قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الخطوات التي اتخذها الملك سلمان بن عبد العزيز لاستبدال الأمراء الكبار بالشباب، من جيل الأحفاد، في مناصب رفيعة وعلى رأسها ولي العهد، تهدف على نحو واضح إلى معالجة عدة أمور داخلية بدءاً من الشباب المحبط حتى استرضاء المتشد
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الخطوات التي اتخذها الملك سلمان بن عبد العزيز لاستبدال الأمراء الكبار بالشباب، من جيل الأحفاد، في مناصب رفيعة وعلى رأسها ولي العهد، تهدف على نحو واضح إلى معالجة عدة أمور داخلية بدءاً من الشباب المحبط حتى استرضاء المتشددين. وتضيف الصحيفة الأميركية في تقرير، امس السبت، أن الرسالة الأكبر والأكثر أهمية من خطوات العاهل السعودية، تتعلق بأهداف إقليمية ودولية. وتوضح أن الملك دفع للمقدمة اثنين من الأعضاء المتشددين فى العائلة المالكة، فلقد عين ابن أخيه، الأمير محمد بن نايف، في منصب ولي العهد، وابنه محمد بن سلمان، كنائب لولي العهد. وتشير التعيينات إلى أن السعودية سوف تواصل نهجا حازما على صعيد السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، بهدف صد أي محاولات للهيمنة الإيرانية، وترى الصحيفة أن الملك يقول للرئيس الأمريكي باراك أوباما، من خلال تحركاته، إن الرياض لم تعد تثق بإدارته، بالنظر إلى رغبة واشنطن الجامعة في عقد اتفاق نووى مع إيران، بإختصار، فإن السعوديين مثل الإسرائيليين، لم يعدوا يضعوا آمالا في هذه الإدارة الأمريكية. وبتعيين عادل الجبير، السفير السعودي لدي واشنطن، كوزير للخارجية بدلا من الأمير سعود الفيصل، فإن الملك سلمان يعد فريقا قويا من الخبراء، الذين بإمكانهم تشكيل لوبي في الكونجرس والبنتاجون ومراكز صنع القرار الأمريكي الأخرى لإظهار دعم قوى للمملكة العربية السعودية في موقفها من الاتفاق النووي. وتضيف الصحيفة أن ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وهو وزير الداخلية الحالي يعمل منذ عام 2001 مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ويلقى بن نايف والجبير احتراما واسعا في واشنطن. وتقول وول ستريت جورنال إن على الصعيد الداخلي، فإن تحرك الملك سلمان يبدو أنه اعتراف بضرورة القيام بإجراء ما لاسترضاء الشباب المحبط، حيث الكثير منهم دون عمل أو أنهم يعانون من البطالة، فحوالي 60% من السعوديين هم تحت سن الـ20، وتقدر الداخلية السعودية عدد الشباب المنضم لتنظيم داعش بأكثر من 2000 شخص. وتخلص الصحيفة أنه بدفع قيادة ملكية شابة للمقدمة، فإن الملك سلمان يريد أن يبعث رسالة لتنظيم داعش عندما يستهدف الشباب المتدين من خلال مجادلة أن العائلة المالكة فاسدة وتهتم أكثر بالمتع الدنيوية أكثر من الجنة. وتخلص أنه سواء كان هذا مقصودا أو لا، فإن تعيين شخص ليس من العائلة المالكة في منصب رفيع، وزيرا للخارجية، سوف يشجع السعوديين المحبطين، ممن يدرسون في الداخل والخارج، أن لهم مستقبلا إذا عملوا بجد وكانوا صبورين. ومع ذلك، فإن عزل نورا الفيصل، من منصب نائبة وزير التعليم، يشير إلى أن الملك سلمان يريد استرضاء المحافظين دينيا، فعلى نقيض سلفه، فإن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز سعى لتمكين المرأة من خلال منحها أدوارا أكبر في المملكة وتقليص دور الشرطة الدينية في المملكة.