TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > ميشيل أوباما السيدة الأولى بالقرن الحادي العشرين في البيت الأبيض

ميشيل أوباما السيدة الأولى بالقرن الحادي العشرين في البيت الأبيض

نشر في: 22 إبريل, 2015: 12:01 ص

قلـَّة من الناس يتذكرون مشاركة ميشيل في الحملة الانتخابية لأوباما عام 2008، ثم اصبحت بعد ذلك وجهاً دائماً على شاشة التلفزيون مع زوجها، ولكن تعليقها قائلة "للمرة الاولى في حياتي أشعر بالفخر تجاه وطني".  وقد أثارت كلماتها عاصفة نارية من الجدل ضدها

قلـَّة من الناس يتذكرون مشاركة ميشيل في الحملة الانتخابية لأوباما عام 2008، ثم اصبحت بعد ذلك وجهاً دائماً على شاشة التلفزيون مع زوجها، ولكن تعليقها قائلة "للمرة الاولى في حياتي أشعر بالفخر تجاه وطني".  وقد أثارت كلماتها عاصفة نارية من الجدل ضدها، وظهرت بعدئذ في برنامج حواري على قناة فوكس نيوز واصبحت بعدئذ هدفاً للنقـد. وضم ذلك البرنامج عدداً من المشاهير ومنهم سيندي ماكين، زوجة جون ماكين وعدد من الكتـّاب في الصحافة اليومية، من ذوي الاسماء المعروفة جداً، ولكن ميشيل اوباما واجهتهم من دون وجل. 
 
