في السنوات العشرين الماضية او أكثـر، كتب الكثير عن الملك جورج السادس وشقيقه الاصغر، دوق ويندسور (وربما ان هذا البحث هو الافضل). وهناك ايضا كتاب آخر، في الطريق، قد يتوصل الى معلومات غير معروفة حتى اليوم بالنسبة للقراء. 

 

ومؤلفة الكتاب "ديبوراه كادبري" لا تمتلك ولا تتظاهر بانها لا تمتلك، اي مادة مهمة وجديدة حول الامر، ومن المعروف ان معلومات اخرى، يتطلبها القراء مشكوك فيها.

وديبوراه كادبري، تستفيد من استخدام الرسائل المتبادلة بين دوق كينت وصديقته بيتي لوسون – جونسون، وعلى الرغم من اهمية تلك الرسائل، فهي لا تتضمن اموراً غير معروفة تضاف للتاريخ. وهل نستطيع القول ان المؤلفة قد اضافت نظرة اخرى الى قصة الدوق ويندسور ؟ أجل انها فعلت ذلك.

ان جورج قتل نفسه تقريبا، عندما اتخذ قراراً لخدمة بلاده، ويقال ان وينستون تشرشل قال لزوجته كليما نثين، في خلال تنصيب جورج السادس على العرش البريطاني: "لم يكن أناس كثيرون آنذاك يقفون معه او يؤيدونه، وهناك الاقل في الوقت الحاضر". 

ويبدو في كتاب ديبوراه كادبري عدم نقص كفاءة الدوق، او ربما انها تعامله بخشونة. وكان هذا الامر صحيحاً في ذلك الوقت (1940)، عندما كان يتجول في مدريد ولشبونة، ولا يدري ما هي الخطوة التالية، ويبدو واضحا انه كان يتصرف بشكل سيئ، متاكداً من انهم قد خسروا الحرب تقريبا، وان عليهم التفاوض من اجل السلام. ولكن قراره كان خاطئاً، إذ لم يكن هناك سبب ما للاعتقاد بذلك، كما ادعى السفير الالماني، واعلن انه يتطلع الى احتلال بريطانيا من قبل الالمان، وتنصيب شقيق الملك على العرش. مثل ملك دمية. ولا تؤكد المؤلفة هذه الاقوال، او ان الدوق قد تمت مفاتحته بالامر. 

اما ما توصلت اليه فهو "ان الدوق والدوقة ويندسور، اشتبها بحصول نوع من الخيانة، في تلك الايام الاسوا في الحرب". 

وعزا الملك جورج السادس ذلك الى الخوف والى وصول قوات المحور وربما انه عزا ذلك الى خوف شقيقه، وتقول المؤلفة ان السفراء أكدوا ذلك في تقاريرهم وان عملاء المانيا قد كتبوا ما قاله الدوق، وان ويندسور كان مستعداً للعمل وانه سيلعب مع الزمن للوصول الى نتيجة ما هل ان الالمان او البريطانيين ستكون له الكفة العليا، في ذلك الصيف "وهذا التفسير قد يشير كما تقول الى تلك الاجواء، "وان برودة القصر نحوه في الاعوام الماضية: هنا سبب جيد لموقف جورج". 

وتشير ايضا ان الدوق كان متورطا في قيام الالمان بضرب قصر بكينغهام بالقنابل في ايلول عام 1940، وكانت الضربة دقيقة جدا، وكان تعليق الملك "هل من المعقول ان يعطي عضو في العائلة معلومات محددة الى النازيين".

هل كان محتملا ان "عضوا في العائلة" قد سرّب معلومات الى الجانب الآخر، ويعني بذلك افراد الاسرة المالكة الاسبانية، وكان شقيقه قد التقى بهم مؤخراً.

ولكنه استبعد تلك الفكرة: ان يخون عائلته وبلاده! 

او ان تلك المعلومات غذَت الفكرة التي تقول ان القيادة العليا للنازية، ان حزب السلام، ما يزال قويا في بريطانيا، وقد يقول بانقلاب محتمل . 

وبالنسبة لتلك النظرية قد يكون الدوق صاحب فكرة الرحلة الجوية لرودولف هيس، الى بريطانيا صيف عام 1940، "ان عدم اهتمام الدوق ولامبالاته قد كانت الكارثة التي حثت سلسلة الاحداث التي دفعت هيس الى تلك المقامرة العمياء".

اجل قد يكون سبباً، ولكن دون وجود دليل مؤكد على ذلك، ولكنه سبب يبدو قوياً. 

وكان الدوق يحس بالاسى تجاه شقيقه الذي كان بمقدوره التمهيد لحياته الخاصة بطريقة سلسة وكان الملك بدوره يتذكر شقيقه والمحبة التي كان الشعب البريطاني يكنه تجاه العائلة المالكة. وعندما كان الشقيقان يلتقيان، كانت مشاعرهما على افضل ما يكون. اما الملكة فلم تسامح قط، ورفضت استقبال زوجة ابنها، ولم ترسل اليه رسالة ما، وظل الملك جورج السادس يحس بشيء من المرارة تجاه شقيقه، ولكنه فعل ما كان بمقدرته، في إعادة العلاقة بينهما. 

 عن: الاوبزرفر