عرّف الناقد الدكتور علي حسين يوسف وهو يقدم امسية للدكتور أحمد حسون في نادي الكتاب العنف بأنه لغة من عنف يعنف وهو ضد الرفق لكنه في الواقع السياسي والإعلامي له العديد من التعريفات.. وأضاف في مقدمته عن الامسية التي حملت عنوان (ثقافة العنف في المجتمع الع
عرّف الناقد الدكتور علي حسين يوسف وهو يقدم امسية للدكتور أحمد حسون في نادي الكتاب العنف بأنه لغة من عنف يعنف وهو ضد الرفق لكنه في الواقع السياسي والإعلامي له العديد من التعريفات.. وأضاف في مقدمته عن الامسية التي حملت عنوان (ثقافة العنف في المجتمع العراقي.. افكار وتأملات) أن العنف في الاصطلاح تعددت تعريفاته كثيرا، فقد عرفه جميل صليبا في معجمه الفلسفي بأنه: فعل مضاد للرفق، ومرادف للشدة والقسوة، وهو ايضا خطاب أو فعل مؤذ أو مدمر يقوم به فرد أو جماعة ضد أخرى وهو ثالثا: اللجوء غير المشروع إلى القوة، سواء للدفاع عن حقوق الفرد او حقوق الجماعة، وقد كان العنف ميدانا مشتركا بين علم النفس وعلم الاجتماع والسياسة. المحاضر الدكتور احمد حسون قال ان الانسان ليس حجرا لكي يكون ثابتا لا يتغير بل هو يتغير ويتجاوز ذاته ويتطور وحتى العنف لديه يتطور.. وأضاف ان العنف ليس اقتصاديا أو دينيا او حتى اجتماعيا بل هو مجموعة مشاكل مترابطة.. موضحا ان المشكلة تحل ولكن الاشكاليات لا تحل لأنها مجموعة مشاكل مترابطة ومتراصة لذلك ليس لها حل بل هناك زحزحة عن مكانها.. ويبين ان العنف له سبب عقائدي أو سبب مقدس في المفهوم الديني لذلك يتجلى العنف حين تنتهك المقدسات لكن هذا لا يعني انه السبب الرئيس للعنف.. ويبين ان فرنسا أول دولة تتبنى العلمانية وتفصل بين الدين والسياسة ومع ذلك يتفجر فيها العنف بين الحين والآخر والسبب اقتصادي.. وأهم مدرسة تبنت العنف استنادا الى البنية الاقتصادية هي الشيوعية وليس العنف بمعناه المتعارف عليه في الوقت الحاضر.. ويمضي بقوله ان هناك من قال ان العنف هو صراع طبقات ولكن ايضا انه موجود في المجتمعات الغنية وكذلك عوائل الاغنياء.. ويلخص العنف على انه كل هذه الاسباب وهذا ما يعني ان تعريفه يصطدم بأفق مسدود.. ويشير الى انه ليس كل عنف هو سلبي فهناك عنف ايجابي ايضا حين يمكن ان يخلص المجتمع او الفرد من اضطراب او فوضى.. ويتساءل حسون: من المسؤول عن ازاحة العنف؟ ويجيب انه المثقف المهموم بقضايا شعبه لان المثقف انسان.. الامسية شهدت العديد من المداخلات بدأها الباحث حسن عبيد عيسى قال ان المحا ضر قال في تعريفه للعنف انه ممارسة يمارسها الفرد ضد الاخرين وان العنف قد يكون ذاتيا بأن يمارس الشخص العنف مع نفسه.. السنا نقول (جلد الذات) وهناك عنف ذاتي اكثر وضوحا.. وارى ان المثقف ليس بعيدا عن العنف.. بل قد تكون الثقافة صانعة للعنف.. الباحث سليم جوهر قال ان العنف مشكلة متعددة اﻻبعاد يتداخل فيها النفسي والبيولوجي والاجتماعي والثقافي فيمكن تناول الموضوع من أحد هذه الجوانب او كلها.. وعبر عن صدمته من قول المحاضر بانسداد اﻻفق لديه بوجود حل لمشكلة العنف الجاري والمستشري في العراق.. موضحا ان المدارس الفلسفية تناولت هذا الموضوع في مبحث التواصل بين اﻻجماع والتنازع حيث ﻻيمكن لنا ان نغض الطرف عن ما ندعوه أزمة أسس بغية تحصيل إجماع في حين نفتقر في الواقع لمثل هذا اﻻجماع ولكن قد ﻻيمكن ان يفهم الواقع على حقيقته ومع ذلك يمكن أن نضع العديد من التأويلات لهذا الواقع. اما الناقد حيدر جمعة العابدي فقال ان ثقافة العنف هي نتاج انغلاق فكري وثقافي تاريخي متجذر تحول إلى عقبة معرفية ترفض كل اشكال الاصلاح والتجديد والنقد لذلك نجد أن أسباب العنف الدائر في مجتمعاتنا اليوم هي في الكثير منها عنف عقائدي عرقي تغذيه ثقافة التطرف والانغلاق الثقافي والسياسي وبالتالي تحول العنف إلى ظاهرة وإشكالية متجذرة في حياتنا اليومية. الأديب علي لفتة سعيد دعا الى التفريق بين العنف والإرهاب وان ما يتم مناقشته هنا هو الارهاب لان العنف ليس شرطا ان يكون سلوكا عدوانيا او سلبيا فهناك عنف ايجابي يتصل بالأعصاب والمنظومة القانونية. وأضاف ان المشكلة حتى في العنف هو العقل واستغلال هذا العقل الجامد الذي يشكو من فراغ من قبل جماعات لديها فكرة متعصبة او قاتلة او ايديولوجية دينية او حزبية مقيتة فتستغل ثغرة الفراغ في العقل ليتحول الفرد المنتمي الى أداة قاتلة لهذه الفكرة وهو ما يعني التحول من العنف الى الارهاب.. ويبين ان هناك عنفا عشائريا وعنفا دينيا طائفيا وعنف سلطة ولكن قبلها هناك عنف عائلي لا ينمي العقل ولا يملأ الفراغات التي يطرحها المستقبل. الكاتب فرقد عز الدين قال من جهته.. ان هناك عنفا اخر يسببه الجانب العلمي كما الجانب الفلسفي وكذلك العنف الفسلجي.. ويضيف ان هناك مغذيات للعنف منها الاجتماعي وقراءة التاريخ والعنف والعنف المضاد.. وتساءل عز الدين.. هل هناك عنف مشروع؟ ومتى يكون العنف مشروعا؟