توفي الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، امس الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ76 عاما بعد صراع طويل مع المرض.وقالت زوجته، الإعلامية نهال كمال: "توفي الأبنودي وسيدفن الثلاثاء في مدينة الإسماعيلية".وعانى الأبنودي من تدهور في حالته الصحية أخيرا، إثر جراح
توفي الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، امس الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ76 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وقالت زوجته، الإعلامية نهال كمال: "توفي الأبنودي وسيدفن الثلاثاء في مدينة الإسماعيلية".
وعانى الأبنودي من تدهور في حالته الصحية أخيرا، إثر جراحة أجراها في المخ في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة، بحسب ما أفادت مصادر مقربة منه.
جاء عبد الرحمن الأبنودي من أبنود بمحافظة قنا سنة 1938،وفي طفولته مارس كل الأعمال،فجنى القطن ورعى الغنم ومشى خلف الحصادين، وحفظ عن ظهر قلب عشرات النصوص الشعرية والغنائية.وحين كان في الرابعة عشرة من عمره قرض الشعر العامي والفصيح وتعرف على الشاعر أمل دنقل والروائي يحيى الطاهر، وفي سنة 1966 قبض عليه واودع السجن، رغم أن أشعاره كانت مع شعارات الثورة.وقد نشر الأبنودي قصائده في الصحف والمجلات المصرية وصدرت له عدة أعمال شعرية منها:"الأرض والعيال"و"الرحمة".
وتندرج أعمال ونصوص الأبنودي في إطار ما يعرف بالثقافة الشعبية أو الجماهيرية، التي تعبر عن حياة الناس الفقراء والغلابا والمعذبين والجياع وتلتصق بقضاياهم المصيرية وهمومهم اليومية.
عبد الرحمن الأبنودي شاعر شفاف، رقيق اللمحات واللمسات، رائق المشاعر والأحاسيس، ممزوج بالشجن والألم والعذاب الإنساني، يكتب قصائده بلحم ودم ولغة الحياة، وبانطلاقة عفوية مناسبة وحركة رشيقة واسلوب عفوي دافق بعيداً عن التكلف والغموض والتعقيد. عانق مطارق العمال ومناجل الفلاحين ومجّد الانسان التواق إلى التحرر والانعتاق من كل العوامل المناهضة لبشرتيه المهدورة في متاهات التعصب، وأمتازت قصائده بالرؤية الشعرية الأصيلة والتجربة العميقة ورهافة الحس..
ومن أشهر أعمال الأبنودي السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد وقام بتحقيقها، ومن أشهر دواوينه الشعرية "جوابات حراجي القط" الذي استعرض من خلاله يوميات العمال المصريين في مشروع السد العالي في الستينيات.
وغنى للأبنودي كبار المطربين مثل عبد الحليم حافظ وعلي الحجار ومحمد منير وغيرهم الكثير.
الابنودي صوت مصر الثورة وقلبها النابض بالأمل والحرية والوطنية, طائر الرومانسية الذي يواصل رواية حياة المصريين في الريف والمدينة في الصعيد والبوادي وفي قلب الأدغال.
عبد الرحمن الأبنودي.. ترنيمة حب تتغنى بالعدالة والمساواة وحب الاوطان .. الشاعر الكبير الذي يقدم كل يوم رؤيته للربيع العربي .. ويرسم من خلال اشعاره لوحة للشعوب العربية المقبلة على طريق الحرية والديمقراطية والتغيير , الحاضنة لكل أبناء هذا الوطن, وإليكم التفاصيل:
شاعر عاش على فكرة الثورة, لم يحلم بشيء إلا بتغيير الأوضاع وبناء مستقبل مشرق للشعوب التي تناضل في سبيل طي صفحة الدكتاتورية والاستبداد .. الابنودي الذي احتفت به المدى قيل اشهر من خلال تخصيص ملحق منارات للحديث عن مسيرتة الابداعية والنضالية .. خص المدى واحدة قصائدة وبكلمات قدم فيها امتنانه للمثقفين العراقيين وهم يقفون مع اشقائهم في مصر الذين يخوضون معركة حماية الثورة من الاستبداد والتسلط .. واعتزازا منه بما قدمته المدى للثقافة العربية وهي ابيات قال عنها انها جزء من ملحمة شعرية بعنوان " ضحكة المساجين ":
ضحكة المساجين
تغازل العصافير قضبانك
زنزانة لأجلها كارهة سجانها
دوق زينا حلاوة الزنازين
***
على بُرْشها .. بتمد اطوافك
سجانك المحتار في اوصافك
مهما اجتهد ما يعرف انت مين!!
***
في العتمة عاتب مصر وراديها
انت اللي روحك من زمان فيها
توأم.. في لحظة عِشق مولودين
الشرّ في طرف الميدان يسْكر
والفجر يطلع تحجبه العسكر
وانت بتكتب سكة للجايين!!
***
الثورة نُور وليل سرقها خبيث
يُرقص ما بين شهدا وبين محابيس
واليوم لسة معرف الميادين!!
***
واللي يقف في وش ثوّارها
ما صورت الا ذَلّها وعارْها
واللي حيفضل: (ضكة المساجين)