TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فيلم هندي

فيلم هندي

نشر في: 15 مايو, 2015: 09:01 م

من اعتاد على مشاهدة الافلام الهندية يدرك تماما ان كل ماستحفل به من احداث تفرق بين الحبيبين من اختلاف في الدين اوالطائفة ومايترتب على
ذلك من حقد ومحاولات للتفريق بينهما وجريان دماء واحداث عنف ستنتهي حتما بنهاية سعيدة تجمع بين الحبيبين في جو ملؤه الحب والوئام والسلام...
اغلبنا يعلق على ذلك بعبارة (فيلم هندي) مايعني وجود مغامرات تفوق الخيال وعواطف مبالغ فيها وتداخل في الأنساب وقد يعرض البعض عن مشاهدته لكي لايوصفون بالابتعاد عن الواقع لكن واقع الهند لايبتعد كثيرا عما نراه في افلامهم فبعد ان علمهم غاندي كيف يحاربون الاحتلال والعنف والظلم بالحب والسلام، مرت بهم ظروف عصيبة وتعرضت بلادهم الى تناحرات طائفية ونزاعات وحروب داخلية بين الأديان والطوائف، ولكن وفي كل مرة كان الحب هو الذي يضع كلمة النهاية فيجمع بين القلوب ويعيش الجميع في وئام وسلام.. اذا كان كل ماسبق مبالغة و(أفلام هندية) فكيف اصبحت الهند الفقيرة المتنوعة الاعراق والاديان والطوائف والاحزاب بلد الديمقراطية الاكبر في العالم وكيف اصبحت ولاياتها الخمس والعشرين وسكانها الذين يزيد عددهم على المليار نسمة ويتحدثون اكثر من 1600 لغة محلية اضافة الى 17 لغة رئيسية ودياناتها المتنوعة بين الهندوسية والاسلام والسيخ والبوذية والمسيحية وغيرها تجيد التعايش بسلام ووئام ومحبة؟.. في اعتقادي ان الشعب الهندي يجيد استخدام سلاح (الحب) ضد اخطائه واعدائه فضلا عن استخدام الديمقراطية لبناء الهند رغم مافيها من جوع وامية وفقرمدقع...
بالنسبة لي، صرت اتمنى ان تصبح حياتنا فيلما هنديا ينتهي بنهاية سعيدة يجتمع فيها الأحبة متناسين احقادهم وخساراتهم فيسامحون بعضهم البعض على اخطائهم ويبدأون بداية جديدة تليق بنا نحن البلد الأقل تنوعا دينيا ومذهبيا من الهند والأقل سكانا والأكثرغنى لو أجدنا استغلال خيراتنا ولم نمنحها لغيرنا عن طيب خاطر ونعيش على الكفاف.. صرت اتمنى ان نعبر عن ديمقراطيتنا الوليدة بوعي وحرص واصرار وأن نجعل منها سلاحا فتاكا يضاف الى سلاح الحب لنحارب بهما كل اعدائنا ونجعل من بلدنا عراقا قويا.. متطورا.. لكننا نخطئ ونصر على أخطائنا ونخسر ولانبالي بخساراتنا ونحقد دون ان ندرك ان من يعلمنا الحقد هو المستفيد من تلوث نفوسنا...
حين جرت احداث الأعظمية وقام بعض الحاقدين بحرق مقرات ومنازل كان بعض من زوار الامام موسى الكاظم يختبئون في تلك المنازل بعد انتشار شائعة عن وجود حزام ناسف... لم يكن هذا فيلما هنديا بل واقعا يعرض العديد من السياسيين واتباعهم عن مشاهدته والايمان بوجود عنصر الحب والوئام فيه.. بالنسبة لنا ، نحن المواطنون المسالمون ، لابد أن نصر على انتصار الحب مهما كانت الصعاب لنحصل على نهاية سعيدة كما في الأفلام الهندية فلن يعيبنا ذلك مادام الحب والسلام جعلا من الهند صاحبة اكبر ديمقراطية في العالم..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram