TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يحدث في السعودية.. لماذا لا يحصل عندنا؟

يحدث في السعودية.. لماذا لا يحصل عندنا؟

نشر في: 6 مايو, 2015: 09:01 م

في السعودية التي لا تُعجب بعضنا ممّن لا يعجبهم الا أنفسهم، أقدم ملكها الجديد مرة ثانية على ما يثير الإعجاب حتى عند الأعداء والمبغضين الأسوياء، فالملك سلمان بن عبد العزيز أصدر منذ يومين مرسوماً بإعفاء رئيس المراسم الملكية محمد بن عبد الرحمن الطبيشي من منصبه لأنه اعتدى على مصور صحفي.
الطبيشي موظف مخضرم في البلاط الملكي السعودي، عاصر العديد من الملوك، ولم يُعرف عنه تصرف خشن مع الإعلاميين وغيرهم كالذي استدعى إقالته في الحال وعلى الفور. الحادث وقع أثناء مراسم استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس في مطار الملك خالد الدولي في الرياض حيث أقدم رئيس المراسم المعزول على صفع أو دفع مصور صحفي.
وهذه هي المرة الثانية التي يتصرف فيها على النحو الملك السعودي الذي لم يمض على توليه العرش غير أربعة أشهر، ففي وقت سابق أعفى الملك سلمان وزير الصحة أحمد الخطيب من منصبه بعد مشادة كلامية نشبت بين مواطن والوزير على خلفية طلب المواطن نقل والده الى أحد المستشفيات بالرياض وإصراره على ذلك.
أهتمُّ بما فعله الملك السعودي لأعيدَ الى مركز الاهتمام التصرفات الخرقاء التي كثيراً ما يقدم عليها مسؤولون كبار في الدولة وحماياتهم من دون أن يعتذر هؤلاء المسؤولون عن أفعالهم وتصرفات حاشياتهم، ناهيك عن الاستقالة او الإقالة من المنصب تحملاً للمسؤولية الأخلاقية في الأقل.
في شهر شباط الماضي وقع لدينا حادث أكبر من حادث مطار الرياض، اعتدى أفراد حماية مستشار الأمن الوطني بالضرب على مجموعة من المراسلين والمصورين الصحفيين كانوا مكلفين بتغطية ندوة حوارية في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية ببغداد، ما أدى الى إصابة مراسلي قناتين تلفزيونيتين نقلا الى المستشفى للعلاج، وحى الساعة لم نسمع بأن الوزير قد اعتذر عن فعلة أفراد حمايته، أو انه قد اتخذ إجراء في حقهم يردعهم وغيرهم في المستقبل.
وفي كانون الثاني الماضي اعتدى افراد حماية وزير حقوق الانسان لدينا على رجال مرور كانوا يؤدون واجبهم في أحد الشوارع في حي المنصور ببغداد، ويطبّقون القانون الذي أراد أفراد الحماية خرقه، وإذ رفض رجال المرور خرق القانون انهال عليهم أفراد الحماية بالسباب والضرب. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن لم نسمع ان وزير حقوق الانسان قد اعتذر عن السلوك غير الحميد لأفراد حمايته أو انه قد أمر بطردهم من الخدمة، وهو أقل ما يستحقون عن فعلتهم. أكثر من هذا ان الوزير عندما اشتكى رجال المرور عنده اتهمهم بانهم يتعمدون تأخير مرور موكبه لانهم "بعثيون وصداميون"!
أمثلة الحوادث من هذا النوع كثيرة، تقع يومياً تقريباً في شوارعنا وساحاتنا ومطاراتنا ومستشفياتنا وسواها ممّا يرتاده الناس والمسؤولين وحاشياتهم... ولا أحد يهتمّ بأن يضع حدّاً لها، حفظاً لكرامة الناس وحرصاً على هيبة الدولة وقوانينها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. hameed

    الفرق الذي بيننا وبين الشقيقة السعودية هي( الديمقراطية)

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram