اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في طهران .. وفي بغداد!

في طهران .. وفي بغداد!

نشر في: 9 مايو, 2015: 09:01 م

صحا سكان العاصمة الإيرانية طهران ذات صباح منذ أيام، ليروا العجب في شوارع مدينتهم الكبيرة: الملصقات الضخمة حاملة شعار "الموت لأميركا" تختفي دفعة واحدة! .. لا يتعيّن الاستغراب تماماً، فهذه هي السياسة .. لا عداوات أبدية ولا صداقات دائمة.
إيران والولايات المتحدة وسائر الدول الغربية العظمى قطعت أشواطاً متقدمة على طريق المصالحة بعد عداوة امتدت لأكثر من ثلث قرن.. سحب الشعارات الداعية بالموت على أميركا من شوارع طهران مؤشر على ان الطبخة قد نضجت تماماً ولم يتبقَ سوى سكب الطبيخ في الصحن، وهذا ما تتحضر له الآن بلدية طهران التي اختارت أن تعوض سكان العاصمة عما مرّ بطريقة حضارية.
بلدية العاصمة الإيرانية نشرت في مكان ملصقات الموت لأميركا لوحات فتية بهيجة الألوان، بينها صور منسوخة عن اللوحات الشهير لأساطين الفن التشكيلي المحليين والعالميين مثل بيكاسو وماتيس، فضلا ًعن صور لمناظر طبيعية ولنماذج من الخط والسجاد الايرانيين.
هذا ما أخبرتنا به صحيفة "ذا غارديان" البريطانية التي أفادت بان حوالي 700 عمل فني نُشرت على اللوحات الكبيرة التي كانت تحمل شعارات الموت لأميركا أو أقوالاً للزعماء الإيرانيين أو صوراً للقتلى البارزين في حرب الثماني سنوات.
طهران واحدة من العواصم الجميلة، برغم نسبة التلوث العالية فيها، ولا شك في انها ازدادت جمالاً الآن بالمشروع الجديد الذي نفّذته بلديتها في إطار برنامج عنوانه "غاليري بحجم مدينة"
قالت الصحيفة البريطانية انه أُستقبِل بترحاب من الإيرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أكتب هنا عما يحدث في عاصمة جارتنا الشرقية لكي أقول لأمانة بغداد ومحافظة بغداد "إيّاكِ أعني فاسمعي ياجارة".
بغداد تصرّ على أن تبقى عاصمة مهملة، موبوءة بالقذارة والبشاعة، فأحد في أمانة بغداد ومحافظة بغداد لا تستفزّه، في ما يبدو، مناظر النفايات المتكدّسة على مدار الأيام والأسابيع والأشهر، والشوارع والساحات والأرصفة المتصدعة، والروائح الكريهة التي تهبّ من كل حدب وصوب.
أكثر من هذا ان وجه بغداد مشوّه بغاليري بحجم عشر مدن أو أكثر من الملصقات الانتخابية حائلة الالوان في الغالب التي تتحدّى على نحو صارخ المفوضية العليا للانتخابات وقوانينها وأنظمتها وتصريحات مسؤوليها، ومن صور متزاحمة للشخصيات السياسية والدينية وسواها، عدا عن الشعارات واللّافتات التي ما أنزل الله بها من سلطان شكلاً ومضموناً.
توسّمنا الخير بإسناد أمانة بغداد الى سيدة أنيقة لتخفف في الأقل من هذه البشاعة التي حكمت بها الطبقة السياسية المتنفذة وفسادها على عاصمتنا (وسائر مدن البلاد في الواقع)، فإذا بنا نُصدم بان الأمر سيّان: أمين زرق ورق أو أمينة أنيقة!! .. بلدية ليس في وسعها انجاز أبسط وظائفها، النظافة، لا خيرَ يُرتجى منها في أي من المهام الأخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاطع جواد

    المشكلة ليست في الشخص الذي يتولى مسؤولية أمين عاصمة بغداد الحبيبة بل في مجموعة القيم و النظم التي تحكم عراق بعد ٢٠٠٣ ، مهما كان المسؤول نظيف اليد و لديه من الإمكانيات الفنية و النشاط الشخصي فهو لا يستطيع ان يدير عامله كاملا بدون طاقم فني منسجم و دعم حكوم

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram