اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أقوى منافسي "كلاي" في البرلمان

أقوى منافسي "كلاي" في البرلمان

نشر في: 26 مايو, 2015: 09:01 م

شتائم جارحة وذراع قوية وجهل تام بقواعد السياسة، تلك هي مؤهلات العديد من نوابنا "الأشاوس" بعد أن صرفت لهم كتلهم السياسية مجموعة من العبارات المحفوظة في علب منتهية الصلاحية من عينة "الأجندات الخارجية"، "قرارات إستراتيجية"، "المرحلة الراهنة"، فتُشعر أنهم جميعهم، يرددون هتافا واحدا، ويرتدون ثوبا واحدا وفي يد كل منهم عصا يخرجها في اللحظة التي يشم فيها رائحة اختلاف مع هلوساته.
هكذا تحولت الديمقراطية في العراق من ممارسة حضارية تستند على القانون، ووسيلة لخدمة الناس إلى حروب ومعارك شيطانية لتكتب في النهاية شهادة وفاة للعراق الجديد وتخرجه من التاريخ المتحضر لتضعه في قاع الهمجية والتخلف والعصبية القبلية، عروض ملت منها الناس، لأنها، حولت مجلس النواب الذي أراد له العراقيون أن يكون مكانا يجتمع فيه ذوو الكفاءات والخبرات والطاقات الخلاقة، إلى مزاد للطائفية وعرض سيئ للعضلات وتخريف في العمل السياسي، لتغيب وتغيب القضايا التي تهم الناس، ليحل محلها صراع من اجل الاستحواذ على ما تبقى من امتيازات، مضحكات ديمقراطية أضرت وتضر بالحرية والعمل البرلماني، وسياسة تحولت من خطاب طائفي مقيت إلى مرحلة اللكمات والركلات، برلمانيون أعادوا البلاد إلى عصر التحاصص الطائفي والعشائري، بعدما توهم العراقيون أنهم سيقطعون مراحل مهمة على طريق الدولة المدنية، ابتذال واستخدام رخيص ومشين لقاعة مجلس النواب التي يجب أن ترتبط بأذهان الناس بمعارك وطنية حقيقية من اجل خدمة هذا الوطن.
ربما سيقول البعض إن الجدل والعراك من طبيعة المجالس البرلمانية في العالم، وان الاختلاف بين الجميع حق دستوري، لكن أن يصل الاختلاف إلى شتائم بذيئة واستخدام للأرجل والأيدي، فهذا يعني أننا نعيش مرحلة الغيبوبة السياسية، وارتفاع في مؤشر الجنون إلى أعلى نقطة.
مَنْ يريد لعائلته أن تتفرج وترى ماذا يحدث للبرلمان بين سواعد وقبضات نوابنا الميامين، ومن يتمنى أن يمثله هكذا نواب استبدلوا لغة الحوار بحلبات الملاكمة.
لعل أفظع ما في الأمر أن مشهد المعركة بالأرجل واللكمات بين "القبضاي" كاظم الصيادي و"اشقياء" كتلة الاحرار غسان شباني وعواد العوادي، كشف لنا أن كل ما قيل عن دولة المؤسسات والقانون هو كلام من قبيل الاستهلاك اليومي، ففي النهاية المنتصر هو من يسقط خصمه في الحلبة.
حين سأل الروائي نورمان ميلر ما الذي استهواه في محمد علي كلاي ليقرر ان يكتب عنه مجلدا كبيرا قال: لانه الرجل الوحيد الذي يأتي بألف حركة نبيلة في الدقيقة الواحدة".
وحدهم نوابنا " الابطال " ياتون بالف حركة انتهازية في الدقيقة الواحدة وبعدها، لم يعد أي حديث عن مصلحة الوطن يثير اهتمامهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. أبو ياسر

    عزيزي أستاذ علي ماذا تنتظر من نموذج شعبي أتى من حواضن شعبية؟؟ قبل يومين قرأت موضوع عن مراكز التفكير الأمريكيه وكيف يقوم الرئيس الأمريكي بتعيين الوزراء ومساعدي الوزراء والسفراء وكبار موضفي الدولة من هذه المؤسسات التي بطبيعتها تستقطب الكفاءات والنخب والمبدع

  2. خليلو....

    اخي و مولاي!!! اصرف نظرك عن مفردة الأشاوس لانك قد اسقطتها من المعاجم العربية لتوضيفك اياها في غير دلالاتها وابحث عن واحدة تدل كل الدلالة على المعنى التي تتطابق وهذه القرقوزات السياسية فاقترح عليك اختيار مراهقو او مراهقي السياسة او صبيانها .......أ

  3. متابع

    ا لهمجية والتخلف والعصبية القبلية،عندما تكون صفة مجتمع ما تصبح الديمقراطيةلمثل هذاالمجتمع داء وليس دواء والدليل امامك استاذنا الغالي .لك مني كل التقدير والاحترام.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram