TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أفكر هنا برقصة فالس 4-5

أفكر هنا برقصة فالس 4-5

نشر في: 28 إبريل, 2015: 09:01 م

هل تعرفون؟ منذ معرفتي بخبر حصولي على جائزة برونو كرايسكي العالمية للكتاب لعام 2014، وأنا أفكر، بأن البروفيسور "المتخيل" هذا في رواية ريمارك، بكل ما نطق به من حكم، بموقفه الصامد، بحبه للحقيقة، لم يعد شخصية متخيلة، كما تخيلته في السبعينات عند قراءتي للرواية. كلا، منذ 14 كانون الاول 2014، أصبح حاضراً أمامي بقوة، أنه ليس غير العجوز الحكيم كرايسكي بكل سياسته التقدمية، بأفكاره الذكية، ببحثنا عن النصيحة عنده، حتى وهو بعيد عنا، ألم تخبرني صديقتي الفينوية ، ونحن نحتفل بالجائزة مساءً، كيف أنها التي لم تملك أباً، وجدت في كرايسكي الأب والجد، كان ظهوره في التلفزيون سعادتها، كم حاورته، استشارته همساً قبل النوم؟ أعرف، ستقولون، ها هو السيد والي يأتينا بقصة متداخلة أخرى، يخترع القصص على هواه، يعطينا صورتين عن كرايكسي: كرايسكي الشاب مع توأمه هانز شول، كرايسكي العجوز مع توأمه بروفيسور ريمارك، بولمان وأجيبكم، لماذا لا ؟ المناضلون من أجل الحرية في المغزى الذي ذهب إليه كرايسكي، متوزعون على الأرض، عابرون للأزمان، ينتمون إلى مختلف الإثنيات والأقوام، مختلف ألوان الجلد والأديان، رجال ونساء موحدون بروح الحرية. يُمكن عمل قائمة منهم هنا، فعلوا كل ما في وسعهم لمقاومة الشر، لا يهم أنهم دخلوا السجن، رحلوا إلى المنفى، وبعضهم مات، عددهم ليس كبيراً، لكنهم يظلون خالدين في ذاكرة الانسانية.وكم نحتاج لمثالهم اليوم، حيث تدور حروب طاحنة في كل مكان. في الشرق الأوسط وفي أفريقيا، في آسيا وعلى ابواب أوروبا، في كل مكان هناك من يقرع طبول الحرب. الكل يتحدث عن حمل السلاح، حتى كتّاب زملاء، أجواء تذكرنا بالحرب العالمية الأولى، البعض يصرخ بذلك عالياً، والبعض الآخر لا يجد كلاماً غيره على الموائد. فكم نحن بحاجة وسط معمعة الحرب هذه لمناضلين مثلهم.
سيداتي سادتي، ربما هو المكان المناسب للتوقف الآن ووداعكم، لكن هناك قصة أخرى تلح عليّ، يصعب عليّ كتمانها عليكم. ثم، أنها القصة الأخيرة، وكما أرى، أنكم جميعاً يقظون!
الأمر هو بهذا الشكل: قبل عام فقط اكتشفت صدفة، بأن غوتة ،باستثناء ثلاثة كتب، لم يُترجم إلى العربية من الألمانية. بالذات صاحب "الديوان الغربي الشرقي"، مجموعة القصائد الغنائية، آخر أعماله الشعرية التي استوحاها من الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي، غوتة، الذي تضمن ديوانه مزجاً بين الثقافة الغربية والشرق أوسطية من حيث اللغة فارسية-ألمانية والديانة إسلام-مسيحية، حتى أنه اهتم بالشعر العربي الجاهلي وخاصة المعلقات، كل أعماله التي تُرجمت للعربية، باستثناء ثلاثة كتب، نُقلت عن الفرنسية؟ والطامة أكبر، إذا عرفنا أن مؤلفه الرئيسي "آلام الشاب فرتر"، موجود في ست ترجمات في اللغة العربية، كلها عن الفرنسية، ولا واحدة جاءت من اللغة الأصلية، الألمانية؟ أية مفارقة، اية مفاجأة شكلها هذا الاكتشاف لي؟ حسناً ستقولون، وما علاقة ذلك بكرايسكي؟ مهلاً، سأقول لكم. مفاجأة كانت أكثر وقعاً عليّ، هي اكتشافي وأنا أبحث في الويكيبيديا عن سيرة حياة كرايسكي، أن سيرة حياته مكتوبة بثمانية وثلاثين لغة، باستثناء لغة واحدة: اللغة العربية. كيف حدث ذلك؟ كرايسكي صديق العرب في قضاياهم، صديق عرفات الشخصي، أحد أوائل السياسيين في العالم الداعين لحل عادل لقضية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، أن كرايسكي هذا لا تعريف له باللغة العربية؟ هل لأنه يهودي الأصل؟ هل لأن من يدعو للسلام، لحل الدولتين، هو مكروه عند دعاة الحرب والعنصرية؟
يتبع
( نص الكلمة التي ألقاها الكاتب باللغة الألمانية، بمناسبة تسلمه "جائزة برونو كرايسكي" العالمية للكتاب لعام 2014، عن روايته «بغداد مارلبورو»، في قصر بلدية فيينا في 9 آذار 2015. )

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أرنولد: فخور باللاعبين وكأس العرب بطولة رائعة

المنتخب العراقي يودع بطولة كأس العرب من الدور ربع النهائي

الأنواء الجوية تحذر من ضباب كثيف غداً السبت قد يسبب انعدام الرؤية

وزير خارجية لبنان: تحذيرات عربية ودولية من عملية إسرائيلية واسعة

(المدى) تنشر تشكيلة العراق أمام الأردن في كأس العرب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram