بعد سلسلة معارض تشكيلية ناجحة داخل الوطن ، تعود الفنانة العراقية المغتربة ( روناك عزيز ) الى عالمها الابداعي من خلال مساهماتها الواسعة في مغتربها الجديد بمدينة ( غوتنبرغ ) السويدية .ان المتأمل لاعمالها الاخيرة يلاحظ تناوب الايقاع بين المرئي واللامرئي
بعد سلسلة معارض تشكيلية ناجحة داخل الوطن ، تعود الفنانة العراقية المغتربة ( روناك عزيز ) الى عالمها الابداعي من خلال مساهماتها الواسعة في مغتربها الجديد بمدينة ( غوتنبرغ ) السويدية .
ان المتأمل لاعمالها الاخيرة يلاحظ تناوب الايقاع بين المرئي واللامرئي تبعا لكثافة التخيل ، ووعي عين التلقي فيميز ذلك الاندهاش الهامس المنبثق من رومانسية الرمز (الجسد الانساني) وتغليفه بومضات الغموض لتنتج اعمالا ذات بعد حدسي انفعالي . في محاولة منها لخلق نوع من الدرامية المشهدية المكثفة معتمده على هارمونية لونية باردة احيانا متجاورة مع لونية حارة وذلك لتأسيس تضاد ينفتح على افق التأويل البصري. وكأننا امام معادل موضوعي بين الجنه بنعيمها وزهو الونها وصورة ( الرمز الانساني ) التي تجسد حلم المعاناة اليومية والتامل في حزنها.
تشتغل الفنانة العراقية المغتربة ( روناك عزيز ) على البوح والرصد الشعري مثلما تشتغل على العالم الجمالي المرتكز على الايقاع الداخلي للذات الانسانية في انجاز اللامألوف، انجازا يتعدى مسافة المدلول الاولي، ويتحرك في معنى المعنى، تحركا يتناسب طرديا مع حركة الانزياح الايحائي المركب لتخرج بلوحاتها الى ميكانيزما الصورة وحركتها وحواسها ومخزونها الثقافي الحلمي . للتفاعل مع هذه القصدية الانسيابية وتداعياتها ، مبتعدة عن البنية السطحية للوحة الى البنية المعمقة. وتبقى تجربة الفنانة متميزه بالتجريب التخيلي المرهون بمنظومة العلاقات الانزياحية التي تنتجها القصدية التشكيلية معتمده على الابتعاد عن دلالة المطابقة مقتربة من دلالة الايحاء . وكما يؤكد ( رولان بارت ) من أن " النص هو رمزي ، وجذري في رمزيته " وعلى ضوء هذا أيضا ينجز عملية المعنى .
انها ببساطة تحلم باعادة تشكيل الواقع ، فاللوحة لديها بحث عن مفهوم جديد للعالم ، . فهي مذ غادرت وطنها (العراق الحلم ) وهموم الانسان العراقي ، بقيت ساكنة فترة من الزمن تاركةً ريشتها والوانها لم يحركها شيء لترسم . بل تشغل نفسها او تتشاغل بهموم الاغتراب ، لكنها لا تتحمل ذلك كثيرا فتعود لتخرج علينا بمجموعة جديدة من الاعمال الفنية والتي تتعمق فيها الفنانة بمدلول انساني تصوره باشكال متعددة. وتطور بذلك اسلوبها بشكل لافت ، بالانتقال التدريجي من المعنى المجرد الثابت في الذاكرة ، الى معنى انفعالي تصويري لايبتعد عن الواقع الا انه يكسر حدته وواقعيتة بالتاويل الرمزي . لتؤكد حريتها في الخلق والابداع .
فالفنانة ( روناك عزيز ) تشتغل بوعي على تداعيات الجسد اذ تؤسس لعلاقة متوازنه بين اللوحة و متخيل التلقي فلا تبتعد كثيرا في تجريد الجسد بل تتركة كتلة واضحة ، يأخذ مركز الانتباة في تكوين اللوحة . وتكرره باشكال متعدده تحمل ذات الهم وبكثافة على سطح اللوحة المزدحم بكل التعرجات والاضافات التقنية ليشكل كتلة ترتفع عما يحيط بها ، مستخدمة مواد وخامات مختلفة في ملمس سطح اللوحة ، في مسعى لخلق توازن متنافر بين تلك الاشكال الادمية ومايحيطها ، أي أنها تتخذ من المادة الخشنة وسيطا جماليا ايحائيا معبرا عن ذات الانسان . وكأنها تقدم لنا ظلال ذواتنا مشخصة بتعبيريتها . فهي تجتهد في تقديم الجسد متراكما بهمومه واقفا في مواجهة مايحيط به ، ليعلن صرخة وجوده الازلي الذي لن ينطمس رغم كل ما يحيط به من من استلاب .انها صرخة انسان ، يسبح في فضاءات متعددة الالوان ، تعكس عمق الفراغ المحيط به وتناقضاته . فخطوط الفنانة الحادة والواضحة ومفرداتها البصرية تتماهى مع الحدة اللونية العاكسة لروح الانفعال الابداعي الذي يقترب من العفوية المختزلة لثيم ومفردات التشكيل احيانا . معتمدة على على مفردتي الجسد والفضاء الواسع ، لتشعر المتلقي بأن ما حولنا من اتساع وحرية هي مقيدة بالفعل بحركة الانسان ، ولما كانت الفنانة تعيش معاناة غربتها فقد انعكس ذلك جليا على لوحاتها ، وذلك أمر مفهوم كون الفنان هو عاطفة وانفعال وما الفن الا أداة للتعبير .
جميع التعليقات 2
سالم كورد
السلام عليكم فقط اريد ان اعبر عن مدى سروري برؤية ابداعات الفنانة التشكيلية روناك عزيز ,,,,اني اعرفها كاخت رائعة في بغداد ايام زمان ربما التسعينان في العقد المنصرم اعرفها جيدا فهي فنانة بحق وتحمل الفن في اعماق روحها عالم من الفن ,,,وتعاملها مع العالم
سالم كورد
السلام عليكم فقط اريد ان اعبر عن مدى سروري برؤية ابداعات الفنانة التشكيلية روناك عزيز ,,,,اني اعرفها كاخت رائعة في بغداد ايام زمان ربما التسعينان في العقد المنصرم اعرفها جيدا فهي فنانة بحق وتحمل الفن في اعماق روحها عالم من الفن ,,,وتعاملها مع العالم