TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > طوابير

طوابير

نشر في: 22 ديسمبر, 2009: 06:35 م

rnجلال حسنrnrnوقفت كغيري من المراجعين في طابور طويل، لإنجاز معاملة في احدى الدوائر الحكومية، يبدو المنظر مألوفا من قبل المراجعين الذين اصطفوا وقوفا، او جلوسا ، وهم يتطلعون لاتمام معامالاتهم. الموظف الذي يجلس خلف شباك صغير وامامه عدد من (الدمغات) والسجلات العريضة يتطلع الى اعداد المراجعين، ويبدو ان الامربالنسبة له مدعاة للضجر والسأم، وعليه إنجاز جميع أعداد المعاملات، ومراعاة الرد على جميع اسئلة المراجعين، وبدوره يطالب بالرد ايضا عن اسئلته في ترتيب تسلسل اصولية اية معاملة.
 أزعج ما يثير المراجع حين يقول له الموظف (تعال بعد يومين او اسبوع)، ما يرسم علامات التأفف والازعاج والضجر، فيتصورالمراجع ان معاملته لا تحتاج الى هذا التأخير والتعقيد والروتين، بل يعتقد ان معاملته تنجز في اليوم نفسه كما عليه الذهاب الى دائرة اخرى لإنجاز المتبقي. يقول احد الموظفين: نتسلم يوميا اكثر من 400 معاملة ما تشكل ضغطا كبيرا، وان بعض المراجعين لا يتفهم طبيعة العمل،لان هناك شروطا وقوانين وتعليمات يجب ان تطبق، ولكن أي مراجع يعتقد ان معاملته سهلة وعليه ان تنجز بالحال. فيظن اننا نتعمد التأخير، والملفت ان بعض الاختصاصات تحتاج الى التدقيق والانتباه وتعتبر خاصة ونحتاج الى دعم وتقسيم دوري للعمل . فضلا عن قلة عدد الموظفين الذين يعملون في هذه الاقسام ما ينتج وجود الطوابير من المراجعين، كذلك هناك معاملات للوكالات تعتبر خفيفة وتنجز بسرعة حين يوجد توكيل رسمي كتوكيل محام، لكن في المقابل توجد معاملات تحتاج لتوكيل اطراف وتحتاج لبعض الوقت. منظر المراجعين وتكدسهم امام شبابيك الموظفين بفتحات صغيرة تغلق بين الحين والاخر والانتظار لساعات طويلة؛ بحاجة ماسة لوضع الحلول من قبل المسؤولين ومدراء الدوائر،عن طريق توفير اكبر عدد ممكن من الموظفين، فالضغط الذي يعانيه بعض الاقسام يحتاج الى وقفة موضوعية لإنهاء حالات الانتظار. قد يكون الحل الامثل لدوائر مثل مديرية المرور العامة والاحوال المدنية والوكالات الرسمية في دوائر العدول ودائرة العقارات ومكتب المعلومات المركزي بالعمل على فترتين(دوامين) صباحية ومسائية بموازنة ادارية ناجحة. فالضغط دائما يكون في الفترة الصباحية ما يؤدي الى الازدحام الشديد، مع فتح فروع في جميع المحافظات تسهيلا للمراجعين والموظفين. jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram