صفة بلد المنجزات والمكتسبات لن تغادر الارض العراقية استناداً الى مزاعم حكامه السابقين منذ العصور الحجرية، وحتى ظهور الجيل الجديد من رجال الدولة ، يعود تاريخ اول منجز لصالح ابناء الشعب باعلان كبار كهنة المعابد السماح لاجدانا الاوائل بالتهام تماثيل الآلهة المصنوعة من التمر اثناء حلول الكوارث في موسم الفيضانات وتعرض البلاد الى غزو خارجي كان يتكرر باستمرار ، منذ ذلك الوقت حمل العراقي القديم زنبيل المنجزات ، فحصل على امتياز عظيم انتقل الى الاجيال اللاحقة .
الطبقة الحاكمة بعد مرور آلاف السنين ، تمسكت بتقاليد وممارسات الاسلاف بالتعامل مع شعبها ، القديمة سخرت قدارته البشرية لخوض الحروب ، فسنت تشريعات وقوانين تلزم الرجال والشباب على حمل السلاح للدفاع عن السلطة بوصفه واجبا وطنيا مشرفا ، بعد الحرب تسخر جهود العباد لاعمال الزراعة واصلاح اراضي كبار مالكيها وبناء المعابد والقصور للملوك والامراء ، واقواس النصر في مداخل المدن ، اما الطبقة الحاكمة الجديدة فتفوقت على القديمة باطلاق الوعود وملء زنابيل العراقيين عاجلا ام آجلا بالمكتسبات والمنجزات ، لكنها مازلت في مرحلة تحقيق التوافق لتبدأ بتنفيذ وعودها ، بزيادة مفردات البطاقة التموينية ، وتأمين عودة النازحين الى مناطق سكنهم ، وحل مشكلة العاطلين عن العمل ، يضاف الى ذلك بذل المزيد من الجهد لانجاز استحقاق المرحلة الحالية بضمان استقرا ر الاوضاع السياسية والامنية .
الطبقة الحاكمة تضم الاطراف المشاركة في الحكومة ، تمثل مكونات مجتمعية مختلفة وكل طرف دعا قواعده الشعبية الى حمل اكبر حجم من الزنابيل لجني ثمار المنجزات المرتقبة القادمة ، العاطلون عن العمل سيجدون الوظاف الحكومية بانتظارهم بحسب شهادات تخصصهم والاسر القابعة تحت خط الفقر، ستجد السكن المريح في ابراج تقع على ضفاف نهر دجلة ،مع منحها سيارة صالون يسدد ثمنها باقساط مريحة من وراتب الرعاية الاجتماعية ، اما المتقاعدون فسيخضعون الى برنامج رعاية صحية في منتجعات خارجية على حساب الحكومة ، فضلا عن منح الشباب مبالغ مالية لتشجيعهم على الزواج ، مع تذكرة سفر الى شرم الشيخ لقضاء شهر العسل ، بهذه الوعود من الطبقة الحاكمة يحتاج العراقي الى رافعة شوكية لحمل زنبيل المنجزات.
طبقة "البيض" الحاكمة امامها استحقاقات تتطلب الانجاز ثم تتفرغ لتلبية مطالب قواعدها الشعبية ، انشغالها بمشكلة تقاسم مناصب الهيئات المستقلة جعل برنامجها مضطربا ، التحالف الوطني لم يتوصل بعد الى حسم اختيار رئيسه ، وتحالف القوى العراقية منشغل هو الآخر بالحصول على ضمانات لتطبيق نظريته في تحقيق التوازن ، انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية ألقت بظلالها القاتمة على الاوضاع الاقتصادية ، تعطل تنفيذ المشاريع الستراتيجية خلف قلقا من احتمال فرض الضرائب على حاملي الزنابيل ، اما الانباء عن تخفيض الرواتب او تأخيرها فيعلم بها المطلعون على أسرار المنطقة الخضراء من زبائن مطعم حيدر دبل.
زنبيل المنجزات
[post-views]
نشر في: 24 إبريل, 2015: 09:01 م