TOP

جريدة المدى > عام > الكحول.. العنف.. البحث عن الذهب.. الواقع الحقيقي للغرب الأميركي في رواية (فتاة رائدة)

الكحول.. العنف.. البحث عن الذهب.. الواقع الحقيقي للغرب الأميركي في رواية (فتاة رائدة)

نشر في: 3 مايو, 2015: 12:01 ص

هل يتذكر أحد منكم المسلسل التلفزيوني الأميركي ( البيت الصغير ) ومن بقي في ذاكرتكم من ابطاله ؟...الإبنة الصغرى الحقيقية لورا انغلز قررت استفزاز ذاكرة الجمهور حين كتبت مذكراتها في سيرة ذاتية تحمل عنوان ( فتاة رائدة ) تبرز فيها الحياة الطبيعية لابطالها

هل يتذكر أحد منكم المسلسل التلفزيوني الأميركي ( البيت الصغير ) ومن بقي في ذاكرتكم من ابطاله ؟...الإبنة الصغرى الحقيقية لورا انغلز قررت استفزاز ذاكرة الجمهور حين كتبت مذكراتها في سيرة ذاتية تحمل عنوان ( فتاة رائدة ) تبرز فيها الحياة الطبيعية لابطالها بعيدا عن الاجواء الريفية التي احاطت بالمسلسل ...
ولايوجد شبه كبير بين حياة عائلة انغلز الحقيقية وبين صورة والدهم الأب الصالح المتدين في المسلسل والذي يقوم بقطع الخشب طوال النهار ويتنزه بعربته الخشبية في الغرب الأميركي ويساعد الجيران ويهتم بأولاده وزوجته الجميلة ..وذكرت نانسي تايستا كوبال مديرة شركة النشر التابعة للجمعية التاريخية في ولاية ساوث داكوتا لوكالة فرانس بريس ان هذا هو المشروع الأول الذي قامت لورا انغلز وايلدر بكتابته بناء على طلب من ابنتها روز وجاء بشكله الحقيقي دون آثار رومانسية فهو يختلف عن تماما عن نص المسلسل الشهير الذي حقق شعبية كبيرة بعرضه لتسعة مواسم ضمت (205) حلقة...
يعتمد المسلسل على سلسلة مؤلفة من احد عشر مجلدا كانت قد نشرت مابين 1932 و1943 وقدمت رؤية مثالية الى حد ما عن حياة رواد القرن التاسع عشر ، بينما كان الواقع مختلفا تماما عنها اذ كانت الحياة صعبة جدا وكان العنف يشكل جزءا كبيرا من الحياة اليومية كما تقول السيدة كوبال ...لهذا السبب عادت لورا انغلز الى الواقع الحقيقي في روايتها (فتاة رائدة) وذكرت كل ماصادف العائلة من قسوة وعنف طوال حياتها ، ففي حياتها الواقعية ، عملت لورا في أحد المنازل للعناية بامرأة مريضة ، وذات مرة ، حاول زوج المريضة اغتصاب لورا بينما كان ثملا فما كان منها الا ان استخدمت كل مالديها من قوة جسدية لضربه وركله ..
وتؤكد السيدة كوبال ان عائلة انغلز لم تكن غنية جدا وكان لديها القليل من المال ولاتملك منزلا خاصا بها بل كانت تعيش في شقق لم يكن والد لورا يتمكن غالبا من تسديد ايجارها فكانت العائلة تضطر احيانا الى الفرار تحت جنح الظلام لتجنب دفع الايجار..!
اذن ، يختلف الواقع كثيرا عما تضمنته الحلقات التلفزيونية من مواقف اجتماعية وانسانية ورومانسية ، وقد جاء قرار انتاج المسلسل بعد الكثير من البحث ..من ناحيتها ، ارادت الجمعية التاريخية خصوصا أن تنأى بنفسها عن محتوى المسلسل التلفزيوني ، لكنها تحمست لكتاب لورا انغلز رغم انها وحسب تصريح مديرتها كوبال (لم تكن تحلم بشيء متميز ) اذ توقعت الجمعية ان تبيع كحد اقصى 30000 نسخة من الكتاب ، لكن التوقعات فاقت المعقول بسرعة وتجاوز حجم المبيعات كل التوقعات ..ففي البداية ، قامت الجمعية ببيع 15000في بضعة اسابيع فقط ، ثم عملت الشركة في خطين متوازيين فباعت مابين 15000-45000نسخة ..وبشكل اجمالي بلغت مبيعات الكتاب 75000نسخة ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد كما ترى السيدة كوبال ..
مؤخرا ، اصبح الكتاب على رأس قائمة الكتب الأفضل مبيعا في المتاجر التابعة لخط الانترنت (الامازون ) ..وتعزو نانسي كوبال الشهرة الشعبية التي احاطت برواية (فتاة رائدة ) الى السمعة الطيبة التي تركها المسلسل في نفوس المشاهدين الذين كبروا وهم يشاهدون عائلة ( البيت الصغير ) اذ كانت لورا انغلز وشقيقتها ماري جزءا لايتجزأ من شبابهم ..وتحتل رواية انغلز المرتبة الثانية في قائمة الكتب الأكثر مبيعا في صحيفة نيويورك تايمز ، أما في فرنسا فلايعرف العديدون اسم لورا انغلز الا كبطلة مسلسل تلفزيوني قديم اسمه ( البيت الصغير ) لكنها ظهرت فجأة ككاتبة ومؤلفة لسيرة ذاتية مؤلفة من ثمانية اجزاء تروي مغامرات عائلة هاربة من الارض التي استوطنت فيها في القرن التاسع عشر الى البرية الاميركية الجرداء الشاسعة والمليئة بالعنف والمفاجآت خاصة بعد ظهور حمى البحث عن الذهب..
وفجأة ، يتصدراسم الزوجة وربة البيت لورا انغلز الصفحات الأولى من الصحف بعد صدور مذكراتها في الخريف تحت عنوان (فتاة رائدة ) وكانت قد كتبت النص خلال سنوات الثلاثينات عندما كانت في سن الستين بناء على نصائح ابنتها ..ويرى النقاد ان النص كئيب وصارم جدا لأن لورا روت واقعها دون رتوش وعكست صورة العنف التي اتسم بها الغرب الاميركي في القرن التاسع عشر ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram