لم يبقَ في الصبر منزع .. صرخة بحجم آلام الجماهير ، وهي تترقب مشاركة وفد اتحاد كرة القدم في انتخابات الاتحاد الآسيوي للعبة اليوم الخميس للإدلاء بصوت العراق الذي لن يذهب مع الريح مثل سابقه في مناسبات مضت استقتل المرشحون لضمان حصولهم عليه من رئيسي الاتحاد السابقين حسين سعيد وناجح حمود وهذه المرة من عبدالخالق مسعود، لكنهم أداروا ظهورهم لقضية الحظر الدولي المفروض على الكرة العراقية التي لم تزل تعاني آثاره منذ منتصف العقد الثامن للقرن الماضي من دون ان تستفيد منتخباتنا في خوض مبارياتها على ارضنا وبين جمهورنا الوفي وفق مبدأ العدالة في نظام الذهاب والإياب.
صوت العراق هذه المرة لن يُمنح بسهولة، ويدرك الوفد المشارك في انتخابات العاصمة البحرينية المنامة إنه مسؤول على هيبة القرار العراقي في التعامل مع ملف القضية ولابد من الحصول على وعود ضامنة لحلحلة العقدة العربية في الأقل بتعضيد مطلبنا القانوني والشرعي بوجوب انهاء الحظر وإعادة اقامة المباريات الدولية بلا وجل او تحوّط ، وهي مهمة وطنية لابد أن يضطلع بها ثلاثي الوفد الرئيس عبدالخالق مسعود ونائبه علي جبار والعضو طارق احمد بالتحرك الفاعل داخل أروقة المؤتمر الانتخابي واستثمار العلاقات الثنائية بيننا وبين الاتحادات الخليجية والآسيوية ووجود رئيس الاتحاد الدولي للعبة جوزيف بلاتر لتأسيس جسر مباشر ينقل الحلول الناجعة في المرحلة المقبلة ويكون القرار ناضجاً في توقيته وحاسماً في مبرراته أمام (فيفا).
عندما تتحد القارة في تبني مقترحاً قوياً لا يخضع الى تأثيرات السياسة وما تفرزه الظروف الراهنة من مواقف متقاطعة، فإن القضية العراقية في طريقها الى اكتساب حقوقها، وتبقى سوى مسألة وقت لاستعادة دحرجة الكرة على ملاعب أربيل وبغداد والبصرة ضمن انشطة الاتحادين الدولي والقاري لتكون منتخباتنا قادرة على ترجمة تطلعاتها وسط الجماهير، وبذلك يكون اتحاد كرة القدم قد أدى أمانته بكل وطنية وحرص لأنها جزء أساس من تعهداته في انتخابات الشيراتون أيار 2014، ولابد أن ينجزها خلال ولايته التي يشوبها الكثير من الاتهامات والانقسامات وفي مقدمتها إخفاقه في تقديم ملف الحظر للعرب والاصدقاء بالوثائق والصور والمعلومات التي تؤكد أن ملاعبنا واحدة من بين أفضل الملاعب العربية والآسيوية أماناً وسلاماً بلا شغب ولا قتل كما شهدته ملاعب دول شقيقة عَرف رجالات اتحادها كيف يجنبونها العقوبات الدولية.. ومرّت النكبات بلا عقوبات !
الآن الكرة في الساحة العربية، ووفد الاتحاد مطالب بتحرك فاعل للحصول على موافقات من قادة الاتحادات العربية المتواجدين كلهم في مؤتمر المنامة ولديهم قناعات مشتركة مثلما وثـَّقنا تصريحات أغلبهم في مناسبات مضت إنه من حق الجمهور العراقي تشجيع منتخب بلاده بعد سنيّ القهر التي فرضها الحظر القاسي، ولهذا فإن تشكيل ضغط عربي اليوم مدعوم بتعهدات جادة للعب على أرض العراق سيكون ورقة مهمة بيد الاتحاد قبيل زيارة الوفد الرسمي برئاسة وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان الى سويسرا لعرض الملف أمام كونغرس ( فيفا ) في الرابع من أيار المقبل.
ومن دون شك يبقى الدعم اللوجستي مرهوناً بالشقيقين سلمان بن ابراهيم المرشح لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة، وأحمد الفهد المرشح لعضوية اللجنة التنفيذية في (فيفا) والصديقين الكوري الجنوبي مونغ غيو- تشونغ والياباني كوزو تاشيما المرشحين للمنصب ذاته ليكونوا بمستوى الثقة التي عبروا عنها سواء اثناء زيارة الفهد وتاشيما الى بغداد أو اللقاءات الجانبية لسلمان وتشونغ في أمم آسيا الأخيرة مع رئيس واعضاء اتحاد كرة القدم، وكنا واضحين مع الجميع في دعمهم وتيسير خطواتهم الانتخابية في تعضيد الحملة العربية لصالحهم، فمن حقنا أن نرى موقفاً صادقاً يُترجم بمبادرات تنم عن احساس بليغ بواقع اللعبة في العراق لإزاحة كابوس الحظر، فالرجل عهــد وأمانة ولا قيمة له إذا أخلـف وخـان.
كابوس الحظر
[post-views]
نشر في: 29 إبريل, 2015: 09:01 م