اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مسلسل التهجير الذي لاينتهي..بعد أن شتّتهم الإرهاب، الفساد والفشل يزيدان معاناة المهجرين

مسلسل التهجير الذي لاينتهي..بعد أن شتّتهم الإرهاب، الفساد والفشل يزيدان معاناة المهجرين

نشر في: 15 مايو, 2015: 09:01 م

هذا حظنا، الحمدُ لله على وعده وقسمته، بملامح وسحنة بانت عليها قسوة الظرف، تجلس ام محمود في ظل احدى القطع الكونكريتية منتظرة زميل حفيدها "الكفيل" كي يسهل دخولهم إلى بغداد. مع دقائق ساعات الانتظار كانت أم محمود تعود بذاكرتها إلى بيتها الذي لم تبارحه من

هذا حظنا، الحمدُ لله على وعده وقسمته، بملامح وسحنة بانت عليها قسوة الظرف، تجلس ام محمود في ظل احدى القطع الكونكريتية منتظرة زميل حفيدها "الكفيل" كي يسهل دخولهم إلى بغداد. مع دقائق ساعات الانتظار كانت أم محمود تعود بذاكرتها إلى بيتها الذي لم تبارحه منذ أربعين عاماً، والى الحديقة الواسعة، التي كانت تتقدمه، إلى لمة أولادها وبناتها الذين تشتتوا في كل الاتجاهات ، منهم من ذهب صوب كردستان ومنهم صوب بابل ومنهم صوب كربلاء. فهي تقول "من حسن الحظ إن أحد أولادي متزوج من امراة كربلائية، وآخر من كردية. والثالث من الحلة." أم محمود وهي تنهض لصعود السيارة بعد وصول الكفيل وإتمام كل الاجراءات المطلوبة، التفتت صوب مدينتها وهي تمسح دمعة محبوسة خلف قضيان الكبرياء. رفعت رأسها الى السماء وهي تمسك "بفوطتها" بكلتا يديها وقالت "يامن رَدْ يوسف لَعِدْ يعقوب رجعنا ولم شملنا وشمل كل أمة محمد." 
 
 
100 الف "دجاجة" ؟!
وافق مجلس الوزراء على استيراد منظمة الاغذية والزراعة الدولية، 100 الف دجاجة بياضة من ايران، من اجل توزيعها على النازحين. وذكر بيان للأمانة ان مجلس الوزراء وافق على قيام منظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو) باستيراد 100 الف دجاجة بياضة بعمر 16اسبوعا من ايران، وادخالها الى العراق اصولياً من اجل توزيعها على شكل منحة مهداة من المنظمة المذكورة الى العوائل النازحة.
أثارت هذا الموافقة الكثير من ردود الفعل في اوساط النازحين بشكل خاص والاوساط العامة العراقية. الكاتبة والصحفية سلوى زكو علقت على الخبر: "ظننتها في البداية نكتة تسقيط سمجة اطلقها احدهم على الفيسبوك، لكن موقع رئاسة الوزراء ينشر قرار المجلس بالموافقة على (صفقة) الفاو لاستيراد دجاج ايراني يوزع على النازحين." مضيفة: "استطيع ان افهم ان ليس من مهمات الامم المتحدة صيانة كرامة العراقيين لكن صعب ان اتفهم موقف مجلس الوزراء الذي يضم كل الكتل السياسية التي تتسابق فيما بينها لكسب رضا الشارع." موجهة سؤالها إلى من اتخذ القرار: "كيف قبلتم يا سادة بمثل هذه الاهانة لمواطنيكم النازحين؟ اما فكر احدكم انه قد يأتي عليه يوم يرمى فيه وعائلته في خيمة ويأتي من يتصدق عليه بدجاجة؟"
واستطردت زكو:عندما لا تعرف الحكومات كيف تصون كرامة شعبها عليها الا تتوقع من اطراف اخرى ان تحترمها وتحترم سلطتها.