والكتاب الجديد الذي صدر عن ميشيل اوباما، بقلم بيتر سليفين، يتحدث عن تلك المقابلة الاولى لها في التلفزيون، وانقسم المشاركون في ذلك البرنامج، ان حديث السيدة اوباما سيثير الجدل. 
والتعليقات التي جرت عكست صورة للحياة في جنوب شيكاغو، ثم تواصلت في برينسيتون، هارفرد، اضافة الى عدد من الخطوت الاخرى، التي جلبتها الى الحملة الرئاسية. وقال احد اصدقاء ميشيل إن أوباما كان "يشك في ان اغلبية بيضاء لن تنتخب رئيساً اسود". 
واعترفت ميشيل انها كانت تشك في ما قاله أوباما ذات يوم عن نيته في دخول العالم السياسي وأجابته قائلة: انه عمل غير نبيل. وظلت الشكوك حول الانتخابات متواصلة في نفسها، حتى بعد ان حقق أوباما النصر. 
ويتحدث المؤلف في كتابه عن ذكاء ميشيل اوباما وأثنى على مقدرتها الفائقة ونشاطها، وسرعة اكتسابها الشعبية، مع الحفاظ على خصوصياتها، في البيت الابيض، وكتاب سليفين يتناول تفاصيل حياتها، وهو بذلك الكتاب الاول في أمور لم تعلن عن حياتها العامة. 
ستة أعوام عاشتها ميشيل أوباما في البيت الابيض ومعظم الاميركيين يعرفون قصتها، والكتاب تناول تلك الامور اضافة الى تقديم الخلفية غير المعروفة عن دراساتها الاولى، فيما ان الكتب الاخرى تناولت الموضوعات العنصرية. 
والقارئ يستمتع بقراءة موقف ميشيل من حركة الحقوق المدنية للسود، ولم يسمح لعائلتها والسود عموما السكن في منطقة في وسط شيكاغو. 
وفي عام 1966، بعد عام على إصدار الحقوق المدنية، كان السود ما يزالون يتحسسون المشاعر في التمييز ضدهم، اما المؤيدون لمارتن لوثر كينك، الذي جاء الى شيكاغو لقيادة مظاهرة من البيض والسود من المؤيدين للحركة. وقال مارتن لوثر كينك: انه لم يشاهد جماعات تكن للسود مشاعر الكراهية والعداء كما شاهدها في شيكاغو! وتلك المشاعر اضافت القوة لميشيل واكسبتها قوة، لمواصلة النضال وتحقيق حلم المساواة مع البيض. 
لقد ولدت ميشيل من أبوين لهما تطلعات عالية وامنيات لتحقيق افضل ما يطمحان إليه. وكانت طموحات ميشيل عالية، وتجاوزت طموحاتها، التي حملتها الى جامعة برينسيتون، حيث دهشت لأنها تصورت نفسها غير مناسبة لهذه الجماعة وقالت لنفسها "ليس من المفروض ان اكون هنا"، وأحسست بالعزلة في جامعة للنخبة ثانية بالعزلة في اكاديمية للنخبة، عندما انضمت الى مدرسة هارفرد للقانون، على الرغم من التشجيع الذي لقيته من قبل "اتحاد الطلاب السود". وبسبب ذلك تطوعت للعمل في قضايا تخص العائلة والقضايا المنزلية، واطلعت بذلك على كفاح الطبقة العاملة الاميركية، وادركت ان الحصول على أجور متدنية في العمل لأسباب عنصرية وعملها آنذاك جعلها مطـَّلِعة على مشاكل الطبقة العاملة الاميركية.
وبعد التخرج، عاد اوباما الى شيكاغو، وبدأ العمل في شركة سيدلي واوستن القانونية، وهناك تم الطلب منها لتقديم النصائح لكاتب قانوني، في السنة الاولى في هارفرد اسمه، باراك أوباما، وتوافق الاثنان بسرعة، وتزوجا في عام 1992. 
وتركت ميشيل العمل المشترك، وقادها البحث الى مكتب رئيس بلدية شيكاغو ، ثم الى (المتحدون) وغدت تدير برنامج العمل، وكان عملها ينحصر في تقديم برنامج العمل، ثم اصبحت مديرة مركز الخدمة، في جامعة شيكاغو، واصبحت من خلال عملها تصل الى مناطق يسكنها الأفارقة والاميركيون، وايضا محاولة تحسين صورة الجامعة.
وبينما كانت ميشيل تنتقل من عمل الى آخر، كان باراك يعمل ويدرس القانون في جامعة شيكاغو، وقرر ان يواصل عمله بعدئذ في السياسة، وهذا الأمر لم توافق عليه زوجته وخلق قراره ذلك نوعاً من التوتر في الأسرة.
وفي أواخر عام 2006، طلب اوباما - وكان آنذاك قد اصبح عضواً في مجلس الشيوخ- من شقيق زوجته لمساعدته في إقناع شقيقته الموافقة على رغبته للترشيح للرئاسة في عام 2008، فأجابه الشقيق "انك تعرف جيداً عدم موافقتها على الأمر" وفي الوقت نفسه نصح آخرون اوباما بان انتخابات 2008 القادمة هي الفرصة المواتية له، وإن لم توافق فمعنى ذلك التخلي عن رغبته تلك. 
فيما بعد اصبحت مديرة في جامعة شيكاغو لإدارة العمل المجتمعي للخدمات، ووصلت بذلك الى السكان الأفارقة والاميركيين في تلك المنطقة، كما حاولت تطوير صورة الجامعة في وقت كانت فيه المؤسسة في مرحلة كفاح.
وكان اوباما ينتقل من عمل الى آخر، كان يتواصل مع مشروعه وتحريك الناس، وتدريس القانون في جامعة شيكاغو، وفي تلك المرحلة قرر مواصلة العمل السياسي. ولم تفرح زوجته بذلك القرار، وكانت تمتلك حق الفيتو، وإن لم يتمكن من اقناعها فان مشروع الترشح للرئاسة سيتوقف. 
وكان إقناعها يتطلب وقتاً ومقدرة على الاقناع، وقد فكرت منطقيا في الموضوع، وفي اولادها، والعمل الذي تحبه ودورها في الحملة المقبلة وفكرت "إن الفوز سيمنحها فرصة للعمل بشكل افضل، وقد تكون الفترة الرئاسية ثمانية اعوام وبدأت تقترب من الفكرة، متخلية عن مخاوفها وحب الذات تدريجيا، مدركة ان زوجها قد يتمكن من مساعدة اولئك الذين يحسون ان العالم يتخلى عنهم. والسياسة قد تكون اكثر نبلا مما توقعت في البداية، والأبعد من ذلك آمنت "ان الترشيح للرئاسة أمر يحتاجه اوباما للعمل، وإلا فإنه سيمضي العمر في التفكير في ما كان سيكون.". 
وصولا الى البيت الابيض في كانون الثاني عام (2009) ، قال لها أوباما انها ستكون الأم الاولى في البلاد ، وكانت ميشيل تقول إن الأولوية في الحياة تجدها في ساشا وماليا، ورغبت ان تراهما مستقرتين في حياتهما الجديدة. وهي إن لم تكن نجحت ان تكون محامية لها سلطة قوية، فانها حولت طاقتها الى اقتراحها في البيت الابيض لمشروع "دعنا نتحرك". وهو مشروع يهدف الى تحسين حياة الطفولة، عبر الطعام الجيد والرياضة، اضافة الى إلقاء الكلمات والظهور في بعض المناسبات، وغدت حياتها مليئة بالعمل، وقد تطورت في العمل، مسيطرة على علاقاتها مع وسائل الإعلام.
ويقول المؤلف: ان ميشيل أوباما انغمست في الدعوات لتناول الغداء، او إقامة دعوات للغداء في البيت الابيض ووجدت في ذلك فرصة للحديث عن افكارها وتشجيع الشباب على العمل بطاقة عالية والاستمرار في الدراسة. وقد أحست ميشيل في البيت الابيض، كما وجدت ان حريتها الشخصية كانت قليلة. وكانت ميشيل اوباما اكثر عملاً ونشاطاً عن الكثير ممن سبقتها. وعندما سُئلت مرة عن رأيها فيما إن كان منصبها صعباً بسبب كونها من أصل افريقي – اميركي؟ أجابت إن ذلك الأمر لم أحس به.
وفي عام 2014، طرحت كلية سينا للابحاث دراسة موسعة للسيدات الاوائل في البيت الابيض. وكان جواب عدد كبير من الباحثين والمؤرخين وضع السيدة اوباما في الدرجة الاولى، لطرحها القضايا الخاصة بالمرأة، وكان تأثيرها قوياً، ونجحت في البيت الابيض وكانت لها مواقف سياسية وقد حصلت ميشيل اوباما على "الموقع الخامس" ، وجاءت بعد روزفلت وابيكاغيل آدامز، و قبل كلينتون. وتتطلع السيدة أوباما الى اليوم الذي تغادر فيه البيت الابيض الرئاسي، لتقول ما ترغب من الآراء، مسدلة الستارة على تجربتها كسيدة اولى في الولايات المتحدة الاميركية. وهناك أمل من إلقائها ضوءاً على دورها كواحدة من مستشاري الرئيس.
*** 
إن كتاب سليفين وجد ترحيباً من القراء، كونها تتناول ذكريات السيدة الاولى عبر رحلة طويلة من "امرأة سوداء، إرتفعت من الطبقة العاملة في شيكاغو الى المجتمع الراقي الاميركي".
فايرا، ج، غوتن وهي باحثة ومؤرخة وايضاً مؤلفة "شريكة الرئيس. السيدة الاولى في 
القرن العشرين".
 
عن: النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram