ضمن احتفالية نادي الكتاب في كربلاء بمناسبة الذكرى السادسة لتأسيسه ضيف السياسي ووزير الثقافة الاسبق مفيد الجزائري الذي تحدث عن دور الجامعة في بلورة واقع ثقافي مهم في العراق بعد التغيرات التي شهدها العراق بعد عام 2003في بداية الامسية قال مقدمها الكاتب

ضمن احتفالية نادي الكتاب في كربلاء بمناسبة الذكرى السادسة لتأسيسه ضيف السياسي ووزير الثقافة الاسبق مفيد الجزائري الذي تحدث عن دور الجامعة في بلورة واقع ثقافي مهم في العراق بعد التغيرات التي شهدها العراق بعد عام 2003
في بداية الامسية قال مقدمها الكاتب سلام القريني ان الرؤية التي يمكن ان تطرح في الواقع الثقافي وأهميته لابد ان تستقى من مختصيها فكيف إذا كانت هذه الثقافة او التحولات او المتغيرات التي نريدها تتعلق بالجامعة وما يجب ان تلعبه في صناعة المستقبل وجيل قادر على النهوض بالبلاد..وأضاف ان مفيد الجزائري وهو السياسي المحنك يطرح رؤيته لهذه المؤسسة التي لا تعنى فقط بالجانب العلمي والبحث بل في صناعة ثقافة ومستقبل وبلورة علوم مختلفة ولهذا تأتي هذه الامسية لكي يكون الضيف الجزائري امام مسؤولية ابلاغ لما يمكن ان تكون عليه الجامعة العراقية في بناء البلاد
بعدها تحدث الجزائري عن رؤيته التي قال انها في شأن مسألة الثقافة وتنميتها والنهضة الثقافية وعلاقة نهضة المجتمع بها، والدور الذي تلعبه الجامعة، او يمكن ان تلعبه ..وقدم الجزائري خمسة محاور مهمة تعالج هذه الموضوعة بدأها تحفيز التطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي لذا تأتي المطالبة الدائمة بربط الجامعة وثيقا بالمجتمع ووضعها في خدمة حركته واحتياجاته ومشاريع نهضته ولمعالجة القضايا والمهمات التي يواجهها وهو ينغمر في تنفيذ مخططات البناء الجديد ، ولايجاد الحلول للمعضلات التي تطرحها مسيرته التنموية على الصعد كافة..مبينا ان الوظيفة التي تقوم بها الجامعة في نشر الثقافة وبضمنها ثقافة احترام الآخر واعتماد الحوار وسيلة للتعامل معه مبينا..نتحدث عن الثقافة كمعرفة انسانية متراكمة متصلة بالبيئة الطبيعية التي يعيش فيها الانسان مثلما نتحدث عن الثقافة كعامل كبير الاهمية في حياة المجتمع المدني..معرجا على المحور الثاني في رؤيته الى النهضة الثقافية من أنها تتجاوز حدود النهوض بالنشاط والانتاج في حقول الادب والفن وحتى الفكر والعلم ونشر ثمارهما على نطاق اوسع..موضحا ان الامر الاساس والحاسم هو الحصيلة النهائية لتطوير وتعظيم الزاد الثقافي الذي يستهلكه افراد المجتمع هو مدى تأثير هذه الحصيلة مثلما أن الامر الاساس والحاسم ايضا هو تأثير التطوير الثقافي في المجتمع ككل في حركته وتنميته ونهضته..وتابع في المحور الثالث هو عملية التنمية الثقافية والنهضة الثقافية واسهامهما الجوهري في أنسنة الفرد والبشر عموما وفي النهضة الشاملة للمجتمع اي دور يمكن وينبغي للجامعة ان تقوم به؟ وكيف تقوم به؟عادا الجامعة والمؤسسات التعليمية والاكاديمية والبحثية عموما كانت في اساس نشوء ونمو ثقافتنا الوطنية الحديثة ونهضتها المشهودة في اواسط القرن الماضي اذا كان دورها في الحراك والتطور الثقافيين قد تضاءل في العقود اللاحقة فلأن الحكومات والانظمة التسلطية والدكتاتورية التي تعاقبت على سدة الحكم والتي كان يجمعها الخوف من انتشار الثقافة والوعي السياسي الوطني والديمقراطي في اوساط الشعب ، عملت على عزل الجامعات(المعاهد والمدارس)عن المجتمع..ويمضي الجزائري في المحور الرابع الى ان الجامعة هي حاضنة الثقافة. لكونها اسهمت عبر القرون بنصيب كبير الاهمية،مباشر وغير مباشر في التقدم الثقافي والحضاري وفي تعاظم تأثيره على الانسان والمجتمع على الصعد الروحية والمادية وفي شتى الميادين..وتابع ان الجامعة تنتج المعارف الجديدة الى جانب كونها تُعلم وتؤهل والجامعة هي ميدان لتفاعل التعليم مع تدفق المعرفة وهي مركز تكوين وإطلاق الاجيال الجديدة المتعلمة والمؤهلة ..مختصرا التعريف من انها مؤسسة ثقافية ولا يمكن تصورها بعيدا عن الثقافة والانتاج الثقافي وفي معزل عن دورهما الذي لا معوض عنه...في حين كان المحور الخامس يعالج ما حققته الجامعات بقوله: انها حققت في ميدان الارتقاء ثقافيا بالفرد والمجتمع العراقيين، وتحقق اليوم ايضا منجزا لا يمكن تجاهله وقد يكفي التذكير بالاعداد الضخمة من الدارسين الذين خرجتهم في العقود الماضية، وامثالهم الذين يواصلون التحصيل فيها حاليا، وبأجيال الاكاديميين الذين عملوا فيها وكانوا وراء ذلك المنجز، وبينهم كثير من الشخصيات العلمية والبحثية المرموقة، التي احتلت مواقع بارزة في ثقافتنا العراقية وشاركت بفاعلية في تطويرها..
.وطرح الجزائري بعدها تساؤلا: هل تتصورون ان دارسا جامعيا اطلع خلال سنوات دراسته المتواصلة على الكثير من جوانب الثقافة والمعرفة وتذوق الكثير من طيباتهما وتربى الى جانب ذلك بروح ومثل المواطنة وفي الوقت ذاته تابع وشارك في الكثير مما تحفل به جامعته من نشاط معرفي، وحراك ذهني، وانشغال بالشأن العام للمجتمع والوطن، وتنافس متنوع ممتع في امور شتى، وغير ذلك وغيره ...
وشهدت المحاضرة العديد من المداخلات بدأها الباحث حسن عبيد عيسى والكاتب نصير شنشول والدكتور علي حسين يوسف والسياسي حميد الطرفي والروائي علاء مشذوب والكاتب وجدي عبد العباس والاديب علي لفته سعيد والدكتورة ولاء الحلاوي والباحث خليل الشافعي.