في خضم الجهد الكبير الذي تبذله اللجنة الأولمبية الوطنية في تأهيل الرياضيين لبلوغ ناصيات التفوق في البطولات العربية والقارية والدولية ومبادراتها المستمرة لتثمين اصحاب الإنجاز وتعضيد خطط الاتحادات المركزية ودعمها بما يتيسر من ميزانية برغم ظروف التقشف التي كبّلتها في مفاصل كثيرة ، إلا أن الدور الأولمبي صراحة لم يزل خجولاً تجاه شريحة مهمة كان لها الفضل الكبير في بناء رياضة عراقية رصينة وقواعد اخلاقية شيّدت عليها قمم المجد لأجيال كُثر ضحوا لبلدهم من دون مقابل يوازي العرق والدم وسِني الشباب.
شيوخ الرياضة ليسوا أولئك الذين يتقاضون مُنح الرواد ممن افنوا عمرهم في ملاعبها وقاعاتها وميادينها الاخرى واستسلموا لمقاعد الشيخوخة وسرير المرض شافاهم الله، بل اقرانهم الذين تجاوزوا العقد السبعيني ولم يزل العطاء يتدفق في عروق التحدي حُباً للعمل واصراراً على خدمة الوطن حتى آخر رمق في حياتهم، هؤلاء يمارسون اعمالهم بيننا لم نلتفت اليهم، ولم نسأل عنهم، ولديهم خزين كبير من الخبرة التي تستعين بها اتحاداتهم طوال مسيرتها ويلعبون ادواراً مهمة في انقاذ لعبة ما من فوضى ادارية او أخطاء فنية أو تصحيح لائحة ما في مسابقة او استحداث قانون جديد مستوحى من التغيّرات اللافتة في ضروب الرياضة وما تفرزها المنافسات الخارجية من دروس مهمة بحاجة الى معالجات دقيقة على يد متخصصين حاذقين.
شيوخ الرياضة لا يُمكن حصرهم بلعبة ما او تخصص ، هم كُثر يواصلون رحلتهم برغم صعوبتها وارهاصات المرحلة الراهنة التي تشهد سلوكيات حديثة العهد على مجتمعنا الرياضي الذي لم يكن يعرف الجحود او التهميش او الإساءة مثلما يعانيها شيوخ الرياضة اليوم سواء من تلامذتهم الذين كانوا يتوسلون بهم لمنحهم فرصة العمل أو البروز ضمن محيط العابهم أو من ثلة اعلاميين محسوبين على زمن التمرد والحرية المنفلتة بلا رقيب أو حسيب !
إن حق شيوخ الرياضة على اللجنة الأولمبية راعية الاتحادات لابد ان تضطلع بحماية شيوخها ممن لم ييأسوا أو يهنوا أو ينزووا تحت ضغط الطارئين وتجاهل المسؤولين الجُدد، هم أمانة الماضي بكل حِقبه المتوالية لدى رئيس اللجنة الأولمبية ومكتبها التنفيذي لتثمين اولئك خلال الدورة الانتخابية سواء كان الشيوخ اعضاءً في مجالس ادارات الاتحادات أم لجانها الفاعلة أم الاكاديميات والمؤسسات الاخرى، فليس من السهل ان نستنفد طاقة الاداري او المدرب لما بعد العقد السبعيني من دون ان يتمتع بامتياز معنوي ومادي خاصين من الأولمبية تثميناً لإخلاصه ووفائه وامانته وعدم تخليه عن إبداء المشورة في الاتحاد أو اللجان عبر تحركه الدؤوب كموظف نشيط يشكل وجوده اضافة مهمة لتطوير اللعبة.
اسماء مثل محمد جواد الصائغ وسامي ناجي ومنذر الواعظ وحكمت محمود نديم وسعيد عبدالحسين واحمد القصاب وصلاح محمد كريم وليس الحصر يستحقون ان يميّزوا في كل دورة اولمبية طالما هم جزء مهم ومشارك في التخطيط والبناء مع الفارق في السن وهو يشكل روح المبادرة التي نناشد بها الأولمبية اليوم لتعضيد المقترح ليكون تقليداً متبعاً واستثنائياً بين اللجان الاولمبية العربية بوجهيه الانساني والمهني لاسيما ان هناك تحديدات في النُظم السارية في دول المنطقة بخصوص عدم جواز بقاء الاداري او الرياضي ضمن المؤسسات الرياضية بعد سن الخامسة والستين إلا وفق استثناءات مشروطة بالخبرة والملاك والسقف الزمني.
إذ نضع مقترحنا هذا بدافع إيلاء شيوخ الرياضة الاهتمام الخاص إكراماً لصنيع خبرتهم باعتبارهم اعضاء منتجين في الرياضة وتحظى مشورتهم باحترام المكتب التنفيذي للأولمبية وعناصر اللعبة أو الكيان الذي يضمهم ، وبالتالي من الظلم ان يتم مساواتهم مع بقية المحسوبين على قائمة الرواد وهم لا يؤدون أية خدمة للرياضة إما بفعل تقادمهم في السن أو لمرضهم أو لانزوائهم لأسباب مختلفة.
تكريم شيوخ الرياضة
[post-views]
نشر في: 2 مايو, 2015: 09:01 م