د. جواد بشارة/ باريس jawadbashara@yahoo.fr من بين عدد كبير من النقاد والصحافيين الفرنسيين والأجانب، أتيحت لي فرصة مشاهدة العرض الأول ما قبل العرض الجماهيري التجاري، المخصص للنقاد والصحافيين، لفيلم جيمس كاميرون James Cameron الأخير " آفاتار AVATAR أي الممسوخ أو المتحول".
المخرج غني عن التعريف فهو صاحب الأفلام الشهيرة في تاريخ السينما التجارية التي حققت أكبر الأرباح وهي ترميناتورTerminator أو المستأصل، الذي أخرجه سنة 1984، وهو من نوع أفلام الخيال العلمي، وكانت ميزانيته متواضعة آنذاك لم تتجاوز 6 ملايين دولار وحقق عائدات تجاوزت الـ 80 مليون دولار ما ساعد المخرج على إخراج جزء ثان للفيلم سنة 1991 بميزانية أكبر بكثير، ويتحدث عن مجيء كائن آلي بهيئة إنسان من المستقبل لكي يقتل أو يستأصل سارة كونور الخادمة في أحد البارات، لأنها ستنجب صبيا سيكون له شأن في المستقبل بعد دمار البشرية إثر ثورة الآلات ومحاولة استئصالها للبشر حيث يقود إبنها جون كونور المقاومة البشرية لهيمنة الرجال الآليين على الأرض. وفي سنة 1989 أخرج جيمس كامرون فيلمه الجميل من نوع الخيال العلمي أيضاً بعنوان آبيس ABYSS أو حضارة أعماق المحيط، الذي كرس المخرج باعتباره العبقرية الجديدة لهوليود استخدم فيه تقنية الكاميرا الثورية القادرة على التصوير تحت الماء. ويتحدث الفيلم عن مغامرة بحارة للوصول إلى أعمق نقطة ممكنة في عمق المحيط يمكن أن تتحمل الضغط ويكتشفون وجود حضارة عاقلة وذكية لكائنات شفافة تعيش تحت الماء تساعدهم على إخراج غواصتهم الغارقة في أعماق لا يتخيلها عقل بشر. وفي سنة 1998 أخرج جيمس كاميرون أغلى فيلم في تاريخ السينما آنذاك وهو الفيلم الرومانتيكي الشهير تيتانيك Titanic والذي بلغت ميزانيته 200 مليون دولار وحقق أرباحاً تجاوزت الـ 1.8 مليار دولار، ويتحدث عن غرق الباخرة السياحية الضخمة تيتانيك وغرق المئات من ركابها بينهم شابين يروي الفيلم قصة حبهما. وبعد إثني عشر عاماً من الانتظار يعود جيمس كاميرون للشاشة بفيلم سيحدث بلا شك انعطافة كبيرة في تاريخ السينما على كل الصعد خاصة على صعيد التكنولوجيا والخدع السينمائية وتقنيات سينما الأبعاد الثلاثة والتقنيات الرقمية والصور التركيبية الصناعية المعمولة بواسطة الكومبيوترات أو الحواسيب ذات التقنيات الفائقة، ألا وهو فيلم آفاتارAVATAR أي الممسوخ أو المتحول، وهو من نوع أفلام الخيال العلمي أيضاً، وتدور أحداثه سنة 2154 على سطح كوكب باندورا Pandora الغني بالمعادن النادرة التي يحتاجها البشر سكان الأرض بعد أن نفدت الطاقة في كوكبهم وباتوا بحاجة لمصادر طاقة بديلة للبقاء على قيد الحياة وإنقاذ الحياة على كوكب الأرض فعمدوا إلى أسلوب القرصنة والاستعمار الفضائي لكواكب أخرى من بينها كوكب باندورا المأهول بالسكان المسمين قبائل الـ نا في Na’vi، الذين أعلنوا المقاومة ضد الغازي البشري لكوكبهم ما يرغم البشر على استخدام حيلة التسلل إلى أوساط النا في Na’vi بواسطة أحد البحارة السابقين الذي يتغلغل في أوساط سكان كوكب باندورا بفضل نسخته اللابشرية Clone extraterrestre التي يقودها ويوجهها عن بعد، إلا أن هذا الأخير يفتتن بإحدى نساء النا في Na’vi الثائرات ويقع تحت سحرها، ما يجعله يتفهم ويتعاطف مع قضية الثوار المقاومين للغزو البشري في عالم آخاذ ومذهل. مما لاجدال فيه أن هذا الفيلم سيدمغ تاريخ السينما ببصماته كما فعلت قبله ثلاثية فيلم المصفوفة ماتريكس Matrix وهي تحفة سينمائية لا مثيل لها قبل خروج آفاتر AVATAR، استغرق إنتاج الفيلم أربع سنوات كانت ضرورية لاستكمال وتوفير الوسائل الفنية والتقنية التي احتاجها إخراج هذا الفيلم الخارق الذي يتحدى به المخرج الكندي مرة أخرى عالم السينما حيث تجاوزت ميزانيته 300 مليون دولار ليقدم من خلاله لوحة فنية نادرة الجمال والاتقان والرونق عن مواجهة مصيرية بين البشر وقبائل النا في Na’vi من سكان باندورا وفي وسط هذه المواجهة العنيفة تنمو قصة حب غير متوقعة، والصراع على معدن نادر لا يوجد إلا على سطح هذا الكوكب المنكوب. لجأ المخرج جيمس كاميرون في هذا الفيلم، كعادته في كل فيلم، إلى تقنية سينمائية ثورية جديدة تسمى performance captur، وهي تقنية تصوير تسجل بدقة لا متناهية التعابير الظاهرية للممثلين ثم إعادة بنائها بواسطة تقنية الأبعاد الثلاثة دون الحاجة للجوء إلى التقنية القديمة عبر المكياج والمتمثلة بعمليات الترميم بالتعويض بأعضاء أو بأجزاء صناعية مصنوعة من مادة اللاتكس النباتية المستخرجة من عصارة بعض النباتات على شكل حلباب لوضعها على وجوه الممثلين لتحويلهم إلى كائنات لا أرضية، وبفضل التقنية الحديثة باتت التعبيرات في الوجوه أكثر دقة ومصداقية وتأثيراً والأكثر اتقاناً في مجال المؤثرات البصرية الخاصة. كما استخدم المخرج تقنيات عالية ومتقدمة جداً وذلك باستخدام كاميرات رقمية خاصة صنعت خصيصاً لهذا الفيلم من نوع fusion 3D الثلاثية الأبعاد ومع ذلك فهي خفيفة وقابلة للاستخدام والحركة والتنقل بخفة حيث صور المخرج بها مشاهد ثلاثية الأبعاد مباشرة وبنفس الحرية التي يتمتع بها المخرج في الأ
فيلم انمساخ أو تحول..عودة جديدة لافلام الخيال العلمي
نشر في: 25 ديسمبر, 2009: 07:18 م