اما الاستاذ هشام الهيتي (مهجر من هيت) فقال: ما نعانيه نحن النازحين أو المهجرين يرقى الى ابعد من الدجاج البياض، احساسنا باﻻهانة واﻻغتراب داخل وطننا يمزق بعض وطنيتنا .. نظرة ابناء شعبنا نحونا بدا يطرزها نوع من الحقد وبعض استصغار وقليل من اﻻهانة وكاننا نحن السبب في الذي حصل .. نتحمل اخطاء السياسات منذ سقوط نظام البعث والى اليوم ومن دون سبب منطقي .
الهجرة تدعو؟!
وزارة الهجرة ، كعادتها مع كل ازمة نزوح او تهجير ، تدعو وتطالب وتتمنى وكأنها تعيش في بلد مستقر جدا، فالذي يبدو إن الوزرة تعمل بطريقة ارتجالية مع الاحداث وما ينتج عنها. اذ دعا وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف، الحكومة ومجلس النواب والمجتمع الدولي الى توفير الأموال اللازمة لمواجهة أزمة النزوح في البلاد. وقال الجاف حسب بيان للوزارة تلقت "المدى" نسخة منه ان موجة النزوح التي طرأت مؤخرا تحتاج إلى تظافر جهود الحكومة والبرلمان والمنظمات الدولية العاملة في العراق من اجل استيعابها ووضع الحلول الناجعة لها، مبينا وجود تلكؤ في تنفيذ بعض المشاريع التي تخص النازحين. مؤكدا : ضعف التخصيصات المالية المرصودة لوزارة الهجرة والمهجرين للعام الحالي، وان الاموال لا تؤمن متطلبات واحتياجات الوزارة لمساعدة الأسر النازحة بصورة أفضل وتعهد باستكمال مشاريع مخيمات الكرفانات السكنية في المحافظات بأقرب وقت حال توفر الأموال اللازمة.
12 مليار دينار
تظاهر العشرات من النازحين في محافظة كربلاء، لمطالبة الحكومة بإيجاد حل لمشكلة سكنهم، فيما أكدوا أن أصحاب الفنادق الساكنين فيها طالبوهم بإخلائها لانتهاء عقد إسكانهم وأمهلوهم يوما واحدا للمغادرة.وشكا النازحون المقيمون في الفنادق، ان لجنة النازحين دفعت 12 مليار دينار للفنادق لسكن النازحين فيها لمدة 6 أشهر، والمبلغ يكفي لانشاء مجمع أو مخيم كامل للنازحين، منوّهين الى شبهات فساد في الصفقة.
وطالب نازحون شبك رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بالإشراف على ملفهم وايجاد حل لمشكلتهم، في حين اتهم مجلس كربلاء وزارة الهجرة والمهجرين بخلق "مشكلة" للمحافظة والتسبب بتأخر انجاز مجمع إسكان النازحين، وحمّلت دائرةُ الهجرة لجنة النازحين مسؤولية تقييد عملها. 
نجم الدين محمد ، مواطن يسكن في احد الفنادق، ذكرفي حديث إلى (المدى برس)، إن وزارة الهجرة والمهجرين أسكنت مجموعة من النازحين الشبك في فنادق، بعد أن كانوا يقيمون في الحسينيات، مشيراً إلى أن النازحين مطالبون بمغادرة الفنادق لأن العقد مع الوزارة قد انتهى، ولم تعد الحكومة قادرة على دفع بدل ايجارها، من دون تهيئة مكان بديل لهم، في إجراء ينذر بتشريدهم في الشوارع.
من جانبه قال المواطن حقي إسماعيل ، والذي يسكن فندقا ايضا ، في حديث إلى (المدى برس)، إن النازحين في كربلاء يعانون المذلة والإهمال برغم صعوبة وضعهم وعدم وجود مورد مالي لهم، مطالباً المرجعية الدينية العليا ورئيس مجلس الوزراء، بضرورة الإشراف شخصياً على ملف النازحين وايجاد حل لمشكلة سكنهم في كربلاء.
450 كرفاناً فقط ؟!
رئيسة لجنة الهجرة في مجلس محافظة كربلاء، ليلى زيد الدين، قالت إن حكومة كربلاء بذلت قصارى جهدها لخدمة النازحين حيث استقبلت نحو ألف و700 عائلة منهم خلال الأشهر الماضية، مبينة أن اللجنة العليا المشرفة على ملف النازحين، ووزارة الهجرة والمهجرين، أنهتا العقد مع الفنادق التي أسكن فيها النازحون إلى كربلاء منذ أشهر، ما خلق أزمة ومشكلة حقيقية للمحافظة لاسيما أنهم أبلغوا بالمغادرة خلال 48 ساعة.
وأضافت زيد الدين، أن حكومة كربلاء ستلجأ لإقامة مخيم مؤقت كحل سريع لإسكان النازحين الذين سيغادرون الفنادق لحين انجاز المشروع الخاص بهم على مبعدة (9 كم جنوبي مركز المدينة) ، عازية التأخر في انجاز مشروع إسكان النازحين بالمحافظة إلى "تأخر المصادقة على كشوفاته وتخصيصاته المالية من قبل اللجنة العليا المشرفة على ملف النازحين. موضحة: أن 450 كرفاناً وصلت كربلاء لغاية الآن من مجموع الـ1250 المخصصة لمشروع إسكان النازحين"، عادة أن ذلك "يشكل مشكلة أخرى ستؤخر انجاز المشروع."
رائحة فساد
بالمقابل ، قال مدير دائرة الهجرة في كربلاء، قيس الغانمي، في حديث إلى (المدى برس)، إن اللجنة المركزية العليا المشرفة على ملف النازحين هي من استأجرت 23 فندقاً في كربلاء واسكنت فيها أكثر من ألف نازح، مبيناً أن اللجنة هي من أنهت العقود مع تلك الفنادق. وذكر الغانمي، أن وزارة الهجرة والمهجرين تبلغت بأمر اللجنة العليا بعدم تجديد أو تمديد العقود مع فنادق كربلاء، وعملت به كونها جهة تنفيذية، محملاً اللجنة العليا مسؤولية تأخر انجاز مشروع إسكان النازحين في كربلاء كونها قيدت وزارة الهجرة بتعليمات وصلاحيات لم تتمكن من تجاوزها. وحمل مواطنون كافة الجهات المعنية مسؤولية اخلائهم الفنادق قبل ايجاد اماكن سكن بديلة, اذ قال صالح عبد المهدي (يسكن احد الفنادق): كان الاولى بهم بناء كرفانات حتى لو كانت خارج المدينة، فهي في كل حال افضل من هذا الوضع. مضيفا: ما كنا نتخوف منه إن ترفع الجهات المسؤولة دعمها في هذه الظروف حصل للاسف. 
اما اسماعيل خليل (مدرس) فقد بين إن في الامر رائحة فساد والا ما الضرورة لاسكان كل هولاء الناس في فنادق، مستطردا: انه كان بالامكان بناء كرفانات او مخيمات بهذا المبالغ الكبيرة التي ذهبت هدرا للاسف الشديد. 
تبادل الاتهامات 
في ذات السياق، اعتبر نائب رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية حنين القدو ان وزارة الهجرة والمهجرين ارتكبت خطأ فادحا عندما قامت بتأجير بعض الفنادق لاسكان النازحين، داعيا الحكومة ومجالس المحافظات إلى ايجاد خيارات بديلة قبل اخراج هؤلاء النازحين، وذلك لعدم تمكن الوزارة من دفع ايجار الفنادق.وقال في تصريح، إن ايجار الفنادق لمجموعة من النازحين، خطأ كبير ارتكبته الوزارة، مضيفا: كان من المفترض ان تصرف الاموال التي اعطيت لمالكي الفنادق في بناء كرفانات عوضا عنها.
أعداد .. وعودة
كشف تقرير أعدته المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق، عن ان احصائية لعدد النازحين على مدى 12 شهرا تجاوزت الـ3 ملايين نازح وهو اعلى رقم يسجل في تأريخ النزوح في البلاد بعد عام 2003. ومع جسامة العدد وحجمه نجد إنّ الجهات المعنية لم تكن بحجم المسؤولية في تقديم ما يمكن إن يسهل المعيشة اليومية لهولاء الناس الذين ترك اغلبهم كل ما يملكون وخرجوا بثيابهم مثلما يقول جواد كاظم من سكنة المقدادية: لقد تركنا كل شيء وخرجنا بارواحنا. مضيفا: لم تكن رحلة الخروج الا رحلة الموت البطيء فقد انتظرنا ساعات وساعات امام الحاجز في خانقين للتفتيش والتاكد واجراءات اخرى. البعض منا سكن عند اصدقاء او معارف والبعض الاخرى قضى ليلة او اكثر في العراء حتى اتموا انجاز الخيم.
اما أم وليد فتقول: من غير الممكن إن انسى تلك الليلة المشؤومة يوم خرجنا إلى العراء بما نرتدي. مضيفة وهي تمسح دموعها: لم نكن نتصور إن الامر سيطول إلى هذا الحد وان اجراءات العودة تتطلب كل هذا التدقيق ، لقد تحملنا من الاعباء والتعب والذل الكثير نريد العودة إلى بيوتنا فحسب.
ايجارات واغتيالات
وسط تطلعات الكثير من سكنة تكريت إلى العودة لمدينتهم بعد تحريرها من داعش، حدثت موجة نزوح كبرى من محافظة الانبار. وربما تكون الاكبر منذ احداث الموصل في حزيران الماضي. اذ خرجت آلاف العوائل متجهة إلى العاصمة بغداد حيث اصطدمت في البدء بالكفيل ثم بارتفاع اسعار الايجارات خاصة في المناطق التي لجأوا اليها. العامرية / الغزالية / اليرموك / المنصور / حي العدل / . اذ يقول ضيغم الدليمي (مدرس): لم نكن نتصور إن الامور ستكون بهذا الحال فقد علقنا في الحاجز الامني لساعات حتى جاء الكفيل وهو صديقي من ايام الكلية. موضحا إن الامر الاخر كان ارتفاع اسعار ايجار البيوت او ما يسمى (مشتمل) فمن غير المعقول إن يكون سعر غرفة وصالة وصحيات 1000 دولار. مبينا إن البعض اضطر للعودة إلى الانبار بعد ايام او فضل المبيت وقضاء ايام في المساجد والحسينيات التي فتحت ابوابها.
واستغرب الدليمي: موقف الجهات المعنية الحكومية مما يحصل للناس في هكذا ظروف تكون الاجراءات الشعبية من قبل الناس وبعض منظمات المجمتع المدني افضل حالا من الحكومة.
اما ادريس ابراهيم فقد ذكر: إن الكثير من العوائل الانبارية عادت إلى بيوتها اما بسبب الإجراءات الحكومية او بسبب ارتفاع بدلات الإيجار. وفيما يخصه قال: أنا الان اسكن في بيت اهل زوجتي في العامرية وفي الايام المقبلة سانتقل إلى مشتمل صغير يعود لاحد الاقرباء. 
وفيما يخص المضايقات التي تحدث عنها البعض قال ابراهيم: حدثت جريمة قتل في البيت المجاور لبيت اهل زوجتي، اذ دخل عليهم ملثمون وقتلوا الاب فقط . مضيفا: بعد ايام اوضح ابن القتيل انهم يعرفون القاتل وهناك خلاف سابق بينهم في الرمادي. مشيرا إلى حادث اخر في الشارع الثاني وبذات الطريقة وهذه المرة كان المقتول احد افراد الشرطة في الانبار.
حوادث انتحار
هول المصيبة كان اكبر من الجميع لذا لم يكن بمقدور البعض تحمل ذلك، قبل ايام اقدم احد الشباب على الانتحار وهي الحادثة الرابعة. شقيق احد المنتحرين ذكر: لم نعتد على هذه البهذلة والمهانة فالكثير من العوائل تركت بيوت ومزارع ومحلات وسيارات واموال ونجت بنفسها، موضحا إن اخاه لم يتحمل الوضع الذي هم فيه.
 
 
 
 
فارزة

لا يمكن اخفاء انتهاك كرامة المواطن العراقي يوميا، اذا كان ذلك باجراءات حكومية امنية او ادارية او خدمية. او بسبب تقاطعات الكتل الحكومية والسرقات وملفات الفساد وصفقات تبادل طمطمتها فيما بينهم. كما لا يخفي على احد حجم الانتهاك الذي يتعرض له المواطن العراقي من جلسات مجلس النواب وشجاراتهم المستمرة وزعيق بياناتهم وخطبهم الطائفية والقومية. وتعطيلهم عشرات القوانين التي تهم المواطن والعمل بقرارت مجلس قيادة الثورة والحاكم بريمر. لكن اشد تلك الانتهاكات التي رافقت المواطن العراقي منذ نكسة 10 حزيران وضياع ثلث البلد. وكيف تحول قرابة ثلاثة ملايين انسان إلى مهجرين او نازحين او مشتتين (فقد تعددت الاسماء والهم واحد).
لم يكتفوا بسرقة الاموال التي خصصت لهم، والتباطؤ بالاجراءات التي من الممكن ان تخفف معانتهم ، لكنها للاسف توافق على مقترح لمنظمة الفاو يثير السخرية والاستهجان مثلما يعد انتهاكا اخر لكرامة العراقي عامة والمواطن النازح خاصة. علما ان موافقة المجلس جاءت يوم الاحد الماضي. ومن المعتاد انعقاد جلسات مجلس الوزراء يوم الثلاثاء من كل اسبوع، ترى كيف تم التصويت على قرار الموافقة؟!. ولا بأس فلنفترض ان هناك نوايا انسانية في تقديم مساعدة للنازحين ، أفلم يكن بالامكان ابدال الدجاجة "بسلة مساعدات غذائية او دوائية" على سبيل المثال. الامر الذي يطرح السوال: لماذا تلجأ منظمة الفاو لهذا السبيل أولا ؟ ولماذا يجب ان تكون دجاجة بيّاضة وبعمر محدّد؟ هل يريدون الاشارة الى ان موضوع النزوح سيدوم طويلا ومن الأفضل للنازحين الاعتماد على الانتاج في أماكن النزوح ام ماذا؟!
*سبق وان اعلن عن وجود ملف فساد في بناء الكرفانات وان هناك اختلافا بسعر الكرفان الواحد اذ كشف تقرير اللجنة التحقيقية البرلمانية وجود زيادة 2000 دولار في سعر كل كرفان من المجموع البالغ 15 الف كرفان ما يعني ان هناك 30 مليون دولار سرقت. في اتصال هاتفي مع اكثر من شركة محلية لبناء الكرفانات تبين إن السعر الواحد الذي يلائم هكذا حالات يترواح ما بين اربعة إلى خمسة ملايين دينار عراقي. وبحسب تصريح رئيسة لجنة المهجرين في مجلس محافظة كربلاء انهم بحاجة إلى 1250 كرفان. ولو افترضنا إن سعر الكرفان الواحد خمسة ملايين دينار فسيكون المبلغ الاجمالي قرابة 6 مليارات و250 مليون دينار عراقي. وبما إنهم استاجروا 23 فندقا لفترة 6 اشهر بمبلغ 12 مليار دينار كما جاء في التصريح ، فقد كان بالامكان الاتفاق على ثلاثة اشهر بنصف المبلغ والنصف الاخر لبناء الكرفانات. بالتالي نكون قد حافظنا على ما تبقى من كرامة الناس مثلما حافظنا على الاموال التي خصصت لهم. لكن الامر يبقى يدور في شقين لاثالث لهما وكلاهما كارثة، الاول هو غياب الرؤية والعقلية الادارية والحرص الوطني على مصائر الناس وحياتهم ومستقبلهم، والذي يمثل امتددا لوحدة ومستقبل العراق. اما الشق الثاني فهو الفساد. هنا اعدل عن كلامي (بوجود شقين لا ثالث لهما)، فربما يكون الثالث اجتماع الشقين الاول والثاني.
من المعلومات المتوفرة في البدء انه تم اسكان اقرباء ومعارف بعض المسؤولين من النازحين في هذه الفنادق، وبعد اكشاف الامر تمت معالجته باسكان عوائل اخرى. كما ان حجوزات الفنادق تمت من خلال بعض الوسطاء، وهذا يعني ان العمولة كانت حاضرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram