اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماركس في ساحة الاندلس

ماركس في ساحة الاندلس

نشر في: 1 مايو, 2015: 09:01 م

أصبح أحد اشهر فلاسفة العالم، لانعرف كم كتاباً كُتب عنه، اذ بين اليوم وغد تضاف اليها دفعة جديدة من الدراسات التي تريد ان تحلل اسطورة الرجل الذي اشعل معظم ثورات القرن العشرين.
قبل شهر صدرت الطبعة العربية من كتاب بعنوان" كيفية تغيير العالم، حكايات عن ماركس والماركسية " للكاتب اريك هوبزباوم، ومن المصادفات انني كنت قبل اشهر قد أعدت قراءة "سيرة هوبزباوم الذاتية عصر مثير: قصة عمر في القرن العشرين"، الصادرة عن دار المدى، وهي واحدة من أهم السير الذاتية التي تسلط الضوء على الاحداث الكبرى في العالم، اذا علمنا ان صاحبها عاش اكثر من تسعين عاما، وكان يرى أن سيرته الذاتية تستحق القراءة ليس لأنها سيرة أحد المشاهير التي تمتلئ بهم أرفف المكتبات، ولا لأنها سيرة فضائحية تكشف خفايا مغامرات صاحبها الجنسية أو السياسية، بل لأنها سيرة تؤدي إلى فهم القرن العشرين.
في حكايات هوبزباوم عن ماركس يحاول المؤرخ الانكليزي رد الاعتبار للألماني الذي مات معدما، فنراه يطرح سؤالا مهما: لماذا ماركس اليوم؟
هذا السؤال طرحته امس على احد الزملاء، ونحن نشاهد التظاهرة العمالية التي انطلقت من ساحة الفردوس، وغابت عنها معظم الفصائل السياسية باستثناء الشيوعيين، الذين يرون في هذا اليوم فرصة للتطلع لعالم يتحرك في كل الاتجاهات، مصانع تعمل، وقوافل لاتنتهي من الشغيلة ، وآلاف السيارات التي تنقل اصحابها من و الى اعمالهم ، لكن بعد 12 عاما من التغيير نكتشف اننا لا نعاني من تدفق العمال على المصانع، وانما نحن نعاني من تدفق المهجرين في العراء، وطالبي اللجوء، ومشردي وزارة الصناعة، لأنه ليس لدينا عمل حتى لعمالنا، و لاننا استبدلنا عصر التنمية والانتاج ، بخطب مشعان الجبوري وتغريدات حنان الفتلاوي، وتقلبات مفكري العصر الجديد، ممن يعتقدون جميعا أنهم منظرو الستراتيجية العالمية الحديثة، حين يمسكون الميكرفون، فتصبح متعتهم الوحيدة أن يقدموا للناس خلطة مثيرة للضحك، يتجمع فيها نثار الكلمات التي لا تنتمي الى عصر وزمان.
في الطريق إلى العصر العراقي الجديد، نتأمل حال العراقي اليوم فماذا نجد، كل طاقات وثروات بلاد ما بين النهرين لم تحقق نموا اقتصاديا يقارب النمو في جزيرة صغيرة اسمها سنغافورة.
العراق الذي عين اول امراة وزيرة للبلديات في الشرق الاوسط، لا يزال بعد اكثر من 50 عاما يبحث عن قانون يبيح زواج القاصرات، ونسبة الفقر فية تجاوزت الـ30%.
ساضطر ان اعيد على مسامعكم ما حدث في سنغافورة ، بلادا ليس فيها شيء من خيرات ارض السواد ولا ثرواتها،، لكنها مليئة بقوافل التنمية والحياة، فيما نحن مصرون على ان نضرب الرقم القياسي في قوافل الموتى والمشردين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    الشهيد الخالد خالد احمد زكى رحمه الله سالنى في مقر جمعية الطلبه العراقيين في مركز لندن في السينيات---هل تعرف يا عادل ان ماركس كتب حتى على الرقص-------وسالته مندهشا -واى كتاب ؟؟ خالد أجاب وابتسامته المعهودة على وجهه------كتاب اسمه خطوة الى الامام وخطوتان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram