اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > امتحاناتهم على الأبواب..الطلاب بين القلـق النفسي وضغوطات الأهـل بالتفوق

امتحاناتهم على الأبواب..الطلاب بين القلـق النفسي وضغوطات الأهـل بالتفوق

نشر في: 7 مايو, 2015: 12:01 ص

قلق الامتحانات حالة نفسية انفعالية يمر بها الجميع .. تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه على أقل تقدير والخوف من ردود فعل الأهل وتعنيفهم أو لضعف الثقة بالنفس او لرغبة الطالب او الممتحن في التفوق عل

قلق الامتحانات حالة نفسية انفعالية يمر بها الجميع .. تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه على أقل تقدير والخوف من ردود فعل الأهل وتعنيفهم أو لضعف الثقة بالنفس او لرغبة الطالب او الممتحن في التفوق على الآخرين. هناك حـد أدنى من القلق.. وهو أمر طبيعي لا داعٍ للخوف منه مطلقاً ، بل ينبغي استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيـــل والإنجاز وبذل الجهد والنشاط  لإثبات التفوق والنجاح. وقد يكون القلق والتوتر بمستوى أعلى من الطبيعي الأمر الذي قد يُسبب تشويشاً بالأفكار وضياع المعلومة الصحيحة، وبالتالي ينعكس الأمر على النتيجة النهائية للامتحان.

القلق الامتحاني
الدكتورالاختصاصي عبدالرزاق علي يُعرِّف القلق الامتحاني بأنه حالة نفسية انفعالية قد تمرّ بها وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك للفشل في الامتحان او سوء الأداء فيها او الخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل او تضعف ثقتك بنفسك أو لرغبتك في التفوق على الآخرين أو ربما لمعوقات صحية .
عبدالرزاق اوضح: أن هذا القلق هو أمر طبيعي لا داعٍ للخوف منه مطلقا، بل ينبغي استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيل والإنجاز وبذل الجهود لإثبات المقدرة والتفوق.

ضغط المدرسين
المتحدثة باسم وزارة التربية سلامة الحسن أوضحت أن القلق حالة مشروعة اذا كانت بالمستوى الطبيعي ويأتي هذا بسبب النتيجة النهائية للطالب والتي تكون ثمار السنة الدراسية وحرص العائلة على الحصول على ثمار جهد عام كامل، لكن نلاحظ ان هناك مخاوف وقلقاً يراودان العديد من العوائل بشكل غير طبيعي مما يوثر على مستوى التركيز على الطالب أثناء الدراسية وهنا لابد من الإشارة الى إفهام الطالب أن الامتحان النهائي هو أمر اعتيادى مثل الامتحانات التى أُجريت اثناء السنة الدراسية لكن المطلوب هو التركيز والتحضير الجيد قبل الامتحان لغرض الحصول على درجة النجاح .
سلامة أشارت إلى أن الوزارة وعبر جهاز الإشراف وجهت ادارات المدارس الى أهمية إفهام الطلبة على مشاكل القلق وسُبل التخلص منها بالطريفة الاعتيادية وعدم اعتبار الامتحان (ساحة قتال) حسب وصفها. مضيفة: إن ضغط المدرس على الطلبة يكون عامل قلق آخر بسبب مقياس درجات النجاح لمدرس المادة والحصول على أعلى مستوى من درجات النجاح لكل طالب .
مصاريف يومية
المواطن محمد فرج الشمري قال: من الطبيعي أن يكون هناك قلق خلال هذه الفترة كون العام الدراسي ليس بالسهل على رب العائلة والمصاريف اليومية التى يتطلب توفيرها لكل واحد ابتداءً من خط السيارة والانتهاء من توفير المستلزمات الدراسية وما ترافقها من حاجات وهي عديدة وكثيرة، مبيناً: إن ربَّ العائلة يتحمل اعباءً اضافية في سبيل توفير تلك الحاجيات، وهذا يجب أن تثمر السنة الدراسية إلى نتيجة يفتخر بها امام الجميع مع حصول أبنائه على أعلى الدراجات ونلاحظ معاناة الجميع من مسلسل العام الدراسي الحالي بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد.
ضغط العائلة
المشرفة التربوية فائزة عبدالغني تشير إلى أن اهم الاسباب التي تؤدي الى حالة القلق لدى الطالب والعائلة تحديداً أثناء خوض الامتحانات اعتقاده بأنه قد نسي ما قد درسه وتعلمه خلال العام الدراسي ونوعية الأسئلة وصعوبتها وعدم الاستعداد والتهيؤ الكافي للامتحان، كما يكون عامل الثقة بالنفس هو أحد الأسباب المهمة لظهور حالة القلق ، موضحة: أن ما يقوم به بعض الأهالي من سلوكيات يظنون أنها نافعة وناجحة ولكنها تؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية على الطالب كما تتصرف بعض الأُسر في اسلوب المراقبة المشددة والحرص الزائد على الطالب ربما يفرض عليه الإقامة الجبرية في المنزل، مؤكدة ان الضغط المتكرر الذي يصل الى حد الضرب من قبل رب العائلة واتباع اساليب غير مشجعة لتوفير الراحة التامة وتهيئة الأجواء المناسبة فى البيت مثل حرمانة من مشاهدة التلفاز من الآن أو عدم السماح لة بالخروج لبعض الوقت من البيت وغيرها من الأمور التي تمارس على الطالب وهذا ما نشاهده في العديد من العوائل !
برنامج يومي
الباحثة الاجتماعية فائرة تشير الى وقوع بعض الأُسر في مثل هذه المواسم باخطاء موسمية ونكررها كل عام وهي تبدأ عادة بزيادة حجم قائمة الممنوعات قد يعطي نتائج عكسية، فمتابعة الطفل او المراهق لبرنامج معين ولتوقيت معين وحرمانه منه قسراً يأتي بالضد من هدف هذا الحرمان، إذ ان الاهتمام او الإهمال مسألة تتعلق باحساس الأم او الأب بمدى المسؤولية نحو الابن . وتضيف الباحثة الاجتماعية: هنا لا أدعو الى التزمت لكني أدعو الى الجدية المبكرة فالمسافة بين الاثنين متروكة لاتساع افق الآباء والأمهات أنفسهم. فالاسرة التي تضع القواعد الاساسية للنظام والسلوك في المنزل من البداية لا تجد مشكلة في منع الطفل في مرحلة الامتحانات من كثرة المشاهدة، فالطفل يتشكل بمدى سيطرة أسرته على نفسها في احترام كل من الأبوين لهذه القيم.
وأشارت الى وجود بعض الأساليب النفسية والتربوية التي تساعد الطالب في تجاوز مرحلة الامتحانات والمعنية بذاكرته ، إذ يقول ان افضل طريقة للحفظ هي وضع برنامج يومي يُحدد فيه أوقات الدراسة او الاسترخاء مع التاكيد على وجود برنامج غذائي متواصل بغية التخلص من حالة التوتر والقلق.
أخطـاء شائعة
الدكتور معنز عبدالمجيد اختصاصي طب ومجتمع أوضح أن هناك اخطاءً شائعة تمارس بشكل غير طبيعي أثناء فترة الامتحانات وهي استخدام المنبهات المختلفة كالشاي والقهوة وبعض المنشطات وهذه تترك آثاراً سلبية على الطالب بالاضطراب أثناء التحضير للامتحانات وحالة القلق وعدم الاستقرار النفسي والعقلي والسهر حتى الصباح . معتز أشار الى أن النوم يعطي نشاطاً للمخ للمذاكرة، لذا يجب أن يكون هناك دور للعائلة في تجنيب الطالب الوقوع في القلق والخوف، وذلك من خلال تهيئة الجو المناسب للمذاكرة والتشجيع الدائم والمستمر وتقديم المساعدة والنصيحة والابتعاد عن المقارنة بين التحصيل العام للأخوة، داعياً عدم مطالبة الطالب بما يفوق قدراته أو تأنيبه على تحصيله الدراسي بشكل مستمر والتركيز على أهمية النوم وخاصة في الليالي السابقة للامتحان لأن السهر يبدد المعلومات، ويؤدي إلى تشتت الذهن، كما دعا الطلاب لتجنب السهر ومحاولة أخذ القدر اللازم من النوم في الليل، وشدد على ضرورة الابتعاد عن المنبهات لضررها الآني والمستقبلي.
ظروف غير مستقرة
الأهل لم يستطيعوا إخفاء مشاعرهم ومشاعر أولادهم وسلوكهم اليومي داخل البيت إذ تقول سعاد يحيى موظفة: أعراض القلق والخوف تبدأ من يوم تحديد موعد الامتحانات وما تعانيه ابنتها نبـأ الطالبة في الاعدادية والناجمة عن رهبة الامتحان والنتيجة النهائية، مضيفة: ان هذا القلق والخوف يظهران جلياً بسلوكها وتعاملها معنا في البيت، فتصبح صعبة المزاج تلجأ للعصبية والصراخ في بعض الأحيان، معللةً هذا السلوك السلبي بأنه نتيجة الإرهاق برغم ثقتها بأنها أعطت كل الجهد المطلوب لدراستها من خلال متابعتها لواجباتها اليومية بشكل منتظم.
اما آوس الجبوري والد لطالبين في المرحلة المتوسطة يقول: إن خوف الطلاب من الامتحانات ونتائجها نابع من أسباب عــدة، أولها حرص الطالب للحصول على الدرجات العالية وارضاء أبويه وخوفه في ذات الوقت من صعوبة الأسئلة او ظروف الامتحان التي لا يعرف احد كيف ستكون في الايام المقبلة وسط هذه الظروف غير المستقرة التي يعيش فيه البلد؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram