رياضة الأندية ليست بخير .. ربما هو المختصر لواقع بائس تتلاكم فيه القوى لتحقيق مآرب خاصة تحت يافطة مصلحة النادي ، وإذا بنا أمام حلبة ساخنة شبه يومية تواصل نزالاتها لإسقاط الخصوم وترنحهم بقبضات اتهامات ترتدي قفاز الباطل لخديعة الجمهور.
أية علاقات متهرئة بين الرياضيين هذه وبعضهم يرتدي أقنعة الأخوة قبل الانتخابات ثم ما يلبثون أن يستبدلوها بأقنعة الأعداء لبدء هجوم الثأر والانتقام من الهزيمة ، أهو فصل من حكايات العُقد النفسية التي تدفع الرياضي للحُب والكراهية في آن واحد أم أصبحت الجرأة صنو الحرية المستوردة ما بعد 2003 لتنتهك سمعة ووجدان وتاريخ مَن لم يتفق معك ؟!
ها هم أبناء نادي الشرطة ، ما أن يخرجوا من ورطة حتى تتلقفهم أزمة أخرى تشغلهم في دوامة طويلة وتعطـِّل مشاريعهم وتعثـِّر خطواتهم باتجاه انتشال النادي من الاحتراب غير المبرر لأطراف تمثل صفوة الخط الاول ممن خدموا القلعة الخضراء في زمن ما وآن الأوان أن يسددوا ما في ذمتهم من دين للشرطة الذي قدمهم للناس نجوماً كباراً في كرة القدم أمثال رياض عبدالعباس وإبراهيم سالم وسعد قيس ويونس عبدعلي وماهر حبيب وهاشم رضا وغيرهم الكثير، وهم ليسوا وحدهم سفراء للشرطة في الرياضة العراقية فالظلم الأكبر أن يتم تعتيم الأضواء على نجوم آخرين ليسوا في اللعبة نفسها وصنعوا الإنجازات الباهرة في المصارعة والسلة والملاكمة والتايكواندو ورفع الأثقال لم تكن حظوظهم في الترشح للانتخابات بقدر الوهج الإعلامي الذي سُلـِّط على نجوم الكرة.
ما يُثار كل يوم في نادي الشرطة من اتهامات وتصريحات اقل ما توصف بأنها مُغرضة لإبقاء نار الأزمة مشتعلة ووصلت الى المدرجات وأحرقت قلوب الانصار الذين كانوا يتغنون بفريقهم باعتباره مصدر سعادتهم وتفاؤلهم وأملهم لتناسي هموم الحياة فأصبحوا اليوم جزءاً من المشكلة بعد انقسامهم بين مؤيد للرئيس السابق إياد بنيان ومعارض لخلفه رياض عبدالعباس ، لكن المنطق يحتم التعامل مع المتغير الديمقراطي الذي تفرضه لوائح الانتخابات أي دعم الرئيس لأنه قائد النادي والمسؤول الأول عن تطويره ومصيره وهكذا بالنسبة لبقية العناوين التي لا تمثل نفسها، بل هي أداة لتنفيذ هذا الهدف ويجب أن تعي خطورة ما تتحدث في أية قضية وتحسب ردة الفعل وتتحمل التبعات القانونية.
ما صدر عن عضو الهيئة المؤقتة السابقة ابراهيم سالم وعضو الادارة الحالية رعد رمضان يمثل خرقاً للوصف اعلاه ، وهما متوهمان كثيراً ، فالشرطة أكبر من سالم ورمضان اللذين عليهما اللعب بعيداً عن ساحته وبإمكانهما تصفية الحساب خارج السقف الرسمي للنادي الذي تنتظره تحديات مهمة في الدور النهائي من دوري الكرة الممتاز وكأس الاتحاد الآسيوي ، فالتحلي بثقافة الحوار المباشر الطريق الأسلم لتجنب إشعال الفتن والقذف بتهمة الرشوة وتحشيد المعارضين وتجميع وثائق الفساد وكأن النادي مملكة مختطفة من غرباء مطلوب تحريرها مهما كان الثمن!
هكذا عقول وسلوكيات لا تبني الرياضة .. وستقود نادي الشرطة الى التهلكة على يــد أبنائه عندها لن تجدي دموع الندم لاسترجاع مهابته بين الاندية ، ولا أجد حرجاً في نصح الرئيس السابق إياد بنيان صاحب الشخصية النبيلة المتفهمة لحرص الإعلام على استقرار الأندية : إن عودَ الثِقابِ الآمن الذي يشعل المدافىء للمّ الأسرة ربما يحرقها ما لم تنتبه! ونثق تماماً أنك لا تبالي لخسارة منصبك أكثر من قلقك على ضياع ما انجزت إذا ما أخفقت الادارة الحالية في المحافظة على المكانة المرموقة للشرطة وسط الاندية وتمتعه بميزانية كبيرة بثت روح الأمل في الالعاب الميتة ورفعت رؤوس رياضيي النادي بعقود ما كانوا يحلمون بها أبـداً !
نأمل أن تبقى أبواب نادي الشرطة مشرعة - بلا مِنـَّة - لإبراهيم سالم والمجموعة التي انضمت اليه ممن سُميت بالمعارضة ليمارس الجميع المسؤولية مهما كانت مسمياتهم في الإدارة او اللجان المساندة ، فالتفاخر الحقيقي ان تكون خادماً في بيتك لتحميه لا أن تتلثم بزي المعارض وتتربص لسقوطه!
ثِقاب بنيان ولِثام سالم!
[post-views]
نشر في: 25 إبريل, 2015: 09:01 م