TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مفهوم القوة في ثورة الامام الحسين (ع)

مفهوم القوة في ثورة الامام الحسين (ع)

نشر في: 28 ديسمبر, 2009: 03:27 م

مهدي علي الراضي قراءة مغايرة بداية اود القول، ان سفري مع هذه الثورة او سفرها معي، يمتد لاكثر من خمسين عاما ذلك هو عمري، كانت بدايتها من بغداد، مرورا بالعديد من العواصم، العربية والافريقية، واخيرا الاميركية حيث حط بي الرحال اخيرا، ولا احسب انها ستنتهي الا اذا انتهى عمري..
وسأوجز سفرتي هذه بثلاث مراحل -العاطفية - الشكية- التأملية التي انا الان في تطور استكمال بنائها الزمني على اسس فلسفية عقلانية، تجمع ما بين الحدث وابعاده وما بعد ابعاده.. في المرحلة الاولى او السفرة الاولى، فتحت عيني لأرى تلك المشاهد الهائلة، وتلك الصفوف التي تتجمع حول احد المقرئين، لتستمع بخشوع، الى واقعة كربلاء فكان المقرئ كلما اتى بحادثة، يتحول المجلس الى تراجيديا مفرطة في العاطفة، حيث يتعالى البكاء والعويل، يشارك فيه ليس الرجال فحسب، انما النساء وحتى نحن الأطفال، الذين لا نعرف عن ماذا نبكي وعندما ينتهي المقرئ، يعتلي الرادود المنصة، فيستكمل المشهد الثاني من هذه التراجيديا، وذلك بالتعبير الأكثر فاعلية..وهو اللطم على الصدور بعنف او باستخدام الآلات الحديدية الاكثر عنفا - كالزنجيل والقامة، وبالتدريج وجدت نفسي منفعلا ومتفاعلا مع الحدث. وظل هذا يلازمني، كما تلازمني الافكار والتساؤل حول الحسين بالذات من تقام له كل هذه الشعائر سنويا، وربما الى نهايةالحياة. السفرة الشكية، وارجو ان لا تفهم على انها شك في الواقعة اوالثورة وقائدها، انما وبعد ان انخرطنا في العمل السياسي مع الاحزاب اليسارية، كان لزاما علينا ان نقرا المناهج التطبيقية والنظرية لفكر هذه الاحزاب، دون ان نغفل ثقافة ما حولنا وتراثنا فكنت ما ان انتهي من سارتر حتى اقع في كامو - وما ان انتهي من تولوتستوي حتى اجد نفسي مع ديستيوفسكي حتى ان ديكارت في نظرية الشك استوقفني كثيرا. لذا وجدت نفسي، الجأ الى التراث، الاغاني، مروج الذهب، وقبلها نهج البلاغة، وعبقريات العقاد وتداعيات بنت الشاطئ، واطروحات طه حسين، وغيرها الكثير..واخيرا وليس اخرا عندما اطلعت على رائعة عبد الرحمن الشرقاوي الحسين ثائرا الحسين شهيدا، اصبح ميلي الى التأمل اكثر من ذي قبل، لاسيما بعد ان وجدت بنفسي خارج كل التنظيمات السياسية... المرحلة التأملية نضجت هذه المرحلة في غربتي، واستطيع ان اقول وبصراحة يعود الفضل في ذلك الى الدكتور الشيخ احمد الوائلي عندما كنا نحضر محاضراته في دبي اوائل الثمانينيات، اذ كان يعج جامع الامام علي”ع “ بالمئات من الناس على مختلف مشاربهم للاستماع على رؤيا جديدة رؤيا تبسط الصعب، وتعطي الحل لكل ما هو مستعص على الفهم، واستكمل هذا المشوار بعد تعرفي على سماحة السيد محمد حسين فضل الله، الذي جمعتني به لقاءات عديدة كذلك الحال مع اخي وصديقي سماحة السيد تقي المدرسي والشيخ الركابي، واطلاعي على انجازات الشهيد سماحة السيد حسن الشيرازي، وبهذا أكون قد تواصلت بسفري مع الثورة، ولكن كما بدأت انما بنضج ووعي لمفهوم ومعنى عاشوراء، بحيث لم تعد الاسئلة تحاصرني كالسابق وكم تمنيت لو ان لنا عشرة او مائة، مثل هؤلاء في ايامنا هذه، ونحن نعيش هالة التحول والتكفير.. الضعف والقوة عندما اطلق غاندي مقولته الشهيرة”تعلمت من الحسين ان اكون ضعيفا لانتصر، لم يكن يقصد الضعف بمعنى الوهن او الجبن انما انطلق من مفهوم فلسفته ونظريته في اللاعنف اذ انه هنا لا يعني الظاهر انما الجوهر، لانه ركز على نظرة الضعيف الذي يمتلك رؤى وستراتيجية ثقافية وفلسفية، تبنى على الرفض بمعزل عن النتائج والخلفيات، التي قد تتبلور لاحقا موقفا وايديولوجية، تمد الضعيف بعامل القوة الهائلة، بحيث ترعب الاخر المتغطرس الذي يدعي القوة بالاعتماد على نفوذه العسكري والمادي، مصحوبة بادوات القمع. سأورد هنا بعض الشواهد المعاصرة، خذ مثلا الشهيد الصدر الأول لم يكن له جيش، ولا يعرف حتى كيف يستخدم المسدس، بيد ان ثورته الفكرية التي تجاوزت الحدود، وغزت العالم، ارعبت اعتى آلة عسكرية وسياسية دموية، مما جعلت رئيسها يضيق ذرعا بهذا المفكر، الذي بات يؤرق ليله ونهاره، فكان يعتقد انه وبمجرد الخلاص منه، سينام هائنا، ويستقر حكمه الى الازل بطبيعة الحال هذا الحاكم الاهوج لم يخطر بباله ولم يفكر، بالاسئلة التي يمكن ان يواجهها له العالم عن معنى فعلته هذه فاذا كان الشهيد قويا فماذا عن العلوية هل هي الاخرى قوية.؟ وعلى الهامش لابد وان اسرد هذه الحادثة منتصف عام 1985، جاءني احد الاخوة من اكراد سوريا ليخبرني ان فتاتين المانيتين تودان التعرف على مثقف شيعي، وانهما الان خارج المنزل..ولكني لا اجيد الالمانية فقال اطمئن انهما تجيدان العربية، فلتدخلا على الفور. دخلتا وسلمتا بلغة عربية فصحى، وبعد الضيافة سالتهما عن الموضوع الذي قدمتا من اجله، وكيف استطيع تقديم المساعدة ...قالت احداهما نريد ان نعرف الكثير عن حياة المفكر محمد باقر الصدر، حدثتهما بما اعرف، فكنت كلما اصل الى نقطة، تجيبانني نعرفها، فأعيتني الحيلة وحاولت ان اغير من الموضوع، ولكن لم الشهيد الصدر؟ لإننا بصدد التحضير لمشروع بحث علمي في الجامعة. ذلك لاننا سبق ان درسنا بهشتي، وشريعة مداري. قلت اذا كان الامر كذلك، فاذهبا الى السيدة زي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram