خلاف الكتل النيابية حول أداء وزير الدفاع خالد العبيدي وصل الى مطالبة بعض الاطراف بإقالته من منصبه ، انطلاقا من مزاعم فشله في اداء مهماته ، ووقوفه وراء سيطرة تنظيم داعش على محافظة الانبار ، من حق عضو مجلس النواب بموجب صلاحياته الرقابية محاسبة المسؤول المقصر ، مهما كان منصبه وموقعه ، بعد تقديم مايثبت بالادلة والوقائع ان الوزير او المسؤول ارتكب أخطاء كبيرة تتطلب استجوابه امام البرلمان ، ثم احالته للقضاء اذا كان سببا في حصول انهيار امني ، مثل سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش.
سجل العراقيون في مطلع عشرينيات القرن الماضي انتصارا تاريخيا عندما تفوق "المكوار" على المدفع فرددوا الاهزوجة الشهيرة " الطوب احسن لو مكواري " فترسخت القناعة لدى الكثيرين بان سواعد ابناء" الملحة قادرة على مواجهة احدث الاسلحة ، وتحقيق انتصارات كبيرة على الاعداء والغزاة ، من صنف "العلوج" والدواعش.
الحماسة المكتسبة من الانتصارات السابقة ان كانت تتمتع بحضور في الوقت الحاضر استخدمها نواب بتوجيه الاتهامات لوزير الدفاع الحالي ، لكنهم ظلوا صامتين طيلة السنوات الماضية ، على سوء أداء المؤسسة العسكرية ، وقادتها المعينين بالوكالة فكانوا السبب المباشر في جعل ثلث مساحة العراق تحت سيطرة تنظيمات ارهابية ارتكبت مجازر بحق الشعب العراقي راح ضحيتها آلاف الابرياء ، فضلا عن موجة نزوح كبيرة عجزت عن معالجتها المنظمات الدولية الانسانية ، اصحاب الصوت الصاخب في توجيه الاتهامات لوزير الدفاع الحالي وغيره تمسكوا باوهام تحقيق الانتصارات التاريخية فتجاهلوا الماضي القريب بكل بشاعاته ، في محاولة لتضليل الرأي العام واجباره على نسيان احداث مازالت لجان التحقيق تواصل عملها لمعرفة نتائجها .
مسؤولون محليون في محافظة الانبار وشخصيات عشائرية اعلنت ان عدد المهاجمين على مدينة الرمادي لم يتجاوز خمسين شخصا انضم اليهم عشرون آخرون فاجبروا القوات الامنية من الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية على الانسحاب تاركين سبع دبابات ابرامز مع تسعين عجلة همر وكميات كبيرة من الذخيرة .
في نكبة حزيران العراقية تركت القوات في مدينة الموصل مئات العجلات المدرعة ، والقادة تخلوا عن رتبهم العسكرية ،دخلوا الى محافظة اربيل بالدشاديش ومنها عن طريق الجو الى بغداد لشرح الموقف امام القيادة الحكيمة .
في بلد يعيش اجواء الصراع السياسي المزمن تنتاب ابناء شعبه مشاعر الخوف والقلق من سيطرة جماعات ارهابية على العديد من مدنه ، يحرص بعض اعضاء مجلس النواب المقربين من زعيم الائتلاف ورئيس الكتلة وسماحة شيخ التحالف على رفع شعار " نخبطها ونشرب صافيها" معتمدين نظرية المؤامرة لتكريس الانحطاط وضرب النظام الديمقراطي على اليافوخ ، لضمان استمرار عرض افلام الرعب على الشاشة العراقية بنجاح ساحق ، في الدورة التشريعية السابقة اعلنت عضو مجلس النواب "عتاب الدوري" استعدادها لشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة لحل مشكلة شغل الوزارة بالوكالة ، محاولة الدوري باءت بالفشل لأن هناك من يتعاطى مع القضايا المصيرية بطريقة "الكيل بمكوارين" .
الكيل بمكوارين
[post-views]
نشر في: 27 مايو, 2015: 09:01 م