TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > محمد مهر الدين..قصة لوحة

محمد مهر الدين..قصة لوحة

نشر في: 25 إبريل, 2015: 12:01 ص

 في عام 1988 وفي ذروة الفرح والنشوة باسدال الستار على حرب الثماني سنوات الرهيبة، التي عشنا فصولها الدامية والمدمرة في طول العراق وعرضه جمعت رسومي للشخصيات الثقافية العراقية، التي كنت رسمتها لمجلة "الف باء" البغدادية باسلوب كاريكاتيري في معرض أقم

 في عام 1988 وفي ذروة الفرح والنشوة باسدال الستار على حرب الثماني سنوات الرهيبة، التي عشنا فصولها الدامية والمدمرة في طول العراق وعرضه جمعت رسومي للشخصيات الثقافية العراقية، التي كنت رسمتها لمجلة "الف باء" البغدادية باسلوب كاريكاتيري في معرض أقمته على قاعة"بغداد" في شارع حيفا.

في ذلك العام، ولأمر لا علاقة له بالعرض، أوالنشر في الصحافة رسمت الفنان"محمد مهر الدين" باسلوب جمعت فيه بين الكاريكاتير في رسم تفاصيل الوجه، وثيمة يستعملها كثيرا في لوحاته، وباستعارة جملة لونية لا يعرف بها غيره.
واعجابا وتقديرا مني لفنه أهديته اللوحة، وهي (معصية)لا أرتكبها الا في حالات نادرة جدا، كاهدائي بورتريه كنت رسمته للراحل"رفيق الحريري" بمناسبة زيارته لمكاتب صحيفة "الشرق الاوسط" في لندن، حيث كنت أعمل انذاك.
ولوحة"بدر شاكر السياب" التي قدمتها بكل امتنان هدية للشاعر التونسي الصديق"المنصف المزغني" تقديرا لمواقفه النبيلة معي في أثناء اقامتي في تونس، وكنت احتفظ في كل الأحوال بصورة، أوأكثر للعمل الذي أهديه.
لذا لم اكن أشعر بالخسارة والفقدان، اللتين شعرتهما طوال العقدين الماضيين، لاهدائي بورتريه مهر الدين من دون أن احتفظ بصورة له!
ولكم تقدير مدى اعتزازي بتلك اللوحة، لأتذكرها بهذا الشكل، وأراها تمر أحيانا في احلامي، كما أخبرت الصديق الفنان" سلام عمر" وهو يقودني في ممر الى احدى قاعات العروض الفنية، التي أقامها قبل أعوام في حي الوزيرية، وأغلقها بعد أن تدهورت الأوضاع في بغداد بالشكل الدراماتيكي الذي شهدناه.
وفي زاوية من القاعة التي كان ضوء شفيف يصلها من فتحة في السقف المفتوح كان مهرالدين من داخل مكعب خماسي الاضلاع ابتكرها في احدى لوحاته يرمقنا من تحت نظارة سوداء عريضة عرف بها.. يا الله، كانت اللوحة العزيزة التي لم تفارق خيالي!
وهنا، وفي طرفة عين انزاحت غيوم سود كثيفة كانت تكتم على انفاسي منذ صبيحة ذلك النهار، وانفرجت اساريري، وانا أرمقها بنظرة مليئة بالشوق، لاحظ سلام فرحتي برؤية اللوحة، فراح يحدثني عن الايام السود، وقصة رحيل الفنان مهر الدين عن البلاد، وبيعه لممتلكاته، ومن بينها لوحتي، التي وقع اختياره عليها لشرائها. وهنا شددت على يد سلام، وشكرته على انقاذ اللوحة من التلف والضياع، وتمنيت عليه تصويرها، وتزويدي بنسخة من الصورة لأضمها الى مشروع الكتاب الذي اتفقت مع الصديق الفنان "هيثم فتح الله"على طبعه في العاصمة الاردنية عمان .
وعدني سلام خيرا، ومضيت الى حال سبيلي، وأنا قريرالعين، وبعد ايام التقينا مجددا في قاعة (حوار) التي تقع على مبعدة أمتار من قاعة سلام عمرالمغلقة، وكانت الجلسة تضم اضافة الى سلام عددا من الاصدقاء، وصاحب حوار الفنان "قاسم سبتي".
كان الحديث ذا شجون، ومن بينها قصة العثور على لوحة مهر الدين، وهنا غمز قاسم لسلام، وقال له: أرى أن تهديها لأخينا علي!
لم يكذب سلام الخبر، كما يقال، اذ لم تمض سوى دقائق حتى وجدت ولده البكر يتأبط اللوحة، ويقدمها لي، وابتسامة مشرقة ترتسم على شفتيه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram