أصبح ( التفكير الإيجابي ) علما معروفا قائما بذاته ، واسع الانتشار ، بعد ان كان هامشيا، محدود التداول ضيق النطاق . وصار المختصون يتبارون في تبيان مدى تأثيره الذي يشبه السحر ، وغدا تدريسه في المدارس والمعاهد بيضة القبان .
أس التفكير الإيجابي ، يكمن وينبثق من قرارة الإنسان ، من سويداء ذاته ، من تلافيف دماغه ، من لحظة رغبته الجامحة باكتشاف قدراته الدفينه الهاجعة ، وإيقاظها من رقادها وتسخيرها لخدمته .
يتبنى الداعون لاعتماد التفكير الإيجابي منهجا مضمون النتائج على قدرات الإنسان .
— قل أستطيع … تستطيع … قل سأتجاوز كل صعب ،تتجاوزه ، قل سأحقق ما أصبو إليه من تقدم ونجاح ورفعة ، ستنال ما سعيت إليه!!
…………
حاولت قبل سنة ، تطبيق مبادئ التفكير الإيجابي والتعريف بسطوته وذلك بالتبشير بفاعليته بين الأهل والأصدقاء . بعضهم استهجن الفكرة ، قالوا إنها لعبة يجيدها المتحذلقون ، البطرون ، المتخمون ، ذوو المورد المالي الذي يقيهم مذلة التوسل والتسول وسوء المآل .
………
أعاد لي قريبى الشاب ، خريج كلية العلوم ، العاطل عن العمل ، الكتاب الذي أهديته إياه حول التفكير الإيجابي ، ليكتشف قوته الذاتية الكامنة ، بإيقاظ المارد من غفوتة المستكسنة .أعاد لي الكتاب مشفوعا بهوامش زعزعت تفاؤلي ، وثلمت قناعتي ، إقرأوا معي:
# آسف ،، التفكير الإيجابي لا يتطبق علي ، ولا على عراقيي اليوم أمثالي ،
# حاولت ، الف مرة حاولت : سأحصل على فرصة عمل ، غدا او بعد ، فلم أحصل إلا على الرفض . رغم محاولاتي العديدة في البحث .
# قلت تكرارا : إنني قوي بذاتي وقدراتي وشهادتي العلمية ، وها أني احمل شعور العاجز الكسيح المكبل ، إذ آمل من أمي ان تدس تحت مخدتي ما تستقطعه من مصروف البيت .
# كن سعيدا في العمل الذي تؤديه .. اين هو العمل - أصلا - الذي سأكون سعيدا به ؟؟
# والله والله ، حددت هدفي و سعيت إليه ، وعدت خالي الوفاض ، وملء زوادتي اليأس .
تفكير إيجابي ؟؟!! هه،،، هههههه ..
أرجوكم ،، أيها الكتاب البطرون : هلا اتقيتم الله في ما تسطرون ؟
الكأس الملآنة فارغة
[post-views]
نشر في: 29 إبريل, 2015: 09:01 م