TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > غياب في محفل الضوء

غياب في محفل الضوء

نشر في: 24 مايو, 2015: 09:01 م

لو سلمنا جدلا أن الإنسان جزء من الطبيعة، فالطبيعة قائمة وقاعدة على الضوء والحركة، فيزياويا نحن كتلة مجسمة من ضوء، تتشظى الوانا متداخلة لا تحصى، ابرزها الألوان السبعة المعروفة. ولقد أسست على هذه الحقيقة مدلولات شتى، فمنذ اكثر من الفي سنة، والطب الشرقي يؤكد وجود هالة ضوئية لونية تحيط بأجسام الكائنات الحية - ما يعنينا جسم الإنسان - وما اكتشاف الابر الصينية وفاعليتها، إلا اختراقا لتلك الهالة الضوئية اللونية وتعديل الأماكن المنبعجة وتسوية ما انحرف عن مساره منها.
حياة الإنسان عجلة مستمرة الدوران. منذ اول شهقة ولادة لآخر شهيق وزفير، عجلة لو اصابها عطب ما، لأصيب صاحبها بمرض، ولو توقفت محركاتها لباغته موت.
الحياة طاقة، الطاقة ضوء، الضوء - عبر موشور - مجموعة ألوان، اللون حركة، الحركة حياة.
………….
أمي.. كانت تعاني من ربو مزمن، حين يهاجمها ضاريا، تستسلم له كطفلة، تبسمل وترفع سبابتها موحدة وتتمتم بعبارة التشهد. وتتهيأ لملاقاة الموت بعقيدة مؤمن.
حين داهمها الربو آخر مرة، اختلطت حشرجتها بشهيقي وزفيري، وانا اسند جسمها بكتفي واحيطها بذراعي واضمها لصدري.. واهدهد لهاثها، ستمر الأزمة على خير، ستمر على خير.
راقبتها واسارير وجهها تنقبض وتنبسط، ثم تنقبض وتنبسط - على غير العادة - سكن بعدئذ لهاثها، حسبتها استسلمت لإغفاءة. لم اشأ إيقاظها لولا ان بدرت مني التفاتة لالمح عرقا نافرا في الرقبة يتلوى، ثم يتلوى، ثم يتوقف عن النبض.
حين لم تستجب لهمسي المرتعش وانا اناديها باقدس صفة - ايقنت انها غادرت الحياة.
ما الذي غادر جسد امي - في غفلة مني - وهي بين خدي ونحري؟!
الروح؟؟
ما الروح؟؟ عبثا الحظوة بجواب.
هل نرى الطاقة الكهربائية تسري في الأسلاك الصماء فتمنحنا ضوءا ولونا وحرارة ونقيضها؟؟ هل نرى الذبذبات المغناطيسية في قطبي المغناطيس؟؟ هل نلمح او نحس بسطوة الجاذبية الأرضية التي تشدها للشمس والكواكب وتبعدها عنها بمقدار اقرب للثبات؟؟ هل وهل.. وهل؟ ستظل الروح، لغزا عجز العلم عن فض أسراره. ولئن سألوك عن الروح…. فقل: الروح من أمر ربي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram