المطلك الذين يصرون على كتابة الجزء الثاني من الملحمة " الانبارية " ولكن هذه المرة ليس من بغداد ولا من الانبار ولا من مخيمات النازحين، ولا من على جسر بزيبز، وانما في مضايف وقصور مملكة الاردن.
في ملحمة الاغريقي الاعمى هوميروس نعيش مع رحلة البحث عن الخلاص التي يخوضها يوليسيس، لكننا مع الايرلندي جيمس جويس نعيش قصة انسان يكره الحروب: "كيف يستطيع الناس توجيه البنادق بعضهم الى بعض"؟
الخطر الأكبر على بغداد ليس اهالي الانبار، وانما سياسيو الملاحم هؤلاء الذين يزرعون الخراب في النفوس العامرة.
سيظل مانديلا ورغم غيابه واحدا من أعظم رجال هذا القرن والقرون التي سبقته، الم يعلمنا ان الإنسان الحق هو ذلك الذي لا يكرر خطأ الظلم الذي ناضل كي يرفعه، مانديلا الذي حارب الجشع والاستغلال، بمقولات ماركس، حارب البغضاء والتخلف، بلغة فولتير التي ادرك انها وحدها التي ستنعش النفوس، ظل حتى اللحظة الاخيرة من حياته يقول "إن تنوع جنوب افريقيا هو الضامن لمستقبلها".
ياسيدي الافريقي الناصع اللون والضمير.. التعدد في بلادنا يعتبره البعض طريقا الى الهلاك، لانه لايختلف عن حصان الاعمى الاغريقي هوميروس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. قيران المزوري

    لا أعتقد أن كاتبأ عراقيأآخر يستطيع ان يقول أعظم مما قلت ،، اختصرت و وضعت اليد على الجرح ، ولكن طالما أمثال بيكرمو راكبآ على حصانه ستكتب مقالاتك بالدموع والدم ،

  2. ام رشا

    أستاذ علي حضرتك اكبر واكبر واكبر من ان تشغل قلمك و وقتك بالحديث عن بيكر مو السياسي التاجر الهمام لأنك عودتنا على الحديث عن شخصيات إيجابية قدمت لبلدها والإنسانية تجارب رائعة تبني الإنسان والبلدان ،فما الذي قدمه بيكر مو او المتسكعين في عواصم الجوار يستجدون

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram