جيني ايربينبيك روائية المانية ولدت في برلين الشرقية عام 1967، والدها جون ايربينبيك كاتب وفيلسوف، ووالدتها دوريس كيلياس تعمل مترجمة للغة العربية، درست جيني المسرح والموسيقا،وبدأت الكتابة في التسعينات وألفت عددا من القصص والروايات.تتناول روايتها (الزيا

جيني ايربينبيك روائية المانية ولدت في برلين الشرقية عام 1967، والدها جون ايربينبيك كاتب وفيلسوف، ووالدتها دوريس كيلياس تعمل مترجمة للغة العربية، درست جيني المسرح والموسيقا،وبدأت الكتابة في التسعينات وألفت عددا من القصص والروايات.
تتناول روايتها (الزيارة) تاريخ المانيا المعاصر، اما الرواية السابقة لها (الطفل العجوز) فتتناول موضوع القمع الذي يروى لنا من خلال سيرة حياة فتاة، والآن تأتينا روايتها (نهاية الايام) الرواية الاكثر فلسفية وذات تكنيك عالٍ.
رواية متناغمة وقصيرة، تحتوي على العديد من (الكتب) وهي اجزاء الرواية في مراحل زمنية مختلفة، تبدأ احداثها مع بداية القرن العشرين، رواية ايربينبيك (نهاية الايام) تسافر بنا عبر الازمنة والذكريات، وتستكشف القدر والهزائم،وتتناول بعضا من الافكار الاساسية، لعصرنا المتطور، تدور احداث الرواية حول امرأة المانية، ولدت في مدينة صغيرة بداية القرن العشرين، وفي خمسة(كتب)متعاقبة،تبحث الرواية في المراحل ا لتي يمكن ان يتجه اليها مسار حياة بطلة الرواية
لغة ايربينبيك تمتاز بالقوة والشاعرية، ولا تجعلك تشعر بالملل لا من السرد في الرواية ولا من الافكار التي تكمن وراءها، نتتبع بطلة الرواية منذ ولادتها وفي تنقلاتها في فينا وموسكو ، برلين الشرقية، واخيرا برلين الموحدة بعد انهيار الحكم الشيوعي، وفي كل مرحلة من مراحل الرواية نصطدم بالموت.
ما عالجته ايربينبيك ببراعة في روايتها (نهاية الايام) ،طبيعة الوجود البشري المؤقتة وربما العبثية وعدم جدوى ذلك الوجود،وبمواجهة ذلك التناقض،يأتي دور الصدفة التي تمسك بميزان القوى،الذي يحدد مسار حياتنا.
الرواية متجذرة بثبات في التقاليد الاوربية،وبمتابعة شخصيتها المحورية وهي تعيش القرن العشرين قرن العذاب في اوربا،فهي تقدم لنا ادراكاً عميقاً لتاريخ اوربا المعاصر،بشكل ينافس اعظم الاعمال الادبية.
تشهد الرواية موت البطلة اربع مرات،الاولى في الطفولة،والثانية عند المراهقة ،والثالثة كضحية لمعسكر اعتقال سوفيتي في الاصقاع المتجمدة،والرابعة بعد افول نجمها في برلين الشرقية،وعند نهاية الرواية نتعرف على المرأة الضعيفة والمنسية (فراو هوفمان).
الوصف الذي تقدمه المؤلفة لحياة تلك المرأة الطاعنة في السن،كان في منتهى البراعة،وحيث نزيلة دار المسنين تتأمل الفارق بين ما كانت عليه حالها وما اصبحت عليه الآن،وتستذكر رحلتها المضنية الى برلين ايام ما بعد الحرب،مع اطفالها الثلاثة. لدى الروائية ايربينبيك اشياء مهمة تريد قولها،وقد قالتها لنا بشكل جميل.
ووضعت لها بصمة في الرواية الالمانية المعاصرة،وجعلتها تقف في المقدمة من روائيي المانيا المعاصرة،تلك البلاد العظيمة.
قراءة جيني ايربينبيك هي مثل الوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي: انفاسك تتغير ،و ترى عدة لحظات في وقت واحد، ومع ذلك لا يمكنك أن تذكر أسماء، اوتواريخ أو ترتيباً للاحداث. رواية متجانسة وقصيرة، تحتوي على العديد من الاجزاء( الكتب).
(الكتاب)الاول عن طفل رضيع يموت في احضان امه،وبعد موته يهجرها زوجها،لتعيش حياة قاسية وبائسة.
الكتاب الثاني هو عن قصة حياة طفلة تعيش في القرن العشرين المحفوف بالمخاطر. حيث الظروف القاسية - المجاعة في زمن الحرب في فيينا، واليأس الشامل، - وينتهي الامر بالطفلة التي تصبح مراهقة ان تقوم بقتل نفسها. في الكتاب التالي، نلتقي مع الفتاة تسير في أحد شوارع فيينا وتعيش حياة مختلفة مع والدها، الذي يموت،ويتركها مع والدتها المرأة القاسية المرأة التي يبدو أنه مقدر لها ان تكون موجودة في كل (كتاب).من اجزاء الرواية وحين تكبر تشهد بناء جدار برلين،وينتهي بها المطاف الى ان تكون نزيلة في دار للمسنين "، فتفقد عقلها وينتهي ذلك الجزء (الكتاب)بموتها
المسألة الروحية والوجودية هي مسألة محورية في رواية (نهاية الايام) .
حيث تناقشها الرواية بعمق وبراعة. لدى الروائية ايربينبيك اشياء مهمة تريد قولها،وقد قالتها لنا بشكل جميل.