احتفى نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بالروائي جابر خليفة جابر ضمن منهاجه الاسبوعي السبت الماضي. وقد تركز الحديث عن رواية "مخيم المواركة." وبين مقدم الجلسة الكاتب محمد علوان جبر ان المحتفى به خرج من رحم البصرة التي انتجت كتاباً مهمين مث
احتفى نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بالروائي جابر خليفة جابر ضمن منهاجه الاسبوعي السبت الماضي. وقد تركز الحديث عن رواية "مخيم المواركة." وبين مقدم الجلسة الكاتب محمد علوان جبر ان المحتفى به خرج من رحم البصرة التي انتجت كتاباً مهمين مثل محمد خضير وكاظم الحجاج والسياب والكثير من الاسماء. منوهاً الى انه استطاع التميز باسلوب يعتمد المعلومات التاريخية وخاصة في روايته الأخيرة "مخيم المواركة." مشيراً الى انه تولد 57 شارك في اعداد كتاب المشهد القصص الجديد في العراق. وبين عامي 99 و2003 نشر الكثير من الحكايات ذات الاسلوب الواضح والمباشر وباسماء مستعارة. وبعد التغيير انتخب ضمن اول هيئة ادارية لاتحاد ادباء البصرة. وفي 2006 اصدر كتابه القصصي (طريدون) ثم كتابيه (اصوات اجنحة جيم) و (الفاو تحتضر) في 2009 وروايته مخيم المواركة صدرت عام 2012 ثم (الرجل الغريق) 20013 وغيرها.
وفي حديثه اشار المحتفى به جابر خليفة جابر الى الحاضنة البشرية باعتبارها هي من تكتب النص، واصفاً المؤلف بساعي البريد الذي ينقل الوقائع والاحداث. وقال: هناك مساران في تجربتي، الاول عام 86 بعد نشر أول قصة في جريدة الثورة، والثاني من خلال كتيبات تعبوية ضد النظام اصدارتها باسماء مستعارة وبطريقة سرية. واضاف: بعد اختفاء الرقيب السلطوي المخيف والمرعب اتسمت تجربتي بالوضوح والبساطة فانجزت (الفاو تحتضر) وهو كتاب سردي وجداني اقرب الى الشعر عن مدينتي التي تعرضت لمد الماء المالح والاهمال الحكومي.
وفي ورقتها بينت القاصة الدكتورة رغد السهيل ان المحتفى به تجاوز حدود البصرة والوطن العربي وخاصة في منجزه الأخير (مخيم المواركة). منوهة الى انها حين تسمع بجابر خليفة يتبادر الى ذهنها شيئان، البصرة الحاضرة في جميع كتاباته ما يدلل على ارتباط المبدع بالمكان وهو ايضاً نوع من الوفاء لقضيته الخاصة. ولعبة المواركة في رواية (مخيم المواركة) والتي تركت بصمة جعلت جابر يساوي عندي مواركة والبصرة. لافتة الى انه تميز في منجزه هذا من خلال تطرقه لموضوعة سقوط الاندلس بطريقة مختلفة عما تناولها الآخرون من خلال اسلوب سردي بحت يتناول بين طياته التاريخ نافضاً عنه الغبار حتى يظهره كما يجب.
فيما اشار القاص كاظم الجماسي ان تجربة جابر متميزة ومتفردة في القص العراقي والعربي بدليل ما تضمنته مجموعته (طريدون) التي صدرت بعد التغيير مشكلة علامة فارقة في السردية العراقية باعتراف نقاد عراقيين وعرب واجانب. مشيراً الى انه يعمل بهدوء حتى اصدر روايته (مخيم المواركة) التي سلطت الضوء على فاجعة تاريخية لم يشر اليها من قبل وهي تهجير وابادة الموركسيون الذين جرى تجاهلهم تأريخياً وهم من سكنة الاندلس هذه الدولة العربية العريقة التي شعت انوار حضارتها الثقافية على اوربا الجاهلة القورسطية، وقد هزت الاركان الكنسية المعتمة المتجبرة انذاك في العقل الأوربي، وانجبت خيرة علماء الكيماء والرياضيات والفلك والأدب.
من جانبة اوضح الباحث والناقد اسماعيل ابراهيم ان الرواية تعد صرخة انسانية وتاريخية من خلال تركيزه على مسألة التعصب الديني في اسبانيا منذ 1450 حتى 1550. مشيراً الى كثرة الاستعارات في الرواية والتي بلغت 1422 استعارة تعادل افعالاً واحداثاً بعددها، كما احتملت اربعين قصة قصيرة او جزئية مع ثلاث عشرة شخصية تضاف اليها شخصيتا الكاتب والروائي. لافتاً الى ان ذلك يشكل كثافة سردية اخذت طابعي السرد والميتا سرد، اضافة الى اتجاه لم يحسب حسابه هو الميتا تاريخ للمواركة. مبيناً ان هناك ثلاثة خطوط في الاشتغال انعكست على الاستعارات الحدثية التي تخص اللغة والثيمة والشكل العام في عملية الروي.