ترجمة: نجاح الجبيلي منحت جائزة "الغونكور"، وهي من أكبر الجوائز الأدبية الفرنسية، لهذا العام 2009 للكاتبة الفرنسية من أصل سنغالي "ماري ندياي" وهي أول امرأة سوداء تفوز بالجائزة. وتلتحق ندياي التي تبلغ 42 سنة بركب أساطير الأدب الفرنسي مثل مارسيل بروست وآندريه مارلو وسيمون دي بوفوار في الفوز بالجائزة التي يقررها عشرة أعضاء من أكاديمية غونكور.
وبينما تبلغ القيمة الاسمية للجائزة... إلا أن ارتفاع المبيعات التي يؤمنها الحصول على الجائزة تجلب للفائز مكاناً في قوائم أفضل الكتب مبيعاً في فرنسا.. وفازت ندياي عن روايتها "ثلاث نساء قويات" وهي تنسج قصة ثلاث نساء نورا التي تصل إلى بيت أبيها في أفريقيا وفانتا التي تعلم الفرنسية في داكار وتجبر على الالتحاق بشريكها و العودة إلى حياة تعسة في فرنسا وكادي دمبا وهي أرملة أفريقية شابة مفلسة تحاول الالتحاق بابنة عمها فانتا البعيدة في فرنسا. وقالت صحيفة "لوموند" أنها "رواية تتحدث عن التحلل الأخلاقي والحقارة والمعاناة الإنسانية لكنها توحي من أعماق البؤس بإمكانية الإصلاح" وتظهر البراعة الفنية لكتابة ندياي. وأشارت صحيفة "ليبراسيون" إلى نديادي كونها "خبيرة" مضيفة بأن " عرقها وجنسها لم يبعداها عن قواها الإبداعية ككاتبة". وقالت ندياي لصحيفة لوموند بأنها كتبت رواية "ثلاث نساء قويات" "بأداء موسيقي واحد حيث الأجزاء الثلاثة مرتبطة بتكرارها. هذه الثيمة هي القوة الداخلية التي تظهرها النساء البطلات، فنورا وفانتا وكادي تربطهن قدرتهن المشتركة على المقاومة والبقاء". وقالت الكاتبة لوكالة "أي أف بي" بأنها "لم تفكر أبداً بالأمر بتلك المصطلحات:" المرأة السوداء" و"غونكور" وتضيف:" أرى أنه من المستحيل النظر إلى الأمور بهذا المنظار. إني لا أمثل أي شي أو شخص. التقيت العديد من الناس الفرنسيين الذين تربوا في افريقيا والذين هم أكثر "أفريقية" مني". وشددت أنها "نشأت في عالم فرنسي 100%" قائلة "جذوري الأفريقية لا تعني لي شيئاً عدا أن الناس يعرفونها بسبب لون جلدي واسمي". ولدت ندياي من أب سنغالي وأم فرنسية وتربت في "بيثيفرس" وهي بلدة جنوب باريس. كتبت روايتها الأولى "بالنسبة لمستقبل الأغنياء" حين كانت في الثامنة عشرة. وبعد ست سنوات نشرت روايتها "كوميديا كلاسيكية" هي تتكون من جملة واحدة طوال مئتي صفحة. وفازت عام 2001 بجائزة "فامينا" – وهي الجائزة الفرنسية المكافئة لجائزة أورانج- عن روايتها "كارب روزي". وتحدثت ندياي خارج مطعم "درون" في وسط باريس حيث أقيمت حفلة التسليم وتجتمع لجنة الغونكور مرة كل شهر قائلة:" أنا سعيدة كوني امرأة تتسلم الغونكور". وهي أول امرأة تفوز منذ أن فازت بها باولا كونستان عام 1998 وأول امرأة فازت بها هي "إلزا تريوليه" عام 1944. وأضافت "نجاح الكتاب كان سابقاًً معجزة. وهذه الجائزة مفاجأة بعد 25 سنة من الإصرار". قبل سنتين أثارت ندياي الجدل حين هاجرت إلى ألمانيا بعد انتخاب "نيكولاس ساركوزي" رئيساً لفرنسا. وقالت أنها وجدت فرنسا "بشعة" و"قبيحة" تحت حكمه وفضلت الهجرة إلى برلين. والجدير بالذكر أن الكاتب الأفغاني غتيق رحيمي فاز بالجائزة السنة الماضية عن روايته "حجر الصبر".
ماري ندياي أول امرأة سوداء تفوز بجائزة الغونكور الفرنسية
نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 04:55 م