اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > لماذا نريدها إما وحدة شاملة وإما فُرقة شاملة؟

لماذا نريدها إما وحدة شاملة وإما فُرقة شاملة؟

نشر في: 28 ديسمبر, 2009: 05:17 م

شاكر النابلسي كانت الحقبة الناصرية مليئة بالأحداث الجسام في تاريخ الأمة العربية الحديث، وفي تاريخ منطقة الشرق الأوسط. ورغم قصرها النسبي (18عاماً) إلا أن آثارها امتدت حتى الآن أكثر من أربعين عاماً. ولم تقتصر هذه الآثار على فلسفة الوحدة العربية، وإنما انساقت على مفاهيم اقتصادية، واجتماعية، وثقافية مختلفة.
ولعل الكتب والأبحاث والدراسات والندوات التي ناقشت وما زالت تناقش الظاهرة الناصرية، تفوق ما كتب عن كثير من العهود السياسية العربية قديماً وحديثاً. rn"السيادة القومية" مطلب أساسي للناصريينففي مسألة الوحدة مثلاً، كان الناصريون يستبعدون أن يكون الاتحاد التعاهدي (الكونفيدرالي) على غرار ما جرى في أوروبا في بعض الأوقات، هو الصيغة الملائمة للوحدة العربية. ويقولون على لسان عصمت سيف الدولة: "أن مثل هذا الاتحاد لا يُجسّد اشتراك الشعب في وطنه العربي، لأنه يقوم على تعدد السيادة، ويُجزئ السيادة القومية." ("الغايات"، ص 168) والسيادة القومية مطلب أساسي من مطالب الخطاب الناصري. ويقول سيف الدولة في الكتاب نفسه: "إن الدولة الوحيدة التي تتفق مع اشتراك الشعب في وطنه وتجسد وحدة الوجود القومي هي الدولة الواحدة. دولة واحدة لشعب واحد ووطن واحد. دولة واحدة لأمة واحدة." (ص169). فإما أن تكون الوحدة شاملة، وإما فلا. ومن هنا فنحن منذ ما يزيد على نصف قرن ندور في هذه "الفلا"!rnسياسيون مرموقون من دون أفكار واضحة لم يكن لدى عبد الناصر والناصرية وكذلك معظم الحكام العرب، فكرة واضحة عن كيفية تحقيق الوحدة العربية. فمناضل مرموق، وحاكم سابق ومفكر سياسي بارز كأحمد بن بلّه، يتناقض كثيراً مع نفسه في مسألة كيفية تحقيق الوحدة والطريق إليها. ففي الوقت الذي يطالب به بتحقيق هذه الوحدة بالقوة وبالدم، كما حققتها شعوب من قبل، والدفاع عنها بالـدم، ولوم عبد الناصر لأنه لم يدافع عن الوحدة المصرية – السورية بالدم، فإنه في الوقت نفسه يقول بمعارضة الفتح العسكري، ويقر بأنه لا وحدة تتحقق دون نضوج شعبي. (محمد خليفة، "أحمد بن بلّة يتكلم"، ص 191).rnدكتاتورية الفكر بعد السياسةمن الممكن اعتبار معمر القذافي إسلامياً سلفياً، وذلك إلى حين من خلال ما قاله في "النظرية العالمية الثالثة" من أن "كل محاولة لإيجاد شريعة خارج الدين والعرف هي محاولة باطلة وغير منطقية". ثم يمكن بعد ذلك تصنيفه على أنه إسلامي ليبرالي عندما يقول: " أنا أقول بكل قناعتي أن العصر ليس عصراً دينياً بغض النظر عن معتقداتنا نحن كمسلمين، فهذا العصر عصر ذرة، عصر فضاء عصر إليكترون". ولا يلبث القذافي أن ينتقل إلى قائمة الليبراليين العَلْمانيين عندما يقول: "إذا أدخلنا عامل الدين فلن ننجح في البحث العلمي، ولن ننجح في التفسير والفلسفة، ولا في تفسير التاريخ ومعرفته. والحزب السياسي لا يحق له أن يتكلم  باسم الدين. " (أنظر: معمر القذافي، "الكتاب الأخضر"، ص 55-56. وأنظر: حديث القذافي في مجلة "الوحدة"، عدد13، 1985، ص 123- 125).كذلك فإن معمر القذافي، لا يقل تناقضاً في مسألة كيفية تحقيق الوحدة العربية والدرب إليها عن ابن بلّه. فيرى أن درب الوحدة العربية إلغاء أفكار الآخرين كليةً والالتفات إلى رأيه هو وحده، ونظريته هي وحدها. وأن تحقيق الوحدة العربية منوط بالالتفاف حول نظريته النابعة من الدين والعُرف، وما دونها باطل الأباطيـل. وأن مشروعه الوحدوي هو "الوحيد الآن على الساحة العربية، ومن غيره لا يوجد هناك مشروع وحدوي. بل على العكس هناك توجهات خطرة جداً على مستقبل الأمة العربية وعلى القومية العربية." ("الكتاب الأخضر"، ص 119). وتشترط نظرية القذافي في تحقيق الوحدة، أن تتم بين النظـم السياسية المتماثلة، وأن تتم على أساس إقامة مجلس رئاسة من الملوك والرؤسـاء الموجودين، وتكون رئاستهم للدولة العربية الموحدة بالتناوب. وإقامة مجلس وزاري من رؤساء الوزراء العرب كلهم. كما تهدف هذه النظرية إلى إقامة مشروعات اقتصادية كإقامـة هيئة للحبوب لتوفير الغذاء.والسؤال هنا هو:- ما هو الجديد الذي ستأتي به الدولة الاتحادية، وهي  التي تكون بهذا الشكل قد نقلت الشعب العربي كله "من تحت الدَّلْف إلى تحت المزراب"، كما يقال ؟ ولو فكرنا في درب القذافي هذا لوجدنا أنه طريق أشبه بسيناريوهات الأفلام السينمائية الساذجة. فبدلاً من أن يكون كل الشعب العربي محكوماً لحاكم واحد سيصبح الشعب العربي كله محكومـاً فيما بعد، لعشرين حاكماً مجتمعين من هذا الطراز، ومن الموجودين، يتداولون السلطة، لمدة مئة عام ويزيد..!ثم: من لديه استعداد من الحكام العرب لكي ينتظر مئة عام لكي يأتيه دور اعتلاء كرسي الدولة الموحدة، فيما لو علمنا أن عدد الحكام العرب يزيد على عشرين حاكماً، وستكون ولاية كل منهم أربع سنوات على الأقل، هذا إذ لم يعصِ أحدهم على كرسيه ويصبح كصاحبنا جَبْر من العرش إلى القبر؟!rnتغيرات إقليمية ودولية سريعةكانت المهمة الكبرى للفكر العربي السياسي المعاصر في كل مرحلة&

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram