لم استغرب حالة الإحباط التي بدت على محيا الكابتن اكرم احمد سلمان مدرب منتخبنا الوطني وهو يواجه احد المسؤولين الكبار في الوسط الرياضي ويشكو له معاناته بوجوهٍ عــدة في مسيرته مع المنتخب الوطني.
وأية مسيرة فقد بدا الرجل يواجه سيلا من الاعتراضات سواء على المستوى الرياضي او الاعلامي أو الجماهيري منذ الدقيقة الاولى للاعلان عنه رسميا بصفته الجديدة مديرا فنيا للمنتخب الوطني مع شريط واسع قلب له صفحات الماضي التي عرفت الواجهة مرة اخرى وكأنها حدثت بالامس وهي وان كانت مخاوف اعتيادية بداعي الحرص على المنتخب والامنيات المؤجلة بتواجده في مونديال روسيا 2018 بعد ان غادرناها مع خروجنا من الدور الاول لمونديال المكسيك 1986 الا انها هددت بفجوة جديدة كادت تشكل ازمة حقيقية بتحضير المنتخب .
والوجه الآخر الذي يؤرق الكابتن سلمان جاء بشقين الاول استدعاء اللاعبين وصعوبة تحضيرهم مع دخول دوري النخبة الى مراحل الحسم الاخيرة واخيرا التدخلات الكثيرة والاتهامات بالمحاباة وعدم الموضوعية والضبابية في الاعلان عن التشكيلة المقنعة للمنتخب الوطني التي تعددت وتنوعت وقيل عنها الكثير.
الحقيقة ان كل تلك الانتقادات التي يتعرض لها سلمان والمشاكل الحقيقية التي يتشارك بها اتحاد الكرة مع المدرب خرجت الى العلن وفرضت نفسها على الساحة خاصة مع اعلان وزير الشباب والرياضة مساندته للمنتخب نحو التحضير لمباريات اليابان واندونيسيا المقبلتين ودعوته لان يكون عمل المدرب مستقلا من دون اية تدخلات خارجية تؤثر عليه واعتقد شخصيا ان الخلل في عمل المدرب ولد من الاساس اصلا وكان على قدرة ان يضع الجميع امام الواجهة مع الجمهور والاتحاد والاعلام الرياضي. كان عليه ان يتبع الوضوح والشفافية في الاعلان الى جانب قوة الشخصية والركون الى القرارات الصائبة التي يراها هو ومَن يعمل بمعيته لا ان يترك الحبل على الغارب لكل من يريد ان يوجه، وظهر واضحا تأثره بالآراء ايما تأثير وان كان لم يأخذ بأي منها سوى تلك الاصوات التي تمتلك ثقلها اتحاديا فهو بصفته المسؤول عن المنتخب والمتصدي للمهمة وما تفرضه حساسية الموقف كان عليه الاستفادة من النقد بحساباته الخاصة والوصول الى اسلم الطرق المهنية التي تقتضي ان يفعله مَن هو بمكانته واحترافه وخبرته الطويلة في العمل وان يبدد جميع المخاوف بالحجة المقنعة والدفاع عن تشكيلته لان ما يعني الجميع هو المنتخب الوطني ونتائج المنتخب ومن الممكن ان يعود الكابتن سلمان الى وضعه الطبيعي الذي تقتضيه المهمة بعد ذلك وبصورة خاصة من خلال الدعم والاسناد من اتحاد الكرة واطراف اخرى ويُعيد حساباته في التعامل مع الازمات التي ربما ستعرف مضمونا جديدا مع انطلاق معسكر زاخو المقبل وعدم استجابة الاتحاد لتاجيل بعض المباريات وابعاد اللاعبين المغتربين وضم آخرين تسمح بهم بنود الاتحاد الاسيوي المعلنة مع ثقتنا بان خبرة الكابتن ستقول كلمتها في النهاية، فانطلاق التصفيات المونديالية ومعها الاسيوية على الابواب وقد اجاد لنا الزمن والقرعة بمجموعة هي الأسهل نسبيا ولن نقبل بغير التاهل عنها في المرتبة الاولى ومن الممكن جدا ان يضع سلمان حداً للزعل والتدخلات بعد اول مباراة تعلن قوة منتخبنا وجدارته بالوصول الى المرحلة الاخرى.
حيرة سلمان!
[post-views]
نشر في: 25 مايو, 2015: 09:01 م