اضاءت الصحافة الكردية، امس الأربعاء، الشمعة السابعة عشرة بعد المائة لميلاد أول جريدة كردية، إذ استطاع الأمير مقداد مدحت بدرخان إصدار جريدة "كردستان" من العاصمة المصرية القاهرة في 22 نيسان عام 1898. ومثلت الخطوة الأولى والتاريخية في وضع حجر الأساس للص
اضاءت الصحافة الكردية، امس الأربعاء، الشمعة السابعة عشرة بعد المائة لميلاد أول جريدة كردية، إذ استطاع الأمير مقداد مدحت بدرخان إصدار جريدة "كردستان" من العاصمة المصرية القاهرة في 22 نيسان عام 1898. ومثلت الخطوة الأولى والتاريخية في وضع حجر الأساس للصحافة الكردية بمثابة منعطف تاريخي هام في تاريخ الشعب الكردي المعاصر، إذ تمكن القائمون على تحرير هذه الجريدة من إصـدار 31 عددا على امتداد 4 سنوات وباللغتين الكردية والتركية.
وتمت طباعة أعدادها الخمسة الأولى في القاهرة في كل من مطبعتي الهلال وكردستان، وبعد ذلك أصبحت الجريدة تصدر من جنيف بسويسرا ثم عاد إصدارها مرة أخرى من القاهرة، ثم بريطانيا، ثم سويسرا مرة أخرى وهي الأخيرة، حيث صدر من هناك عددها الأخير (العدد 31) لتتوقف بعد هذا العدد نهائيا في العام 1902. وتتالت بعد جريدة "كردستان" الصحف الكردية بالظهور وإن كانت بنسب وبفترات زمنية متفاوتة، إذ ظهرت الكثير من الصحف والمجلات في عموم أرجاء كردستان العراق في مختلف المجالات.
وبهذه المناسبة اقامت دار الثقافة احتفالية تضمنت محاضرتين الاولى بعنوان ميلاد الصحافة الكردية للأستاذ المساعد الدكتور في كلية اللغات بجامعة بغداد (اسماعيل ابراهيم سعيد) بعنوان (ميلاد الصحافة الكردية انعطافة تأريخية نحو التجديد), والثانية للدكتورة (فرح صابر) الاستاذة في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة بغداد (الصحافة الكردية.. وآفاق المستقبل).. وقد بدا الحفل بالقاء كلمة الدائرة التي جاء فيها ان تاريخ الصحافة الكردية ومسيرتها ارتبطا عبر ما يزيد على قرن من الزمان بحركة التحرير الوطني الكردي
وهو ما دفع العديد من مثقفي الكرد ومفكريهم الى التفكير في ايجاد آلية للنضال من اجل كردستان.. بعدها القى وكيل وزارة الثقافة مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية (فوزي الاتروشي) كلمة قال فيها :"نحن اليوم امام يوم تأريخي ولكن ليس بالمعنى الخطابي للكلمة وانما بمعناه الحقيقي ، فقبل (117) عاماً قرر عدد من نشطاء العائلة البدرخانية المناضلة المثقفة القيام بعمل جميل جداً ولاول مرة وهو تحول فعل الشفاه الكردي المقاوم الى فعل مدون في صحيفة تصدر وتوزع الى كل اجزاء كوردستان".. واضاف (الاتروشي) ان "البدرخانيين آنذاك قرروا وهم لا يملكون اي شيء سوى الارادة والطموح وكانت.. المعضلة بتوفير المكان والامكانيات وكيفية ايجاد طريقة للتوزيع ولكنهم تجاوزوها, مشيراً الى ان الصحيفة صدرت في المنفى, والمنفى لدى الانسان الكردي له طعم خاص لانه يعاني من منفيين بخلاف الامم الاخرى الا وهما الاغتراب النفسي الداخلي وهو في وطنه والاخرى هو الاغتراب المادي والمتمثل بالبعد بمسافات معينة عن الوطن."
اما المحاضرة الدكتورة (فرح صابر) فأكدت "ان الصحافة الكردية مكملة للصحافة في العراق ولها سجل حافل وفاعل حيث استطاعت ان تتفاعل بموضوعية وجرأة ومصداقية مع مجمل الاحداث التي مرت بالعراق الحديث."
وتؤكد المحاضرة ان الصحافة الكردية استطاعت ان تعمق اواصر الاخوة العربية- الكردية وعبرت بشفافية عن تطلعات الكرد خصوصا والعراقيين عموما كونها صحافة فكر ورأي، فضلا عن تحديدها لهوية الشعب الكردي القومية.
ولخص الدكتور اسماعيل ابراهيم مميزات الصحافة الكردية بانها جاءت نتيجة لتأثير مجموعة من العوامل المتعلقة بالظروف السياسية الخارجية والداخلية للشعب الكردي والتي تجسدت في كون بداية رحلة الصحافة الكردية تختلف عن الصحافة لدى لشعوب الاخرى في المنطقة كونها اهلية وليست حكومية.
ويضيف (ابراهيم) انه وعلى الرغم من ان الظروف السياسية لم تسمح بولادتها على ارض كردستان لكنها كانت تعبر عن قضية شعب ومن اجل هذا تغير مكان صدورها. واوضح الدكتور (اسماعيل ابراهيم) ان الصحافة الكردية ومنذ ولادتها وقع على عاتقها اداء واجبين مهمين الاول يتمثل بتحديث الادب كون الادب الكردي ولغاية ميلاد الصحافة الكردية في 22/4/1898 كان يرتكز على الشعر، اما الواجب الاخر فتمثل ان الصحافة الكردية أتخذت كوسيلة جديدة للنضال حيث اتخذها المثقفون الكرد منبرا متميزا لعرض معانات ابناء شعبهم.