ما بين تهريب آلاف المهاجرين غير الشرعيين وسوقهم إلى حتفهم في البحر المتوسط وذلك بعد تعرضهم للاعتداءات المختلفة، إلى عمليات للقرصنة على قوارب الصيد، باتت الشواطئ الليبية التي تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة مراكز للعديد من الانتهاكات والجرائم المتعلقة
ما بين تهريب آلاف المهاجرين غير الشرعيين وسوقهم إلى حتفهم في البحر المتوسط وذلك بعد تعرضهم للاعتداءات المختلفة، إلى عمليات للقرصنة على قوارب الصيد، باتت الشواطئ الليبية التي تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة مراكز للعديد من الانتهاكات والجرائم المتعلقة بالاتجار بالبشر.
ففي الأسبوع الماضي وحدة غرق أكثر من ألف مهاجر في البحر المتوسط، من بينهم 850 شخص على متن قارب واحدـ، بعد انطلاقهم من العاصمة الليبية طرابلس التي تخضع لسيطرة الميليشيات.
وأظهر تسجيل مصور بثه صحفي دنماركي يعمل في ليبيا، اعتداء عناصر من الميليشيات على مهاجرين أفارقة في مركز احتجاز في مدينة مصراتة، شمال غربي البلاد.
وتقول مصادر متطابقة إن تجارة تهريب المهاجرين حكر على الميليشيات وحدها التي تتربح ملايين الدولارات من هذه التجارة.
ويتراوح سعر تذكرة الهجرة غير الشرعية للشخص الواحد بين ألف إلى 10 آلاف دولار أميركي، وتختلف الأرقام حسب الدولة المصدرة للمهاجرين.
ولا يقتصر الأمر على أنشطة التهريب، حيث يتم الاعتداء بدنيا على المهاجرين في مراكز التجميع، فضلا عن إلقائهم في القوارب المكتظة دون أي وسائل أمان ما يعني دفعهم إلى الموت المحتم وسط أمواج البحر المتوسط.
وتعتبر ليبيا منذ سنوات ممرا رئيسيا للمهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا، ويتدفقون بالتحديد من نيجيريا وتشاد وإريتريا والصومال وسوريا، لكن الأمور تفاقمت منذ سيطرة الميليشيات على المدن الليبية الغربية، بحسب مصادر مطلعة.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 35 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا هذا العام، معظمهم انطلقوا من ليبيا، من بينهم 23 ألفا وصلوا إلى إيطاليا، و12 ألفا إلى اليونان.
ولم يعد البحر المتوسط خطرا على المهاجرين فقط بل على الصيادين الإيطاليين الذين باتوا يواجهون عمليات قرصنة تتطلق من السواحل الليبية التي تقع تحت سيطرة الميليشيات.
واستولى مسلحون على قارب صيد إيطالي، وطاقمه المكون من سبعة أفراد، على بعد 40 ميلا قبالة ليبيا، الجمعة، وقادوه إلى ميناء مصراتة الليبي، وفقا لما ذكرته جمعية تعاونية للصيد في صقلية.
وتسيطر على العاصمة الليبية طرابلس وبعض مدن غرب ليبيا منذ أغسطس 2014، ميليشيات مسلحة تطلق على نفسها "فجر ليبيا".