هذه الرواية لأنطوني بيرغيز، ما تزال من كلاسيكيات الرواية العالمية، وقد تحولت الى فيلم سينمائي ناجح من إخراج ستانلي كويبريك في عام 1971 – وقام بدور البطولة فيه مالكولم ماكدويل. وهناك مقاربتان لرواية "البرتقالة الآلية" ، فهناك الرواية التي كتبها

هذه الرواية لأنطوني بيرغيز، ما تزال من كلاسيكيات الرواية العالمية، وقد تحولت الى فيلم سينمائي ناجح من إخراج ستانلي كويبريك في عام 1971 – وقام بدور البطولة فيه مالكولم ماكدويل.
وهناك مقاربتان لرواية "البرتقالة الآلية" ، فهناك الرواية التي كتبها أنطوني بيرغيز عام 1961، وكان الفيلم آنذاك قد حقق نجاحاً كبيراً، وما يزال المشاهدون يتذكرونه، ومازالت الرواية تذهل وتصعق القارئ حتى اليوم. وهي قد فتحت الباب امام عدد كبير من الكتاب البريطانيين ومنهم مارتن إميز، ج. غ. بالارد وويل سيلف وتدفقت بعدها الطاقات الادبية ومازالت تجذب الاجيال الجديدة اليها.
وبالنسبة لبيرغيز واندرو بيسويل، فإن أحداث "البرتقالة الآلية"، كانت تدور في عام 1980، كما جاء في رواية أخرى شهيرة وهي (1984) لأوريل، وهي قد احتلت المرتبة (70) في قائمة أهم الاعمال الادبية التي نالت جائزة نوبل.
وقد تم عرض فيلم "الساعة الآلية" وحققت نجاحاً كبيراً، وتوصف رواية بيرغز احيانا بكونها (رواية قصيرة)، وقد استفادت الرواية من تحويلها الى فيلم ناجح، وبالنسبة الى الناقد أندرو بيزويل، فهي رواية قصيرة ولكنها مع ذلك جيدة الموضوع، تتحدث عن فساد وتدهور السلطة وعن مسؤولية الانسان عن ذلك. وتتحدث الرواية عن إليكس، المجنون بموسيقى بيتهوفن.
وتبدأ الرواية بمشهد مخيف (عنيف للغاية) يصف إحدى العصابات الثائرة، والعنف في المدرسة لإخافة المدرس، وكذلك سرقة سيارته ونهب محتويات كوخ في الريف، مع تعذيب احد الادباء، كما اغتصبت العصابة زوجته. وبعد تلك المقدمة المؤلمة، تستقر الرواية، عند تجسيد أليكس في سجل سجن البلاد (84F) وتغيير ذاكرته من قبل السلطة الحاكمة. والرواية تكشف ايضا مكر وخداع العلاقة ما بين الارادة الحرّة والمسؤولية الفردية حسب أسلوب بيرغيز الفريد.
وتنتهي رواية "البرتقالة الآلية" مع اعتراف إليكس: "لقد شفيت تماما". وهذا الاعتراف يتبعه الفصل الأخير من الرواية، الذي تم رفعه من الكتاب في الطبعة الامريكية لها ولذلك تم تجاهله من قبل ستانلي كيوبريك في سيناريو الفيلم الذي قام بإخراجه. وهو يتحدث عن الارادة الحرة ومسؤولية العزل.
وحسب كاتب السيرة أندرو بيسويل، بدأ بيرغيز في التخطيط لروايات أخرى عن المستقبل المتخيل في الستينيات من القرن الماضي. وخطط بيرغيز لرواية تنقسم الى ثلاثة فصول. ومهما كانت الحقيقة فإنك مع بيرغيز لا تعرف ما هو حقيقي وما هو الخيالي في لحظة الكتابة.
وقد انتهى بيرغيز من مسودة "البرتقالة الآلية" وهو على الساحل الجنوبي لإنكلترا – في مدينة هوف – عام 1962. ومن المثير للدهشة ، ان غراهام غرين اكتشف أول الموضوعات الشريرة، كما وصف المراهقين المتمردين، وعبر عن تمرّد المراهقين وتقصير وإهمال المجتمع للأمر. وجاء ذلك في روايته ، "صخرة برايتون".
وعاد بيرغيز الى بريطانيا عام 1959، بعد امضاء بضعة اعوام في الملايو، ووجد تغييرات كثيرة في بلاده. ثقافة عنف للشبان، مع مقاهي القهوة وموسيقى البوب وعصابات المراهقين قد تحولت الى موضوعات رئيسة في الصحف، وازدياد قلق الطبقة الوسطى.
وفي الحقيقة فان الكثير من الموضوعات في "الساعة الآلية" تعود الى فترة الاربعينيات وليس الخمسينيات او الستينيات، وقال بيرغيز ان ما ألهمه تلك الرواية زوجته الاولى التي كانت حاملا آنذاك وقد تعرضت للضرب من قبل مجموعة من الامريكيين السكارى الساكنين في انكلترا في خلال الحرب. وقد أدى ذلك الى موت الجنين وللكتاب ثلاثة اجزاء، لكل منها سبعة فصول وعندما باع بيرغيز الرواية لناشر امريكي (نورتون) حذف فصلاً منها، وطبعت في الولايات المتحدة قبل 1986. أما فيلم ستانلي كيوبريك عن الرواية، فكانت تستند إلى الطبعة الامريكية ، وانه لم يقرأ الرواية الاصلية إلا بعد الانتهاء من كتابة السيناريو. وامضى بيرغيز اعوامه الاخيرة يشجب الفيلم الذي يعتمد على روايته، وكل ما يتعلق بالعقد الامريكي ووكيله الادبي.
كان بيرغيز شخصاً غير اعتيادي، ولم تكن الحياة من حوله كئيبة أبداً.
 عن: الغارديان