إنها لمهزلة عربية يمكن أن ترتقي الى الخيانة في وجهها الحقيقي فيما لو تخلى العرب عن مبادئهم ونخوتهم بعيداً عن عهود التصويت المسلـَّمة سلفاً قبل انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 29 أيار الحالي لانتخاب رئيس (فيفا) ، خاصة بعدما قرر رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم علي بن الحسين التمسك بحقه في الترشح امام الرئيس الحالي جوزيف بلاتر بالرغم من انسحاب المرشحين الآخرين رئيس الاتحاد الهولندي مايكل فان براغ والبرتغالي لويس فيغو .
قد تبدو ذريعة انسحاب المرشحين ( براغ وفيغو) مختلفة كل حسب وجهة نظره ، فالاول رمى ورقة الانسحاب من السباق لفسح المجال لابن الحسين كي يحظى بدعم أوروبي كامل فضلاً عن عدم تشتيت اصوات المعارضة ضد بلاتر ، والثاني رأى ان الشفافية ماتت قبيل اجراء التصويت متهماً اعضاءً بعينهم انهم يُسهمون في تقديم الولاية الجديدة لبلاتر على طبق مصلحة بلدانهم وليس لتغيير ستراتيجية (فيفا) كما يزعمون!
أما لماذا نتهم العرب بالخيانة والانتخابات لم تجرِ بعد ؟ سؤال نأمل ان لا يُفسـَّر من زاوية الاندفاع المفرط تحت ضغط التعصب العربي – العربي مع ان كل نواميس الحياة تقتضي عمل المستحيل لأجل إنقاذ من هو قريب لك او جارك تعرف معدن أصله، فكيف وعلي بن الحسين من دم واحد وفكر عربي حريص على بلورة شخصية مثيرة لاهتمام العالم يحاكيهم بروحية العرب الذين تنتظرهم وقفة تاريخية في زيوريخ تفرض التأييد المطلق لابن الحسين لانه يقف وحده بشموخ بلده وأمته والعمق التاريخي للانسان العربي .
الشجاع ابن الحسين ليس طامعاً بوجاهة ولا عاشقاً لكرسي هزاز ولا متلهفاً لنفوذ مثلما هو الحال في بعض البلدان العربية ، بل يحمل رسالة مفادها دوام الحال من المحال ، وإهداء بلاتر سلطة مطلقة للأبد أمر لا يجوز السكوت عليه ، فالكفاءات والعقول والخبرات متوفرة لدى العرب وجاءت الفرصة اليوم ليكون صوتهم عالياً مثلما كسرنا الاحتكار الاميركي والاوروبي لتنظيم المونديال من خلال الملف القطري المُبهر لنسخة 2022، ومن المعيب ان يبقى العرب يؤدون دور الكومبارس هكذا الى ما لا نهاية في ظل وجود سخط واسع ضد دور مؤسسة (فيفا) في السنين التي تولى بلاتر قيادته له منذ عام 1998 وحتى الآن.
اذا كان رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم السابق محمد بن همام قد دفع ثمن الانقسام العربي (الخليجي تحديداً) بشأن ترشيحه لرئاسة (فيفا) قبيل استبعاده بحكاية الرشا ، فمن يستبعد ان لا يدفع ابن الحسين الثمن نفسه لاسيما ان هناك من جاهر بدعم بلاتر كما صرّح رئيس الاتحاد الاسيوي للعبة سلمان بن ابراهيم مطلع العام الحالي وهو يستبق الكل بتزكية العجوز بشكل مباشر هذه المرة بعدما كان الولاء له في عهد بن همام يقدم خلف الكواليس!
لعبة انتخابية مقيتة نحذر العرب من تكريس التبعية لبلاتر ، فالرجل مضى عليه زمن طويل يستجمع مؤيديه في وعود مؤجلة غير قابلة للتنفيذ مثل قضية رفع الحظر عن الملاعب العراقية والضغوط القاسية التي تواجها الكرة الفلسطينية فضلاً عن الكثير من الملفات العالقة التي لم تحل في قارة آسيا ويدنو الحديث منها فقط كلما احتاج بلاتر مساعدة القارة الصفراء لتبييض وجهه وتثبيت رئاسته ، وظهر ذلك جلياً عندما بدا الاهتمام الإعلامي مقتصراً به في انتخابات تنفيذي الآسيوي الأخير في المنامة بينما لم يستطع ابن الحسين من إلقاء كلمة قصيرة او عقد مؤتمر في بيته العربي ومنطقته القارية !
رسالة مباشرة الى رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود الذي نعرف عن تفاعله مع الاعلام الرياضي واستجابته لكثير من النقاط التي تقوّي اتحاده ، عليه ان لا يكون تابعاً لحملة تسقيط مفضوحة تقودها شخصية خليجية معروفة ، فابن الحسين المسؤول العربي الكروي الوحيد الذي ناصر قضية رفع الحظر عن الملاعب وأسهم في فتح ابواب الملاعب الاردنية لمنتخباتنا وانديتنا من دون ان يساوم او يشترط بعكس غيره الذي زارنا من اجل ضمان صوتنا ثم أهمل ملفنا ولم يحترم كلمته !
على اتحادنا ان يتخذ قرارا رسمياً بدعم المرشح العربي ابن الحسين فحريّ بصوتنا ان يذهب بإيمان مطلق لمن تضامن معنا ولم يزل خير مَن ان يُجيّر ضمن صفقة آسيوية استفاد كبيرها مرتين بإزاحة الاماراتي يوسف السركال مرة ونيل التزكية مرة أخرى.. ولا جديد بشأن عهوده لنا !
حتى لو لم يفز ابن الحسين فيكفي العراق شرف الموقف.
الشجاع ابن الحسين
[post-views]
نشر في: 23 مايو, 2015: 09:01 م