وزير الكهرباء في الحكومة الحالية محافظ الانبار الاسبق قاسم الفهداوي ، أعلن مشاركة مسؤولي وممثلي المحافظة في معركة تحرير الرمادي من سيطرة تنظيم داعش ، لينالوا شرف خوض الحرب ضد الارهاب ، وانهاء وجوده ونشاطه في الاراضي العراقية الى الابد ، ردود الافعال على تصريح الفهداوي لم تظهر على ارض الواقع ، ودعوته تبدو بحاجة الى الكثير من الدراسة والبحث ، وتوفير الظروف الذاتية والموضوعية ، لتحقيق امنية الانباريين في ان يروا مسؤوليهم وقادتهم السياسيين يتقدمون الصفوف في شن الصولة المرتقبة بدعم وتأييد ومباركة التحالف الدولي .
الوزير الفهداوي المحافظ السابق ، ربما ابدى رغبته في رفع الروح المعنوية لابناء مدينته ، فاطلق تصريحه المعبر عن حرص شديد لتخفيف معاناة النازحين العالقين بين فكي مصير مجهول ، الخلاص منه يتطلب تقديم الوثائق الثبوتية والمستمسكات المقدسة للدخول الى العاصمة بغداد ، او العودة الى مناطق سكنهم ثم الاستسلام لجحيم داعش ، هل خاب ظن الفهداوي في ظل غياب ردود الافعال المؤيدة لدعوته ،ام تورط الرجل فوجد نفسه وحيدا في الميدان ، يتطلع الى من يناصره ، ويشد معه "حزام الزلم " من متطوعي العشائر بلغت اعدادهم اكثر من عشرة آلاف مقاتل ، بحسب تصريحات مسؤولين في الحكومة المحلية وشخصيات عشائرية ؟
المشهد السياسي العراقي يعمل بموجب القاعدة السائدة الاقوال لا تعبر دائما عن الافعال ، فهي تقال في بعض الاحيان لاطلاق بالون اختبار لقياس ردود الافعال ، وتصريح الوزير الفهداوي ربما يندرج ضمن هذا الاطار ، فابدى رغبته في معرفة استجابة من يعنيهم الامر من ساسة ومسؤولي المحافظة ، فاصيب بخيبة أمل بددت امكانية تشكيل كتيبة الانبار المدرعة لتدخل التاريخ من ابوابه الواسعة ، وتصبح رمزا وطنيا واقليميا ودوليا ، يحكي قصة هزيمة تنظيم داعش وانهاء اسطورته في العراق .
فرضية تشكيل كتيبة الانبار تتطلب توفير مستلزمات لوجستية فضلا عن مراعاة ظروف القادة السياسيين والمسؤولين ، فليس من المعقول اطلاقا ترك المكاتب والفنادق والتوجه الى الخنادق من دون توفير مستلزمات المعركة من دروع وبدلات عسكرية مرقطة وخوذ ودروع مضادة للرصاص وتهيئة فريق اعلامي لالتقاط الصور لقادة الكتيبة المدرعة قبل اعلان ساعة الصفر .
من يقود كتيبة الانبار؟ سؤال يحمل اشكالية كبيرة ، لان المسؤولين في المحافظة وساستها لم يتفقوا على موقف موحد ، انشغلوا بالتوازن وتقاسم المناصب ، منهم من تفرغ لغوث وايواء النازحين ، فاثار الاتهامات ضده بسرقة المال العام ، ورئيس كتلة نيابية سخر فضائيته لترديد مرثيته والبكاء بدموع من دم لخسارته الكبيرة بعد فشله في الحصول على وزارة تبيض ذهبا في الحكومة الحالية ، وثالت النماذج اقام في العاصمة عمان ومن هناك نظم حملة لحث الدول العربية على دعم عشائر الانبار بالمال والسلاح للقضاء على داعش ، ثم التوجه نحو البوابة الشرقية لصد هجمات الفرس المجوس ، لهذه الاسباب وغيرها ضاعت كتيبة الانبار المدرعة في سوق الصفافير !
كتيبة الأنبار المدرّعة
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2015: 09:01 م