تتواصل إيران ومجموعة "5+1" اليوم الاربعاء في نيويورك، لصياغة نص الاتفاق النووي، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاتفاق صار أقرب من أي وقت مضى.
وفي كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي، الذي انعقد في نيويورك لمراجعة تطبيق معاهدة عدم انتشار
تتواصل إيران ومجموعة "5+1" اليوم الاربعاء في نيويورك، لصياغة نص الاتفاق النووي، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاتفاق صار أقرب من أي وقت مضى.
وفي كلمة ألقاها أمام المؤتمر الدولي، الذي انعقد في نيويورك لمراجعة تطبيق معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، قال كيري إن "على العالم أن يبقى موحدًا ويرفض فكرة انتشار السلاح النووي أينما كان".
وتابع كيري قائلاً "إن هناك اليوم إمكانية التوصل إلى تقدم تاريخي"، مذكّراً بأن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في مجموعة "5+1" حددت لإيران معايير صارمة ستغلق أمامها إمكانية امتلاك السلاح النووي.
واجتمع كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مقر إقامة السفير الايراني بالامم المتحدة، وناقشا المساعي الرامية للتوصل لاتفاق نهائي بين ايران والقوى الست الكبرى بحلول موعد نهاية مهلة في الثلاثين من يونيو (حزيران).
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الاميركية إن الاجتماع كان "إيجابيًا". وأضاف قائلاً إن الوزيرين "ناقشا العمل الذي قام به المدراء السياسيون والخبراء الأسبوع الماضي في فيينا ومسار السير قدمًا في المحادثات".
وأضاف كيري أن العمل على تحضير وثيقة الاتفاق بين الطرفين لم ينتهِ بعد، وأن هناك مسائل لا تزال عالقة، "لكننا أقرب من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق شامل جيد". وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن الوثيقة المستقبلية ستستند إلى آلية خاصة بمراقبة تطبيق بنودها، "وليس على تعهدات أحد الطرفين".
من جهته، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، إنه ليست لدى الوكالة ضمانات بأن كافة المواد في إيران تستخدم في الأغراض السلمية. واعتبر أمانو في مؤتمر لمراجعة اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية أن الوكالة ليست في موضع يمكنها من خلاله ضمان أن كافة المواد تستخدم للأغراض السلمية.
كما أكد أن الوكالة تواصل عمليات التفتيش والمتابعة لعدم التحول من برنامج سلمي إلى استخدام للأغراض العسكرية. وشدد أمانو على أن الوكالة ستبذل كل ما هو ممكن لتوضيح كافة الأسئلة. من جهة أخرى، أكد أمانو على ترحيبه بالاتفاقية التي توصلت إليها إيران مع مجموعة "5+1" في مدينة لوزان السويسرية بشأن برنامج طهران النووي.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بأن ايران ومجموعة "5+1" ستتابعان الاربعاء صياغة نص الاتفاق النووي.
وقال ظريف الذي يزور نيويورك للمشاركة في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي، انه نظرًا لحضور الوزراء والمدراء السياسيين في الايام الاولى لمؤتمر مراجعة معاهدة "ان بي تي" فقد تقرر أن نبدأ بتخصيص اجتماعاتنا بكامل وقتها من الاربعاء لصياغة نص الاتفاق النووي.
واضاف: "لقد تحدثت خلال اللقاء مع جون كيري حول كيفية مواصلة العمل وطرحت هواجسنا بشأن القضايا التي يجري تداولها في أميركا". وأكد وزير الخارجية الإيراني أنه تقرر في هذا اللقاء أن نواصل نحن و"5+1" من الاسبوع الجاري مسألة صياغة النص ونستمر فيه الاسبوع القادم للوصول إلى النص النهائي.
واعتبر وزير الخارجية الايراني في الوقت ذاته عملية صياغة النص بأنها تتطلب الكثير من الوقت، وقال، لقد اتفقنا بأن نخصص جميعًا الوقت اللازم لهذا الامر وأن نواصل العمل على مستوى الخبراء أو المدراء السياسيين، وحتى على مستوى الوزراء فيما لو تطلب الامر ذلك.
وأشار إلى أنّ وفد الاتحاد الاوروبي سيصل إلى نيويورك الاربعاء، موضحًا بأن المحادثات مع الاتحاد الاوروبي والوفد الاميركي وسائر اعضاء مجموعة "5+1" ستتابع الاسبوع الجاري، وكذلك خلال الاسابيع القادمة.
وفي رد على سؤال حول التزامات اميركا الدولية تجاه الاتفاق النووي، قال ظريف: لقد طمأننا الوفد الاميركي مرة أخرى بأنه لو حصل الاتفاق، فإن الحكومة الاميركية ستكون ملتزمة بتنفيذه.
من جانبه نصح الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء المستفيدين من العقوبات الاقتصادية الدولية "بتغيير عملهم" تحسبا لاتفاق نهائي محتمل مع القوى الكبرى حول الملف النووي سيؤدي في حال التوصل اليه الى رفع العقوبات.
وبدأت ايران ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا الى جانب المانيا) صياغة اتفاق نهائي يفترض ان يوقع بحلول 30 حزيران (يونيو). ويفترض ان يضمن الاتفاق الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة منذ 2006 والتي اغرقت الاقتصاد الايراني في ازمة خطيرة.
واذا كانت هذه العقوبات اضرت بغالبية السكان فان بعضهم جمع ثروات من خلال تهريب منتجات من الخارج عبر تركيا والعراق ودول الخليج او بيع نفط ايراني مسروق. وقال روحاني في خطاب القاه في طهران امام عمال في مناسبة عيد العمل المصادف الجمعة، ان "المستفيدين من العقوبات يجب ان يفكروا اعتبارا من اليوم بتغيير عملهم" بدون تحديد الجهة التي كان يشير اليها.
واضاف "من اجل زيادة الانتاج، يجب ان تكون لدينا تكنولوجيات جديدة مع اداريين يتحلون بالكفاءة واستثمارات الى جانب مقاولين" مؤكدا اهمية اجتذاب "رؤوس اموال محلية واجنبية". ومنذ توقيع الاتفاق المرحلي بين ايران والقوى الكبرى، تتوالى وفود تجارية اجنبية الى الجمهورية الاسلامية بهدف استئناف التبادل التجاري بعد توقيع اتفاق نهائي.
وقام حوالي 20 من رجال الاعمال الاميركيين بزيارة نادرة الى طهران الاسبوع الماضي بحسب وسائل الاعلام الايرانية كما وصل وفد سويسري كبير هو الاول منذ عشرة اعوام، في زيارة لاربعة ايام للتشاور مع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الايرانيين. واجرت شركات اجنبية كبرى في قطاعي النفط والسيارات ايضا اتصالات بهدف العودة الى ايران في حال رفع العقوبات بالكامل.