اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أهلاً بكم على الخطوط العراقية!

أهلاً بكم على الخطوط العراقية!

نشر في: 19 مايو, 2015: 06:01 م

كلّما ركبتُ إحدى طائرات ناقلنا الوطني، الخطوط الجوية العراقية، فكّرتُ بالاحتفاظ بالعلبة البلاستك التي يُقدّم فيها ما يسمى "وجبة طعام"، لكنني في اللحظة الأخيرة أعدل عن رأيي إما خوفاً من أن يتهمني أحد من طاقم الطائرة بالفساد الاداري والمالي (لأنني استحوذ على ما هو ملكية للخطوط)، أو خشية من ازدراء الركاب الآخرين لي بوصفي شخصاً غير محترم "فجعان" و"عيني ضيقة".
فكرة الاحتفاظ بالعلبة مع "وجبتها" ترافقها فكرة أخرى هي زيارة وزير النقل، باقر جبر الزبيدي، رفيق النضال ضد دكتاتورية صدام حسين وشريك الحلم والوعد ببناء عراق مختلف كل الاختلاف عن عراق صدام حسين، وتقديم "الوجبة" بعلبتها إليه والطلب منه أن يتناولها، فإن أكلها واستطعمها أدركتُ انني على خطأ وكففتُ الى الأبد في الكتابة عن خدمات ناقلنا الوطني الذي كان في عهد صدام بين أفضل شركات الطيران في المنطقة لجهة خدماته وأصبح الأسوأ في عهدنا، عهد السيد الزبيدي وعهدي أنا أيضاً بوصفي ممّن كانوا يزيّنون للعراقيين الثورة على نظام صدام والإطاحة به والانضمام الى صفوفنا لنعوّضهم بنظام ديمقراطي، وإن عافتها نفسه – الوجبة- ولم يأكلها وضعتُه أمام مسؤوليته وإصدار الأوامر بأن تقدم الخطوط الجوية العراقية على متن طائراتها وجبة طعام قابلة للاستهالك البشري بخلاف ما هو حاصل الآن.
انني أكتب هنا عن "الوجبة" المقدّمة في رحلات الخطوط الداخلية، فليست لديّ فكرة عن وجبات الخطوط الخارجية، إذ حتى الآن لم تؤاتني الشجاعة لأن أحجز لدى ناقلنا الوطني في رحلاتي الخارجية.
لا أكتب الآن لأشكو، فيبدو ان الشكوى للخطوط الجوية العراقية ووزارة النقل وسائر مؤسسات الدولة وإداراتها مذلّة ما بعدها مذلّة. (ذات مرة كتبتُ منتقداً تردي مستوى الخدمة لدى إحدى المؤسسات الحكومية فكتب مديرها (السابق) رداً مشحوناً بالروح العدوانية بلغة خشنة وبذيئة الا ان أحد مساعديه أقنعه بكتابة ردّ جديد مهذب بحسب ما أسرني هذا المساعد).
أكتب الآن لأقترح على إدارة الخطوط الجوية العراقية ووزارة النقل وقف تقديم "وجباتها" غير الصالحة للاستهلاك البشري وتحويلها الى النازحين.. لا أعني تقديم هذه "الوجبات" الى النازحين، فالنازحون بشر ووجبات الخطوط الجوية لا تصلح لهم أيضاً. إقتراحي هو أن تكون الرحلات الداخلية لناقلنا الوطني من دون وجبات أكل وأن تقدم الخطوط الجوية العراقية الأموال المرصودة لهذه الوجبات الى أحد صناديق مساعدة النازحين. (معظم شركات الطيران الأوروبية والأميركية لا تقدّم وجبات طعام مجانية في رحلاتها الداخلية).
لا أظن ان راكباً واحداً على متن الخطوط الجوية العراقية سيحتج أو يعترض إذا ما أعلن مذيعو النشرات اثناء الرحلة ان الخطوط الجوية العراقية تعتذر عن عدم تقديم وجبات طعام في رحلاتها الداخلية، وانها قد تبرّعت نيابة عن ركاب طائراتها باثمان الوجبات الى النازحين ضحايا العدوان الداعشي الإرهابي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. صفاء

    اي والله استاذ عدنان هيجي شويه عوفنه من السياسه واخبارهه اللي مصدعه روسنه واشر على نقاط خلل في عمل الوزارات والدوائر بلكي شويه انحس انو احنه بعدنه عايشين بكوكب الق...............ة

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram