احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين وضمن منهاجه الاسبوعي السبت الماضي بباقة من الشعراء الشباب وهم :مؤيد مجرس وثائر الشطري وخالد جميل وعبد الله النائلي وفرقان كاظم وأمجد رحيم. ستة شباب اثبتوا مواهبهم من خلال مشاركاتهم في مهرجانات ومسا
احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين وضمن منهاجه الاسبوعي السبت الماضي بباقة من الشعراء الشباب وهم :مؤيد مجرس وثائر الشطري وخالد جميل وعبد الله النائلي وفرقان كاظم وأمجد رحيم. ستة شباب اثبتوا مواهبهم من خلال مشاركاتهم في مهرجانات ومسابقات شعرية داخل البلاد وخارجها، وقد حصل بعضهم على جوائز قيمة وشهادات تقديرية. أوضح ذلك مقدم الجلسة الناقد الدكتور احمد الظفيري مشيراً ان قصائد الشباب ستأخذنا برحلة من هامش الضجيج الى متن الراحة حيث تخضر البساتين بالكلمات. ومن هناك تفتح الديوانية اذرع الحب ناشرة ما تيسر لها من عبير الكلمات.
وقد لعب الحرمان دوراً كبيراً في جميع القصائد التي تحدثت عن اطفال يفتقدون آباءهم متطلعين لرؤيتهم لحنانهم لسماع كلماتهم، اضافة الى الهموم الأخرى التي ألمت بالبلاد وما زالت تتفاقم ويلاتها ملقية بظلالها القاسية على براءة الطفولة وكاهل الأمهات والآباء. فهاهو مؤيد مجرس يقول: منذ طفولتنا والأمهات تعدنا بعودة آبائنا ذات يوم ـ ولم يأت ذات يوم سهوا من الحرب ـ قتلانا هنا نزلوا فأيقظوا ذكريات الماء واغتسلوا.
وفي مداخلته ، عبّر رئيس نادي الشعر الناقد الدكتور جاسم بديوي عن دهشته للمشتركات التي اجتمعت في قصائد الشباب ومن اهمها مخلفات الحروب. مشيراً الى رغبة النادي في استضافة الاصوات الشابة لاثبات حضورها على الساحة. وقال: لدي ملاحظة واحدة هي ان جميع القصائد التي ألقت كانت عمودية، فارجو أن لا يكون ذلك منطلقاً عقائدياً او ايديولوجياً.
فيما عبر الشاعر محمد حسين آل ياسين عن اعجابه بما سمعه مشيراً بانه منذ فترة طويلة لم تطرق مسامعه قصائد شبابية كهذه على كثرة ما حضر وسمع في جلسات كانت تضج بالضعيف المسف الرديء، الذي يستسهل الكتابة فيسيء اليها والى العربية. وقال: نحن الآن امام شباب اشعرونا من خلال قصائدهم انهم يحترمون الابداع، ويعرفون معنى ان يعاني الشاعر ويستثمر صعوبة معاناته لتقديم قصائد باهرة. لافتاً الى انهم اثبتوا بان العراق ولود دائماً للطاقات الابداعية. وان مستبقل الديوانية الشعري سيكون مشرقاً بهم، وباسماء أخرى لم تحضر للمشاركة في هذه البانوراما الشعرية، أمثال سلامة الصالحي ومعن سباح وناهضة ستار وآخرون. مبيناً ان أية جلسة شعرية في التاريخ منذ زمن عكاظ الجاهلية وحتى زمننا الحالي يتفاوت مستوى المشاركين فيها ابداعاً وقدرة وتمكناً. وقال: لكني اعترف ان ما يوحد شعراء هذه الجلسة انهم متمكنون. لا اقول مبدعون صارخون، لكنهم متمكنين من خلال ادواتهم الضرورية واحاطتهم باللعبة العمودية التي بدت واضحة لديهم، ولكن تنقصهم التجربة، فقد كنت استمع واتخيل نفسي مستمعاً اليهم بعد عشرين عاماً، فاشعر بالنضج والتطور الذي سيطرأ على كل واحد منهم. لافتاً الى ضرورة تكليف ناقد من قبل نادي الشعر يطلع على جميع القصائد التي ستقرأ، ثم بعد القراءة يسلط الضوء النقدي لكشف لنا اسرار الابداع لدى كل واحد منهم.