TOP

جريدة المدى > سينما > أرصفة شوارع بغداد تحوّلت الى واجهات عرض!!

أرصفة شوارع بغداد تحوّلت الى واجهات عرض!!

نشر في: 28 ديسمبر, 2009: 04:57 م

بغداد/ المدى عانى العراقيون معاناة كبيرة جدا في السنوات الست الماضيات، ومن وجوه هذه المعاناة أن بعضهم، وتحت ضغط الظروف الصعبة التي مرت على البلاد قام باحتلال أماكن غير مسموح لهم بالتصرف بها، فالبطالة التي تفشت في الشارع العراقي و أدت إلى جيوش جرارة من العاطلين عن العمل جعلت هؤلاء يقومون باحتلال أرصفة شوارع بغداد ليعرضوا عليها بضاعتهم المختلفة
من اجل توفير وسائل العيش لهم ولعوائلهم، ولكنهم في الوقت نفسه قاموا بالاعتداء على حق المواطنين الذين يسيرون على هذه الأرصفة عند قيامهم بالتبضع من الأسواق الموجودة في بغداد. يقول(سالم عبد الجبار) صاحب (بسطية) لبيع الملابس في منطقة الكاظمية: أفرزت الإحداث بعد 9- 4- 2003 العديد من الحالات السلبية التي كان تأثيرها واضحا للعيان، وقد تركت هذه الظواهر آثارا سيئة على المواطن العراقي وأثرت على تنقله في شوارع بغداد، ومن هذه الحالات (احتلال الرصيف) من قبل الباعة المتجولين، الذين أسهموا بازدهار العديد من المهن على الأرصفة حيث لقيت رواجا كبيرا نتيجة قلة أسعارها قياسا بمثيلاتها في المحال، وذلك لكون الذين احتلوا الرصيف لايدفعون فواتير الماء والكهرباء والهاتف، وقد اشتهرت ارصفه المناطق في بغداد بأنواع السلع والبضائع حيث أصبح المتر المربع من الرصيف في بعض المناطق يساوي آلاف الدنانير. وفي بعض الأحيان تحدث صراعات بين الباعة المتجولين حول مكان من الرصيف. البعض عبر عن ذلك بأنه غير قادر على استئجار محال تجارية في الظرف الراهن بسبب ارتفاع أسعار بدلات الايجارللمحال التجارية في بغداد، ولكن مع ذلك هناك خطر يهدد هؤلاء ألا وهو انفجار الكثير من العبوات الناسفة والتي كانت تزرع في (الجنابر) وعلى الأرصفة لذلك ترك البعض منهم هذه المهنة. المواطن (عباس سعيد) يعمل في منطقة الباب الشرقي يقول: أن الظرف الاقتصادي صعب وسبب الكثير من المعاناة للمواطنين العراقيين وان إخلاء الرصيف يضر بهؤلاء وعلى المواطنين تحمل ذلك. في بعض الأحيان نجد المواطنين أنفسهم ضد فكرة إخلاء الرصيف والسبب قلة أسعار البضائع والسلع التي يعرضها العاملون على الرصيف، وكذلك الاستفادة من أصحاب المهن الموجودة على الرصيف مثل الاسكافي وصباغ الأحذية وبائع الصحف ومصلح الساعات وغيرها من المهن التي نحتاج إلى خدماتها. اما (صادق جعفر)/ يعمل في منطقة شارع فلسطين/ فيقول: هناك بعض أصحاب المحال التجارية استحوذوا أيضا على الرصيف من خلال عرض بضاعتهم على الأرصفة وكذلك بعض المهن الأخرى سيطرت على الأرصفة في منطقتي الباب الشرقي والشورجة وغيرهما من المناطق التجارية ذات الكثافة التجارية الكبيرة. إن الحل برأيي هو إيجاد أماكن خاصة للباعة المتجولين، ومن ثم فرض إجراءات رادعة ضد المخالفين وهذا يتطلب تعاون الجميع مع أمانة بغداد خاصة الوزارات الحكومية الأخرى من خلال تقديم الدعم والعون من اجل عودة الأرصفة إلى سابق عهدها دون الاستحواذ عليها. فيما يقول (احمد لفته)/ يعمل بائع ملابس نسائية في منطقة الشورجة: أن معظم أصحاب الجنابر والبسطيات هم من أصحاب الشهادات الجامعية الذين لم يجدوا فرص عمل لهم في دوائر الدولة ليضطروا الى العمل على الرصيف، خاصة وأنهم أصحاب عوائل وبحاجة إلى المال من اجل توفير مستلزمات الحياة في هذا الظرف الصعب، لذلك يجب إيجاد حل جذري لهذه المشكلة وليس التهديدات برمينا في الشارع وطردنا من الأرصفة بالقوة فبناء مجمعات بسيطة للباعة المتجولين هو الحل الكفيل بإنقاذ الجميع من المشكلات التي بدأت ولا نعلم متى تنتهي! وعلى رصيف شارع الخلفاء التقينا (حسام عباس) الذي يعمل أيضا في بيع الملابس حيث قال: أن عملنا على الرصيف فيه الكثير من المخاطر سيما وأننا نعيش وضعا صعبا في الشارع كما إننا نرفض كلمة (احتلال الرصيف) التي تطلق علينا سواء من أجهزة أمانة بغداد أو من قبل المواطنين لان الاحتلال شيء مرفوض من الجميع، علما بان جميع العاملين على الأرصفة يعترفون بأنهم يسببون إزعاجا للمواطنين لكن الظروف الصعبة التي مرت علينا هي التي أجبرتنا على التجاوز على حقوق الآخرين... لأن معظمنا اذا ما حصل على عمل جيد في دوائر ومؤسسات الدولة فاننا لن نحتاج الرصيف الا للسير عليه فقط، ولأننا نرفض أن نسير في الطريق الخاطئ لذلك فضلنا العمل على الرصيف رغم سلبياته أننا نقوم بعرض بضاعتنا بشكل نظامي لكي نفسح المجال للمارة وان كان المكان ضيقا إلا أن الباعة والمواطنين تعودوا على بعضهم البعض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram