اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا حصل ما حصل في الرمادي؟

لماذا حصل ما حصل في الرمادي؟

نشر في: 23 مايو, 2015: 06:01 م

كيف يحصل أن يتكرر السيناريو نفسه في أقل من سنة؟.. ما أعنيه هو سيناريو فرار قواتنا المسلحة أخيراً من الرمادي بالصورة التي فرّت بها من الموصل ومدن ومناطق رئيسة أخرى أمام عناصر داعش من دون قتال في حزيران من العام الماضي.
في المرة السابقة قيل ان فرار الموصل لم يكن عن جبن أو تخاذل من جانب القوات وإنما تكمن وراءه أوامر صدرت الى القوات بالانسحاب السريع والخفيف، أي من دون المعدات والآليات الحربية والذخائر، ليستحوذ عليها داعش ويوسّع بها نطاق عدوانه واحتلاله لنحو ثلث مساحة البلاد!.. وقد تضاربت المعلومات بشأن من أعطى الأوامر، القيادات المحلية الدنيا أم قيادات العمليات أم مكتب القائد العام للقوات المسلحة أم القائد العام نفسه!
وفي المرة السابقة قيل كذلك ان الفرار من الموصل كان نتيجة لـ "مؤامرة".. وهنا أيضاً وقع تضارب كبير في المعلومات بشأن الجهات الضالعة في "المؤامرة" المزعومة، داخلية أو خارجية.. ومع التغيير الذي حصل على صعيد مجلس النواب والحكومة ( ليس بتأثير ما جرى في الموصل وغيرها وإنما نتيجة للانتخابات النيابية التي كانت قد جرت قبل أربعين يوماً تقريباً من دخول داعش الى الموصل).. مع ذلك التغيير شخصت الأنظار الى البرلمان والحكومة الجديدين لكشف المستور عما حدث في الموصل وسواها. البرلمان شكّل لجنة للتحقيق في الأمر، لكنّ هذه اللجنة لم تُنجز مهمتها حتى الآن، وثمة شكوك عميقة في إمكانية أن تتوصل اللجنة إلى الحقيقة، أو أن تُعلن هذه الحقيقة من دون تعديل وتبديل وتحريف في الوقائع والنتائج كما حصل مراراً في السابق.
تحت هول الصدمة من نكسة أو هزيمة الموصل تعالت الأصوات بوجوب المساءلة والمحاسبة لكل المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين أصدروا الأوامر بعدم الوقوف في وجه داعش وتسبّبوا في المحنة المصيرية التي يكابد العراقيون جميعاً الآن عواقبها الكارثية، لكنّ دعوة المساءلة والمحاسبة تلك ووجهت من البعض، وبينهم بأسف رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الجديد حيدر العبادي، بفكرة ان الوقت لم يحنْ بعد للمساءلة والمحاسبة ما دام الخطر الإرهابي قائما وداهماً.
ما حدث في الرمادي أخيراً، وهو صورة لما حصل في الموصل، يؤكد ان تأجيل استحقاق المساءلة والمحاسبة لم يكن قراراً صائباً، فلو تمّ ذلك في وقته ما تكرّر السيناريو نفسه تقريباً في الرمادي، وما كنّا لنخشى الآن تكراره في مكان آخر. كان لابدّ من المحاسبة والمساءلة في الموصل لكي لا يقع ما وقع في الرمادي.
قبل أكثر من ألف سنة قالها المتنبي العظيم: "مَنْ يهُنْ يسهل الهوانُ عليه" .. والهوان الحاصل في الرمادي هو نتيجة لهوان الموصل. والآن لا مناص ولا خلاص الا بمساءلة ومحاسبة مَنْ وقف وراء فرار القوات في الموصل وفي الرمادي وسواهما، حتى لا يسهل الهوان علينا ويتكرر سيناريو الفرار من الموصل والرمادي مرات ومرات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. Najat Sofi

    انااعتقد وأجزم بان هناک داخل حکومة السید العبادی و کتلته و حزبه مندسون و عملاء وجواسیس یریدون تقویض محاولاته،فکلام المالکی الذی اناسلمت الموصل وها أنت سلمت الرمادی . هذا الکلام یدل بما فیه الکفایة بان الخنجر طعن من الخلف ومن قبل اهله ،لانه لیس معقولا بان

  2. عراقي

    الاستاذ الفاضل عدنان حسين المحترم تحية وتقدير أن حالة الانسحاب من الموصل والرمادي وصلاح الدين ،هي واحدة لاتختلف من الناحية العسكرية،يكمن السبب في الآتي : ١. المبالغه في تدمير داعش والكذب المستمر للقيادات الميدانيه في أعداد قتلى داعش ٢. عدم وجود م

  3. وفاء مهدي الزيادي

    الجيوش تقاتل ام عن عقيدة راسخة تزرع في الجندي خلال التدريب او العقوبة القاسية ( الاعدام ) في حالة الهروب والتخاذل وهذان المفهومان غير موجودة في الجيش العراقي حاليا وهذه النتيجة طبيعية لما يحدث الان .

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram